أكّد جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أنّ إقالة مندوب تونس بالأمم المتّحدة منصف البعتي، كانت بعد شكوى تقدّم بها النائب الجمهوري آفي بيركويتز.
وجاء في مذكّرات كوشنر أنّ شكوى بيركويتز كانت على خلفية حرصه على إنجاح “اتّفاق إبراهيم” (التطبيع مع الدول العربية)، مؤكّدا أنّ السفير التونسي كان يعمل على إسقاط ما سمّاه “مشروع السلام” من خلال تحرّكاته الدبلوماسية.
وآفي بيركويتز هو مساعد جاريد كوشنر المكلّف بشؤون الشرق الأوسط -كلاهما من اليهود الأمريكيين- هندسا اتّفاقية تطبيع العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي و4 دول عربية، سُميّت بـ”اتّفاقيات أبراهام”.
وعمل البعتي لسنوات في السلك الدّبلوماسي منذ تاريخ انتدابه في وزارة الخارجية عام 1978، وتمّ تعيينه في 5 سبتمبر/أيلول 2019 المندوب الدائم لتونس لدى مجلس الأمن الدولي من 2020 إلى 2021، إثر انتخاب تونس عضوا غير دائم.
وكانت الخارجية التونسية أشارت في بيان الإقالة إلى أنّ “إعفاء السفير جاء “لاعتبارات مهنية بحتة تتعلّق بضعف الأداء وغياب التنسيق والتفاعل مع الوزارة في مسائل هامة مطروحة للبحث في المنتظم الأممي”.
وأرجع مراقبون قرار الإقالة إلى اتّهامه بدعم أحد الملفات الفلسطينيين على حساب علاقات تونس بالولايات المتّحدة، فيما علّقت الرئاسة في بيان على القرار بأنّه “لم يقع، عند إعداد المشروع، الرجوع لا لرئاسة الجمهورية، ولا لوزارة الشؤون الخارجية”.
وفي كتابه، قال كوشنر إنّه -خلال اجتماعه بالسفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتّحدة رون دريمر- تلقّى مكالمة من آفي بيركويتز مفادها أنّ تونس قدّمت مشروع قرار في مجلس الأمن يُدين خطّة السلام الأمريكيّة بدعوى انتهاك القانون الدولي”.
وأضاف صهر ترامب: “كانت تونس الممثّل الدائم لجامعة الدول العربية في مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة. وفي الأسبوع الذي أعقب إطلاق الخطّة، شنّ الفلسطينيون هجوما شاملا في مجال العلاقات العامة، وكانت دعواتهم تكتسب زخما كبيرا”.
وأورد كوشنر في مذكّراته أنّ النائب الجمهوري طلب منه الاتّصال بالسفير التونسي في البيت الأبيض على الفور، وسؤاله لماذا تُعطي تونس الأولوية لعلاقتها مع الفلسطينيين بعد كل ما فعلته واشنطن لأجلها.
وأوضح مهندس اتّفاق التطبيع العربي الإسرائيلي، أنّ التجارب الدّبلوماسية السابقة في مجلس الأمن، أثبتت أنّ مواقف مندوبي الدول في الأمم المتّحدة لم تكن دائما متزامنة مع قادتها في بلدانها.
وأكّد المكلّف بشؤون الشرق الأوسط السابق أنّ قرار إقالة المسؤول الدبلوماسي المنصف البعتي، كان بتدخّل الرئاسة التونسية وليس الحكومة (يوسف الشاهد).
وتابع كوشنر: “عرفنا أنّ بقاء خطّتنا كان على المحكّ، فإذا شجبت الأمم المتّحدة جهودنا (التطبيع)، فإنّها ستثبت صحّة الموقف الفلسطيني ويمنع بشكل فعّال خطوتنا التي ستكون أساسا موثوقا به في محادثات السلام”.
وفي وقت سابق، كشف موقع “فورين بوليسي” أنّ “الرئيس قيس سعيّد المنتخب حديثا أقال البعتي إثر شكايات تقدّمت بها الولايات المتحدة، مضيفا أنّ “الخطوة يُنظر إليها باعتبارها جزءا من جهوده لتجنّب حدوث قطيعة كبرى في علاقات تونس بواشنطن مع بداية عهدته الرئاسية”.