تصدّر الترند وحصد إعجاب المُتابعين.. سامح حسين يجمع في “قطايف” بين الترفيه والإفادة بأسلوب سهل مُمتنع
وسط تخمة الأعمال الدرامية المصرية المقدّمة خلال شهر رمضان الحالي، والتي تعدّت الـ30 مسلسلا.
وفي ظلّ مُنافسة شرسة لها من الدراما السورية واللبنانية والخليجية والمغاربية والعربية المُشتركة، بكل ما احتوته من نجوم الصف الأول.
برز خلال الشهر الأكثر مُشاهدة عربيّا، نجم مصري تعوّده الجمهور العربي كوميديا فذّا، ليُفاجئهم بوجه آخر مُبهر يجمع بين المثقّف ومُقدّم البرامج السلس والمُقتدر.
سامح حسين الذي عرفه الجمهور العربي من الماء إلى الماء في أشهر أدواره الكوميدية عبر شخصية “رمزي” في سلسلة “راجل وست وستات” بمواسمه العشر.
قبل أن يُرسّخ نجمه عاليا في فنّ الإضحاك بأفلام ومسلسلات: “القبطان عزوز” بجزأيه، و”حاميها حارميها”، و”الزناتي مُجاهد”، و”اللص والكتاب”، و”الرجل الأخضر” وغيرها الكثير.
صاحب لفظ “دولة” في “راجل وست ستات” أطلّ على جمهوره خلال الموسم الرمضاني الحالي ببرنامجه الجديد “قطايف” الذي يُعرض عبر منصات التواصل الاجتماعي، أبرزها فيسبوك ويوتيوب وتيك توك.
الأمر الذي أتاح للجمهور العربي مُشاهدته في أيّ وقت والتفاعل المباشر معه.
برنامج ما فتئ يُحقّق النجاح تلو الآخر منذ عرض حلقاته الأولى مع بداية الشهر الكريم، مُتصدّرا محركات البحث وقوائم التريند.
“قطايف” حسين الرمضانية حظيت باهتمام واسع وإشادة كبيرة من المُتابعين بفضل أسلوبه السلس ومحتواه الهادف الذي يطرح القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية بطريقة جذّابة.
محتوى هادف
ويُقدّم حسين في برنامجه محتوى يهدف إلى تناول القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية المستمدّة من التعاليم الإسلامية، بأسلوب بسيط يسهل على الجمهور استيعابه. ويعتمد البرنامج على تقديم رسائل إيجابية مستوحاة من مواقف حياتية تعكس مفاهيم أخلاقية محمودة، على غرار: الصدق، الرضا، التسامح، ونقاء القلب..
وتضمّنت حلقات البرنامج عناوين مميّزة تُعبّر عن القيم المطروحة، منها: “الحسد مذكور في القرآن”، “البقاء لله”، “تاجر بعملة ربنا”، “الفانوس السحري”، “باكدج واحد”، “إلّا من أتى الله بقلب سليم”، و”العاشر من رمضان مصر جميلة” وغيرها.
ففي حلقة “الحسد مذكور في القرآن” تناول حسين مفهوم الحسد وأثره في حياة الأفراد وكيفية التعامل معه وفق التوجيهات الدينية.
في حين ناقش في حلقة “البقاء لله” فكرة الفقدان والتعامل مع مشاعر الحزن بطريقة تعزّز الصبر والرضا.
السهل الممتنع
ومن أكثر الحلقات مشاهدة في برنامجه، حلقة “إلّا من أتى الله بقلب سليم” والتي تحكي قصة عن ملك هندي وضع تحدّيا لأحد رعيّته، حيث أعطاه جلبابا ناصع البياض وأمره بالحفاظ عليه نظيفا حتى صباح اليوم التالي ليكسب جائزته.
بدا الأمر سهلا في البداية، لكن الرجل اكتشف أنّ الطريق مليء بالعقبات، من الفضول إلى المواقف غير المتوقّعة التي كادت تُلطّخ ثوبه.
وبعد جهد كبير، وصل القصر بجلباب نظيف، لكنه أدرك أنّ المهمة لم تكن سهلة أبدا.
تحدّ يرمز إلى رحلة الإنسان في الحياة، حيث الاختبار الحقيقي ليس في جمع المال أو تحقيق النفوذ، بل في الحفاظ على نقاء القلوب كما استلمها خليفة الله في الأرض من خالقه.
حلقة أكّدت للمُشاهد أنّ كلّ المغريات والصراعات التي يُواجهها ليست سوى فخاخ تهدف إلى تلويث قلبه وإبعاده عن الهدف الأسمى، ألا وهو صفاء القلب والسريرة، ونقاء النية في العلاقات الإنسانية.
حلقة وأخريات تعكس أهمية القيم الأخلاقية في الحياة اليومية للمواطن المصري ومن ثمة العربي بشكل عام، في إطار بسيط ومُلهم يُرسّخ المبادئ الإيجابية لدى المُشاهدين.
كلّ ذلك يحدث بأسلوب سامح حسين السلس الجامع بين السهل المُمتنع في تماه رائق ودون تكلّف بين الترفيه والفائدة، ما جعل “قطايف” واحدا من أبرز البرامج الرمضانية التي تحقّق صدى إيجابيا خلال الشهر الكريم.