عرب

ليبيا: زيارة مرتقبة لـ”ميلوني” تثير غضب حكومة الشرق

  أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، الأربعاء 25 جانفي/كانون الثاني، عن زيارة مرتقبة تجريها رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، خلال الساعات القادمة إلى العاصمة طرابلس، وهي زيارة انتقدها رئيس الحكومة المكلف من قبل برلمان الشرق، فتحي باشاغا.

وتعقيبا على الزيارة، أبدى باشاغا المدعوم من مصر والإمارات عن استغرابه من زيارة ميلوني “الحكومة منتهية الولاية” في طرابلس، محذرا من صفقة وصفها بـ”الغامضة” بين الطرفين يتم الإعداد لها في قطاع النفط.

وأضاف فتحي باشاغا في بيان أنّ “هذه الصفقة المعدة من قبل المؤسسة الوطنية الليبية للنفط وشركة إيني الإيطالية للنفط والغاز تقضي بزيادة حصة الشريك الأجنبي وتقليص حصة الشريك الوطني”، مبينا أنّ “الدولة الليبية لن تلتزم بأي اتفاقيات مشبوهة الغرض والمآلات، كما أنها في منأى عن كل الآثار القانونية والمادية”، متوعدة بأنها “ستلجأ إلى القضاء”.

وأمس الثلاثاء، ناقشت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا، نجلاء المنقوش مع السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بوتشيني، الاستعدادت اللوجستية لزيارة وفد رفيع المستوى برئاسة ميلوني ووزيري الخارجية والداخلية وعدد من المسؤولين بالحكومة الإيطالية لليبيا.

ومن المتوقع أن يكون ملف الطاقة على رأس الملفات التي سيتم البحث فيها بين مسؤولي حكومتي عبد الحميد الدبيبة وإيطاليا، إلى جانب مناقشة جهود الدفع نحو حل سياسي للأزمة الليبية.من جانبها، ذكرت وسائل إعلام إيطالية أن ميلوني ستبحث في زيارتها الشراكة السياسية، وقضايا التعاون في مجال الصناعة والتجارة وإمدادات الطاقة، بالإضافة إلى ملف الهجرة غير الشرعية.و

كانت “ميلوني” أعلنت -على هامش زيارتها الجزائر- عن زيارات ستجريها لاحقا لدول الشمال الإفريقي في إطار خطة تنمية،

أطلقت عليها اسم (خطة ماتّي لإفريقيا)، لكنها لم تحدد تلك الدول وموعد زياراتها.

وتتقارب مواقف إيطاليا والجزائر بشأن الملف الليبي، إذ يرغب كلاهما في استقرار ليبيا عبر إجراء انتخابات تنهي أزمة الشرعية والانقسام في البلاد، فبينما تسعى روما إلى منع تدفق المهاجرين غير النظاميين عبر السواحل الليبية، مع رفع إمدادات الغاز، تتطلع الجارة إلى تأمين حدودها الجنوبية الشرقية.

وحاليا، تؤمن ليبيا جزءًا من حاجيات إيطاليا من الغاز، بينما تسعى الأخيرة إلى زيادة الكميات المصدرة من ليبيا لتعويض نقص الإمدادات الروسية.

والعام الماضي، صدّرت ليبيا نحو 2.5 مليار متر مكعب من الغاز إلى إيطاليا، أيّ ما يُمثّل نحو 40% من إنتاجها، عبر خط نقل الغاز البحري “غرين ستريم” الذي يربط بين مدينة زوارة في غرب ليبيا وجزيرة صقلية الإيطالية.

كما تصدرت إيطاليا قائمة شركاء ليبيا التجاريين بقيمة 10.17 مليار يورو خلال الأشهر العشرة الأولى من 2022، بنسبة نمو تبلغ 75% مقارنة بالفترة نفسها من 2021، وبحصة سوقية نسبتها 23.5%، وذلك حسب بيانات نشرتها السفارة الإيطالية لدى ليبيا.