رياضة

لكمة قاتلة تنهي حياة ملاكم جنوب إفريقي

فُجع عالم الفن النبيل بوفاة الملاكم جنوبي إفريقي سيميسو بوثيليزي متأثرا بلكمة تلقاها في نزال أمام مواطنه سيفيسل موتنغوا ضمن بطولة إفريقيا للوزن الخفيف الثلاثاء 7 جوان/يونيو.
سيميسو الذي كان مسيطرا في النزال تلقى ضربة لا تبدو عنيفة في الجولة العاشرة، لم يظهر تأثيرها إلا بعد ثوان، وبدا وهو يهاجم خصمه ويحاصره في ركن الحلبة، قبل أن يقوم بحركات غريبة، مستديرا عكس اتجاه منافسه ثم بدأ يسدد لكمات في الهواء بشكل عشوائي، ما أجبر الحكم على إنهاء النزال واستدعاء الطاقم الطبي للتدخل.
ورغم نقل الملاكم على جناح السرعة إلى المستشفى في مدينة داربان إلا أنه توفي بعد يومين من النزال بسبب إصابته بارتجاج دماغي.

معتقلو 25 جويلية

وبعد الحادثة، قرّر الاتحاد العالمي للملاكمة تأجيل منح حزام الفوز للملاكم المنافس. فيما فتح اتحاد الملاكمة في جنوب إفريقيا تحقيقا لمعرفة أسباب الوفاة.

ضحايا الحلبة كثر 

حادثة وفاة بطل الوزن الخفيف في جنوب إفريقيا أعادت إلى الأذهان مشاهد عديدة على حلبات الملاكمة انتهت بوفاة عشرات الملاكمين في مختلف الاختصاصات والأوزان.

يحتفظ تاريخ الفن النبيل بلحظات حزينة عديدة، إذ توفي عشرات الملاكمين فوق الحلبة بسبب الضربات القاضية منذ مطلع القرن العشرين.

كما تذكر تقارير إعلامية أن حوالي 70 ملاكما فارقوا الحياة منذ تسجيل أول حالة وفاة أثناء النزال سنة 1926  لملاكم بريطاني يدعى دانييل مارشال، من بينهم 23 ملاكما لقوا حتفهم منذ مطلع القرن الحالي، وآخرهم الملاكم الشاب الأردني راشد الصويصات العام الماضي وجنوب الإفريقي سيمسيو منذ يومين.

ويعد الملاكمون الأمريكيون الأكثر مشاركة في النزالات التي تنتهي بحوادث وفاة، إذ قتل 18 ملاكما أمريكيا وتوفي 20 ملاكما بسبب لكمات منافسين أمريكيين.
ومن أشهر حوادث الملاكمة، وفاة الأمريكي راندي كارفير في سبتمبر/أيلول 1999 متأثرا بلكمة المصري كريم صبري، والضربة القاتلة التي تلقاها الروسي ماكسيم داداشيف سنة 2019.

هل الملاكمة رياضة قاتلة فعلا؟

لمعرفة أسباب الحوادث الكثيرة التي تنتهي بوفيات على حلبات الملاكمة طرحنا السؤال على حكم دولي تونسي في هذه الرياضة فأكّد أن أغلب الحوادث تكون بسبب التقصير في تطبيق القانون.
وأوضح محدثنا أن القانون يفرض على الملاكمين إجراء فحص طبي معمق قبل كل نزال للتأكّد من سلامة القلب والدماغ خاصة وعدم تعرضهما لضربات في التمارين أو تأثرهما بضربات قاضية في نزالات سابقة.
ويضيف محدثنا أن أغلب النزالات في العالم، لا تطبق القانون ويكتفي طبيب الحلبة بفحص بسيط لا يرتقي إلى ضمان سلامة الملاكمين. 

وعن وفاة ملاكم جنوب إفريقيا، أفاد مصدرنا، الذي رفض الكشف عن اسمه، بأنه من المستبعد أن تكون تلك اللكمة الخفيفة التي تلقاها على فكه قد تسببت في ارتجاج في المخ ووفاة، وقال: “أرجّح أن يكون الملاكم قد تعرض لإصابة في التمارين ولم يقم بالفحوصات اللازمة”.

كما تحدث الحكم الدولي في الملاكمة عن ضرورة عدم خوض أي نزال لمدة ثلاثة أشهر بالنسبة إلى الملاكم المهزوم بالضربة القاضية، ومدة سنة كاملة بالنسبة إلى المصاب بارتجاج في المخ في آخر نزال خاضه.

وعن تونس، أكّد مصدرنا أن المشرفين على الملاكمة لا يطبقون القانون بحذافيره، على غرار بقية دول العالم.
وأضاف أن أغلب الوفيات فوق الحلبة تنتهي بتحقيقات للكشف عن محل التقصير لأن “اللكمات القاتلة نادرة جدا في عالم الفن النبيل”، وفق قوله.