رياضة

ماذا قال الرياضيون عن عودة كمال دقيش إلى وزارة الرياضة؟

رحّب الوسط الرياضي في تونس بعودة كمال دقيش على رأس وزارة الشباب والرياضة والإدماج المهني ضمن الحكومة التونسية الجديدة برئاسة نجلاء بودن.
كمال دقيش الرياضي السابق ورجل القانون، تولى إدارة وزارة الرياضة مدة  ستة أشهر في حكومة هشام المشيشي منذ سنة، قبل إقالته في شهر فيفري/فبراير الماضي وتعويضه بسهام العيّادي بصفة مؤقتة.
نزيه وكفء
يجمع أغلب الرياضيين، من خلال مواقفهم، على كفاءة كمال دقيش ونزاهته، إذ يؤكّد الصحفي الرياضي بصحيفة الشروق التونسية سامي هماني، في تصريح لبوابة تونس أن الوزير  يمتلك كل مؤهلات النجاح ومسيرته المهنية خالية من الشوائب والشبهات.
ويعتبر هماني أن عودة كمال دقيش إلى الوزارة بمثابة إعادة الاعتبار له، بعد إقالته من قبل المشيشي، وقال: يبدو أن كمال دقيش محل ثقة من رئيس الجمهورية قيس سعيّد، نظرا لانتمائهما إلى مجال القانون وقناعة ساكن قرطاج بكفاءته ونزاهته، ولعل من أبرز مؤشرات ذلك هو  اصطحابه في سفره إلى الدوحة العام الماضي ضمن الوفد الرئاسي.
موقف سامي هماني، أكّده البطل العالمي السابق في رياضة الجودو فيصل جاب الله، في تصريح لبوابة تونس، قال فيه إن كمال دقيش عُرف عنه انضباطه وحبه للعمل خاصة خلال تجربته الطويلة على رأس الجامعة التونسية للملاكمة.
وأضاف جاب الله أن الوزير الجديد هو الأكثر دراية بمشاكل الرياضة من الوزراء الذين سبقوه باعتباره قد عاين كواليسها من الداخل ولديه فكرة واضحة عن معاناة الرياضيين.
  وأشاد الصحفي سامي هماني بأداء كمال دقيش خلال توليه وزارة الرياضة سابقا، إذ تُحسب له عدة مواقف أبرزها مواجهة جامعة كرة القدم في ملف عقوبة فريق هلال الشابة والتصريح بموقفه القانوني خلال جلسة تحت قبة البرلمان.
كما أشار صحفي جريدة الشروق إلى أن كمال دقيش ذهب ضحية صراعات تداخل فيها السياسي بالرياضي، وشاركت فيها جامعة كرة القدم والوزيرة السابقة سهام العيادي واللجنة الأولمبية وأطراف من حركة النهضة حسب قوله.
بدوره نجم كرة اليد التونسية السابق هيكل مقنّم أشاد بتعيين كمال دقيش واعتبره الرجل المناسب في المكان المناسب، حسب تصريحه لبوابة تونس.
تحديات كبرى
تنتظر كمال دقيش ملفات كبرى في وزارة الشباب والرياضة والإدماج المهني أبرزها ملفات الفساد والتشغيل والبنية التحتية. وللنجاح في مهمته يشترط سامي حماني منح الوقت الكافي للوزير الجديد للإصلاح والتغيير ووضع برنامج متكامل، حيث يقول: أكبر ضرر أصاب قطاع الرياضة في السنوات الأخيرة هو تغيير الوزراء بشكل مستمر، إذ مر على القطاع 10 وزراء .
بدوره أكّد بطل الجودو المعتزل حديثا فيصل جاب الله ضرورة بقاء كمال دقيش لأطول فترة ممكنة على رأس الوزارة لأن القطاع يحتاج إلى ثورة حقيقية ووقت طويل ليظهر ثمار العمل.

ومن أهم الملفات التي ركّز عليها جاب الله موضوع رياضيي النخبة في الرياضات الفردية خاصة، إذ دعا كمال دقيش إلى الاهتمام بالأبطال والتفكير منذ اليوم الأول في الوزارة في وضع استراتيجية واضحة للألعاب الأولمبية القادمة ووضع سياسة صناعة أبطال حتى لا يصبح الصعود على منصة التتويج محض صدفة.
وفي هذا الإطار انتقد البطل العالمي قوانين المنح والامتيازات التي تمنح للرياضيين في تونس وقال: هل تعلمون أن بطل إفريقيا في أي اختصاص يتقاضى 200 دينار شهريا؟
وأردف قائلا: المنظومة الرياضية يجب أن تتغير ومن لديه القدرة فليظهرها الآن.
أما هيكل مقنّم فاعتبر  حقيبة وزارة الرياضة حقيبة ثقيلة مؤكدا أن مهمة كمال دقيش صعبة، نظرا لكثرة الملفات في القطاع. وهو ما يتطلب عملا كبيرا من قبل  دقيش والفريق العامل معه، وقال إن الوزارة يجب أن تعمل ليلا نهارا للاستجابة لأبناء القطاع.
كما أكّد نجم كرة اليد التونسية السابق على ضرورة وضع استراتيجية جديدة للرياضة التونسية، من خلال وضع خطة شراكة مع القطاع الخاص وبحث مصادر جديدة لتمويل الجامعات وتحسين البنية التحتية.
مفاتيح نجاح كمال دقيش
أما بشأن مفاتيح النجاح في التجربة الثانية بمبنى وزارة الرياضة ، فقد دعا فيصل جاب الله كمال دقيش إلى إحاطته بمسؤولين أكفاء من صلب قطاع الرياضة، لمساعدته على معالجة الملفات بشكل سليم وتيسير الإصلاح.
 وقال جاب الله إن الرياضي الذي عانى الصعوبات وعايشها خلال مسيرته الرياضية هو القادر على مساعدة الوزير.
أما الصحفي سامي حماني، فأوصى كمال دقيش بالعمل والابتعاد عن المشاحنات والتجاذبات والحسابات الشخصية، والوقوف على نفس المسافة مع كل الجامعات الرياضية والتعامل بحرفية مع الملفات الحارقة، لا سيما موضوع الفساد.
من جهته، اشترط هيكل مقنّم عنصر الشجاعة لينجح كمال دقيش في مهامه وقال إن وزارة الرياضة تحتاج وزيرا شجاعا لديه الجرأة الكافية لفتح الملفات الصعبة وترك بصمته في الوزارة، فالخوف لا يصنع التاريخ، حسب قوله.
كما دعا هيكل مقنم الوزير الجديد إلى فتح جميع الملفات وعدم الخوف من ردود فعل الهياكل الرياضية، مطالبا إياها بالالتفاف حوله ومساعدته على النهوض بالقطاع.