كابوس الصّعقات الكهربائية باللمس.. ما السبب وما الحلّ؟
tunigate post cover
لايف ستايل

كابوس الصّعقات الكهربائية باللمس.. ما السبب وما الحلّ؟

خطوات بسيطة يمكن من خلالها تقليل الشحنات الكهربائية التي تصيبنا بالصّعقة بمجرّد لمس أيّ شيء
2023-01-28 07:14

سمية المرزوقي

مع انخفاض درجات الحرارة، تتزايد معاناة بعض الناس من الإصابة بصعقة كهربائية عند لمس بعض الأسطح، أو مقابض الأبواب، أو عربة التسوّق وباب السيارة والمفاتيح، أو حتى عند مصافحة أحد ما.    

كثيرون لا يفهمون سبب شعورهم بلسعات الكهرباء مع أنّهم لم يلمسوا أيّ سلك موصول بها. ورغم عدم وجود خطر مباشر جراء هذا النوع من الصّعقات إلّا أنّه يخلّف شعورا مزعجا ومحرجا، في بعض الأحيان.

فلماذا نُصاب بهذه الصعقة الكهربائية؟ وكيف يمكن تفاديها؟

الكهرباء الساكنة

يحتوي جسم الإنسان على شحنة كهربائية مثله مثل أيّ مادة أو شيء من حولنا. كل المواد تتكوّن من ذرات تكون عادة متعادلة كهربائيّا، لأنّها تحتوي على أعداد متساوية من الشحنات الموجبة (بروتونات في نواتها) وشحنات سالبة (إلكترونات تحيط بالنواة).

وإذا لم تكن البروتونات والإلكترونات متوازنة، فإنّ الذرات التي تحتوي على إلكترونات إضافية ستفقدها إلى ذرات سالبة الشحنة.

وهذا الفقدان السريع للإلكترونات، هو ما يسبّب للجسم الصدمة الكهربائية، أو ما يطلق عليها اسم الصدمات الساكنة.

ويصبح هذا النوع من الصدمات أكثر شيوعا خلال الطقس البارد والجاف، لأنّ الشحنة الكهربائية لا تستطيع الانتقال إلى الهواء منخفض الرطوبة.

يقول سيباستيان ديفنر، أستاذ مساعد للفيزياء بجامعة ماريلاند الأمريكية، في موقع “ساينس هاو ستافوورك”، إنّ الهواء الجاف هو عازل كهربائي، بينما يعمل الهواء الرطب موصلا، هذا ما يحدث: في الهواء الجاف، تنحصر الإلكترونات على السطح بقوة الربط الأقوى. عكس ما يحصل عندما يكون الهواء رطبا، حيث لا يمكنها العثور على طريقها للعودة إلى السطح الذي أتت منه، ولا يمكنها جعل توزيع الشحنات موحّدا مرة أخرى”.

ففشل الشحنات في الخروج يجعلها تتراكم داخل جسم الإنسان، وبمجرد لمسه أيّ شيء تتسارع الإلكترونات الزائدة للمغادرة، فتحدث بذلك صعقة كهربائية.

ويمكن ملاحظة هذه الظاهرة يوميا عند خلع الملابس المصنّعة من النايلون أو البوليستر في غرفة مظلمة ليلا، فسنلاحظ ظهور شرر وصوت لفرقعات بسيطة، وهذا نتيجة لانتقال الشحنات الكهربائية.

كذلك يمكن ملاحظة ذلك عند تمشيط شعرنا في يوم جاف ممّا سيؤدّي إلى انجذابه نحو المشط.

تمّ اكتشاف ظاهرة الكهرباء الساكنة قبل الميلاد بنحو 600 سنة، عندما لاحظ الفيلسوف اليوناني طاليس أنّه عند حكّ قطعة من الكهرمان بقطعة قماش، فإنّها تجذب ريش الطيور والخيوط الصوفية أو القطنية.

وفي عام 1733، وجد الكيميائي الفرنسي شارل أنّ بعض الأجسام تتجاذب عند الحكّ وبعضها الآخر يتنافر، لذلك جزم بأنّ هناك نوعين من الكهرباء، الأول: يتولّد عند حكّ الزجاج بالشعر أو الصوف، والثاني: يتولّد عند حكّ الالكترون بالحرير؟ وإنّ النوعين المختلفين يتجاذبان بينما النوعان المتماثلان يتنافران.

طرق الوقاية من الصّعقة

لتجاوز الإصابة بالصّعقة الكهربائية، ينبغي جعل كلّ الأجسام متعادلة من حيث تجمّع الشحنات عليها، ممّا يمنع تراكمها على جسم ما أكثر من الآخر.

ولتحقيق ذلك، توصي جامعة ماكجيل الكندية بإفراغ الشحنة الكهربائية الزائدة في الجسم، خاصّة خلال فصل الشتاء من حين إلى آخر، وذلك عبر ناقل معدني، مثل لمس عملة نقديّة بمفتاح.

تُمكّن هذه الطريقة من السّماح لأيّ إلكترونات عالقة بالجسم بالتدفّق عبر المعدن بعيدا، ممّا يمنع تأثير “القفز” الذي يسبّب الصدمة الكهربائية.

ويقترح الموقع المتخصّص في العلوم “ساينس مايد سنبل”، تجربة بعض الخطوات البسيطة للتخلّص من مشاكل الكهرباء الساكنة في البيت أو مكان العمل.

ومن بين هذه التوصيات ينصح الموقع بزيادة مستوى الرّطوبة في البيت والمكتب، باستخدام أجهزة مخصّصة في الغرض، وارتداء الملابس المصنوعة من الألياف الطبيعية بدل الصوفية والبولستر، وتفادي الأحذية ذات النعل المطاطي واستبداله بالنعل الجلدي القادر على نقل الشحنة الكهربائية وتفريغها في الأرض.

كما يُساعد فرك المفروشات أو مقاعد السيارة بأوراق التجفيف أو المناديل الورقية في تقليل التراكم الكهربائي، وتحييد الشحن الزائدة على تلك الأسطح.

ولأنّ البشرة الجافة تُساهم في توليد الكهرباء الساكنة والصدمات، يوصي الباحثون باستخدام المرطبات والمستحضرات عند الخروج من الحمام، وقبل ارتداء الملابس، والحفاظ على بشرة رطبة طوال اليوم.

ويمكن تقليل الشحنة الكهربائية لقطعة الملابس عبر تعليقها على شمّاعة معدنية.

ويحذّر الفيزيائي ديفنر من أنّ التهديد الأكثر خطورة، هو التفريغ الكهربائي بالقرب من غازات قابلة للاشتعال، مثل محطّات الوقود.

الجو_البارد#
دراسة_علمية#
صعقة_كهربائية#

عناوين أخرى