مواصلة لتكريمها القامات التونسية الخالدة، ارتأت الهيئة المديرة لمهرجان الأغنية التونسية في نسخته الحادية والعشرين الاحتفاء، مساء اليوم الخميس 9 مارس، بعلمين آخرين من أعلام الأغنية التونسية، هما الفنان والملحن الراحل الهادي الجويني والفنانة الراحلة علية، وذلك عبر صوتين من خيرة الأصوات التونسية الحالية لطفي بوشناق وألفة بن رمضان على الترتيب.
والهادي الجويني (1909-1990) فنان جعل التونسيين ينفذون إلى عمق فن اسمه “الفلامنكو”، صاغه في مقامات عربية مع الحفاظ على إيقاعاته الإسبانية الأصلية.
أهم الأخبار الآن:
فنان عصامي لم يمنعه -مثل الراحل علي الرياحي- عدم دخوله المدارس المختصّة من تعلّم العزف على العود الشرقي وإتقانه إلى جانب آلات أخرى متنوّعة.
الهادي الجويني خالط جماعة “تحت السور” على غرار: الهادي العبيدي، محمود بورقيبة، علي الدوعاجي، محمود بورقيبة وغيرهم.. ولحّن من كلماتهم، فجادت قريحته بأعذب الألحان، تاركا رصيدا حافلا بالأغاني الرائقة التي ما تزال إلى اليوم محفوظة عبر الأجيال كـ”تحت الياسمينة في الليل”، “لاموني اللي غاروا مني”، “مكتوب يا مكتوب”، و”سمراء يا سمراء” وغيرها من الأغاني الخالدة التي صاغتها قريحة فنان أصيل ومتعدّد المواهب.
أما علية (1936-1990)، “فنانة المنار” كما يحلو لمُعاصريها مناداتها، فقد كانت بدورها نجمة لامعة في سماء الأغنية التونسية.
جمعت بين جمال الصوت وهيبة الحضور، فنانة، كل شيء فيها ينضح فنا، فصاحبة رائعة “الساحرة” لجعفر ماجد هي أيضا مثل نعمة كانت تنتمي إلى فرقة الرشيدية التي تخرّجت منها أجمل الأصوات التونسية.
غنّت لكبار الملحنين من تونس وخارجها، وهي صاحبة الأغنية الوطنية الخالدة “بني وطني” التي غنّتها بكل جوارحها وبصوتها القوي الشجيّ إلى جانب أغان أخرى لا تُنسى كـ”علّي الجرى” و”ما نحبش فضة وذهب” و”قالو زيني عامل حالة” وغيرها الكثير.
ولأن القامتين شاهقتان صوتا ومسيرة، فإن من سيُنشدان سجلهما، الليلة، لا يقلّان قيمة عنهما، فلطفي بوشناق تعوّد الغناء للقضايا الوطنية والإقليمية والدولية، محافظا على ارتباطه بجيل ذهبي من فناني الأغنية الوطنية سواء من حيث اختيار الكلمات أو الألحان التي يُبدع في وضع نوتاتها بنفسه، موازنا بين قوة الكلمة وعذوبة اللحن ومركّزا على الأغاني الوطنية الحاملة لقضايا الشعوب والأمم.
غنّى للعراق الجريح بعد احتلال 2003، ونذر اهتماما واسعا للقضية الفلسطينية، فيما كان الجزء الأوفر من نصيب بلده تونس التي لم يبخل عليها بأجمل ألحانه وأجودها.
ولفت بوشناق الأنظار إليه خلال السنوات الأخيرة بالعودة إلى تأدية النمط الشعبي الذي يصل إلى مسامع الناس ويبلغ دواخلهم، وذلك من خلال أدائه أغنية الشارة الموسيقية لمسلسل “النوبة 1 و2″، وغيرها من الأغاني في نمط المزود.
كما عُرف بلقائه الباذخ كلمة ولحنا مع الشاعر التونسي آدم فتحي في العديد من الأعمال الفنية الناجحة، منها: “غالبك”، “خدعني”، “هذي غناية ليهم”، “نسّاية”، “إنت شمسي”، “سينما”، “أم الكل”، “اللحظة إليّ شفتك فيها”، “غنّ غنّ يا فنان”، “تونس أنا”، “سراييفو”، “أقول أنا العراق”، “الحلم الفلسطيني”، “ما عليك عزيز يا تونس”، “يا الخضراء أنا مجنونك”، وغيرها من الأغاني المرجعية.
أما ألفة بن رمضان فتعدّ واحدة من أفضل فنانات جيل الألفية، عُرفت منذ صغرها، بصوتها العذب وأدائها القويّ، الأمر الذي جعلها تُصبح مع تراكم التجربة نجمة في سماء الأغنية التونسية والعربية بأغان مثل “يقتل حبي” و”أصحاب” وغيرهما.
وبن رمضان تعدّ واحدة من أجمل الأصوات التونسية التي غنّت للراحلة علية في أكثر من مناسبة، وقد خصّت بوابة تونس أنها ستُنشد لها في حفل الليلة “علّي جرى” و”الساحرة” وغيرهما.
جمع وإعداد: صابر بن عامر


أضف تعليقا