سياسة

قوى سياسية تتّهم قيس سعيّد بقيادة انقلاب ناعم

خلّفت كلمة رئيس الجمهورية قيس سعيّد الأحد 18 أفريل خلال موكب إحياء الذكرى الـ65 لانبعاث قوات الأمن الداخلي، انتقاداتٍ واسعة في أوساط النخب السياسية في تونس. واعتبرت عديد القوى السياسية في تصريحات خاصة لبوابة تونس إعلان سعيّد نفسه “القائد الأعلى للقوات المسلحة العسكرية والمدنية” محاولة انقلاب ناعم.

ووصف الناطق الرسمي باسم حركة النهضة فتحي العيادي، في تصريح خاص لبوابة تونس، خطاب الرئيس سعيّد بـ “الانقلاب الناعم وخارج السياق والتاريخ”. وقال: “الدستور والقانون بريئان من تأويلات قيس سعيد التي حاول من خلالها إقحام القوات الحاملة للسلاح في الصراعات السياسية”.

من جهته وصف القيادي بحزب قلب تونس فؤاد ثامر في تصريح لبوابة تونس تأويل رئيس الجمهورية قيس سعيد للدستور بـ “الترهات التي ما أنزل الله بها من سلطان تهدف إلى إضعاف أجهزة الدولة”.

بدوره انتقد رئيس حزب الراية مبروك كرشيد، الرئيس سعيّد، في تصريح لبوابة تونس قائلا: “اتخذ منحى غريبا وانقلب على الدستور خاصة أن الفصلين 18 و19 يفرّقان بين القوات المسلحة والأمن الداخلي ومن الواضح أن المشكلة السياسية اتخذت منحى خطيرا”.

وفي السياق ذاته، اعتبر الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، أن رئيس الجمهورية  يسعى إلى محاولة توسيع سلطاته على خلاف ما نص عليه الدستور  وقال لبوابة تونس “هذا انقلاب واضح”.

من جهته تحدث رئيس كتلة الإصلاح في البرلمان حسونة الناصفي إلى بوابة تونس مؤكدا أنّ كل تصريحات رئيس الجمهورية أصبحت “واضحة ومخالفة للنظام الديمقراطي ككل”.

شقيق الرئيس يردّ

في المقابل، تساءل شقيق رئيس الجمهورية، نوفل سعيد، في تدوينة نشرها عبر حسابه الخاص على فيسبوك، عن كمية التوجّس والخوف من رئيس الدولة، الذي قال عنه إنه يؤمن بعلوية الدستور الذي أقسم على احترامه ويستشهد به في كلّ آن وحين؟

وأضاف “في الحقيقة.. إن كان للخوف مكان…فهو خوف من الذين يخافون من تطبيق الرئيس للدستور! … وشتان بين الخوفين!…الذي يهاب تطبيق الدستور هو في النهاية لا يؤمن بالدستور وبعلويته…”.

من أين انطلقت الأزمة؟

وقدم  رئيس الجمهورية قيس سعيد الأحد 18 أفريل، خلال الاحتفال بالذكرى 65 لعيد قوات الأمن الداخلي، وبحضور هشام المشيشي رئيس الحكومة وراشد الغنوشي رئيس البرلمان ما يشبه الدرس في القانون الدستوري ملوحاً بنسخة من الدستور القديم أمام الحاضرين مذكرا بأن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وقال الرئيس: ”سأوضح مسألة قانونية ودستورية في المقام الأول…جئتكم بالنص الأصلي للدستور الأول الذي ختمه الحبيب بورقيبة، والذي ينص على أن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات العسكرية، وجئتكم بنص الدستور الذي ختمه المرحوم الجلولي فارس، وينص الفصل 46 منه على أن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة العسكرية”.