كوثر بن هنية: "بنات ألفة" فيلم داخل فيلم
tunigate post cover
ثقافة

كوثر بن هنية: "بنات ألفة" فيلم داخل فيلم

كوثر بن هنية: تصوير "بنات ألفة" كان بمثابة مختبر علاجي وهند صبري خاطرت بمشوارها الفني إيمانا منها بفكرة الفيلم
2023-05-24 14:44

أكّدت المخرجة التونسية كوثر بن هنية في حديث للصحيفة الإلكترونية إيلاف، أنّ فيلمها “بنات ألفة” الذي عُرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الـ76، والذي يتناول قصة امرأة تونسية تواجه انزلاق اثنتين من بناتها نحو التطرف والإرهاب، كان تصويره بمثابة “مختبر علاجي”.

وفيلم “بنات ألفة” من إخراج بن هنية التي تمثّل أول مخرجة من تونس تنافس على السعفة الذهبية لمهرجان كان منذ نصف قرن، حين تنافس فيلم “حكاية في غاية البساطة” للمخرج الراحل عبداللطيف بن عمار ضمن مهرجان كان في مسابقة الأفلام الطويلة عام 1970.

مزيج هجين بين الوثائقي والروائي

يغرق “بنات ألفة” الذي يُشكّل مزيجا هجينا بين الوثائقي والروائي، المُشاهد في القصة الحقيقية لألفة الحمروني، وهي أم تونسية ذاع اسمها في كل أنحاء العالم سنة 2016 بعدما أثارت علنا مسألة تطرف ابنتيها المراهقتين رحمة وغفران.

وتركت الشقيقتان تونس للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، حيث قُبض عليهما وأودعتا السجن.

ومن الدقائق الأولى للفيلم، يُدرك المُشاهد أنّه يُتابع عملا تتولى فيه ألفة الحقيقية توجيه الممثلة التي تُؤدّي دورها. وفي بعض المشاهد، تظهر المخرجة وهي تتلقى أسئلة من الممثلين.

وعن سبب اختيار تلك القصة لتقديمها في فيلم أوضحت بن هنية في حوارها مع موقع “فارايتي”: “كان هناك اهتمام إعلامي بهذه القصة والعديد من القصص المُماثلة، وسمعت الأم تجري مُقابلة عبر الراديو، والطريقة التي كانت تتحدّث بها كانت رائعة بالنسبة إليّ”.

وأضافت: “شعرت أنّه يُمكن أن تكون شخصية سينمائية حقا، لأنها كانت مليئة بالعيوب والتناقضات، اعتقدت أنّ كل هذه العناصر يُمكن أن تصنع قصة رائعة، وكانت قصة ابنتها بمثابة لغز لنا جميعا. لذلك أعتقد أن رغبتي الأولى كانت أن أفهم لماذا؟”.

وعن المزج بين الأسلوبين الروائي والتسجيلي في الفيلم، قالت المخرجة التونسية: “قُمت بتصوير فيلم وثائقي عام 2016 مع الأم وابنتيها الصغيرتين في منزلهن، لكن الأمر لم يكن رائعا، لأنّ الأمر الأكثر إثارة بالنسبة إليّ هو ما حدث بالفعل في الماضي، لذلك أوقفت كل شيء، وقلت في نفسي دعونا نضع هذه القصة جانبا حتى أجد طريقة مُمتعة لروايتها”.

وتابعت: “أثناء تفشي فيروس كورونا، شاهدت ما قُمت بتصويره مرة أخرى، وكنت أفكّر في أنّني بحاجة إلى ذكريات ألفة، الذكريات في السينما شيء مُعقّد للغاية، إذا كان لديك مُتحدّث يتحدّث عمّا حدث ولماذا؟ فهذا ليس مُثيرا للاهتمام، لذلك فكّرت في إحضار ممثلة تقوم بدور ألفة وتقوم الشخصية الحقيقية بتوجيهها”.

ومن هناك ذهب الدور إلى النجمة التونسية-العربية هند صبري، التي وافقت دون شروط على لعب الدور في الفيلم، وعن ذلك قالت بن هنية: “اتصلت بها وأخبرتها عن القصة، ومن الرائع أن ممثلة مثل هند صبري وثقت في توجهي، وقبلت المخاطرة بعدم وجود سيناريو مفصّل وتغيير أشياء عديدة أثناء التصوير، فكان هنُاك الكثير من الارتجال، كما أعتقد أنها تجربة مختلفة بالنسبة إليها في المستوى المهني”.

وهو ما أكّدته هند، قبل عام من الآن، حين أعلنت لبوابة تونس عن مشروعها الجديد مع كوثر بن هنية، وذلك ضمن برنامج “علّي الصوت” الرقمي قائلة: “أنهيت منذ مدة تصوير فيلم مع المخرجة التونسية كوثر بن هنية، وهو فيلم مجنون على طريقة كوثر، يجمع بين الوثائقي والروائي، فيلم داخل الفيلم، وأنا سعيدة بالعمل معها، وهو عمل محفّز ومُمتع”.

هل تكون الأولى لتونس؟

حصد الفيلم ردود فعل إيجابية، بعد عرضه الأول ضمن الدورة الـ76 من مهرجان كان السينمائي الذي تنتهي فعالياته مساء السبت 27 ماي، ويمثل الفيلم المُشاركة العربية الوحيدة في المسابقة الرسمية للمهرجان التي يتنافس على جوائزها 20 فيلما عالميا.

وكوثر بن هنية، وُلدت في سيدي بوزيد ودرست الإخراج السينمائي في معهد الفنون والسينما في تونس العاصمة وفي جامعة “لا فيميس” في باريس، ودرست فيها أيضا كتابة السيناريو منذ 2005.

أخرجت في 2006 أول فيلم قصير لها بعنوان “أنا وأختي والشيء”، وفي 2010 الفيلم الوثائقي “الأئمة يذهبون إلى المدرسة”.

وشارك شريطها القصير “يد اللوح” في عدة مهرجانات سينمائية وفاز بأكثر من عشر جوائز. كما أخرجت شريطا طويلا بعنوان “شلّاط تونس”. وعُرض فيلمها “على كف عفريت” في قسم جائزة “نظرة ما” في مهرجان كان السينمائي سنة 2017.

ورُشّح الفيلم ذاته لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار الحادي والتسعين في 2019. ونالت عن فيلمها الروائي الوثائقي “زينب تكره الثلج” التانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية في 2016.

ووصل فيلمها “الرجل الذي باع ظهره” في 2021، إلى القائمة القصيرة للأعمال المرشّحة لنيل جوائز أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

وتنتمي بن هنية إلى جيل السينمائيين التونسيين الشبّان الذين نقلوا إلى الشاشة الكبيرة قضايا مجتمعية وسياسية كانت تخضع للرقابة المشدّدة قبل ثورة 14 جانفي 2011، وقدّمت طرحا جريئا، مُساهمةً في ظهور “سينما جديدة”.

ويُعتبر “كان” أحد أهم المهرجانات السينمائية عبر العالم، يرجع تأسيسه إلى 1946. يُقام كل عام عادة في ماي، في مدينة كان جنوب فرنسا، ومركز إقامته قصر المهرجانات في شارع لاكروازييت الشهير في سواحل خليج كان اللازوردية.

ويُعدّ المهرجان، أيضا، أحد المهرجانات السينمائية الأوروبية الثلاثة الكبرى، المعروفة باسم “الثلاثة الكبرى”، مع مهرجان البندقية السينمائي في إيطاليا ومهرجان برلين السينمائي الدولي في ألمانيا، بالإضافة إلى أنه يمثل أحد المهرجانات السينمائية الدولية الخمسة الكبرى، أو “الخمسة الكبرى”، التي تتكوّن من المهرجانات السينمائية الأوروبية الثلاثة الكبرى، بالإضافة إلى مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في كندا ومهرجان صندانس السينمائي في الولايات المتّحدة.

ويُوزّع المهرجان في ختام كل دورة من دوراته السنوية عدّة جوائز، أهمّها جائزة السّعفة الذهبية لأفضل فيلم، فهل تذهب إلى تونس هذا العام؟ لننتظر…

بنات_ألفة#
تونس#
سينما#
كوثر_بن_هنية#
مهرجان_كان#

عناوين أخرى