ثقافة

قصر الجلولي… ينفض الغبار عن كنوزه المعمارية

يعتزم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي قريبا ترميم المعلم الأثري بيت الشيخ الجلولي بصفاقس (جنوب تونس).

ويندرج هذا المشروع في إطار برنامج لترميم منازل تاريخية في عدد من الدول العربية، على غرار مصر وفلسطين، بهدف حماية الثقافة العربية والمحافظة على أصالتها.

وتعدّ دار الجلولي، من أهم  المعالم التاريخية الموجودة في مدينة صفاقس العتيقة وأجملها، بُنيت في منطقة عرفت على مدى عصور بنشاطها العلمي والاقتصادي.

وأُنشئ قصر الشيخ الجلولي في أواخر القرن الثامن عشر على يديْ محمود الجلولي (1750-1839)، وهو تاجر تونسي ثري، كان من أهم رجال الدولة في المملكة التونسية وأغناهم.

ويحتوي القصر على صحن فسيح، له رواق في إحدى جهاته فقط، وصنعت كامل جدران الصحن والرواق، وكذلك الأقواس من حجارة الكذال التي تمّ جلبها من قابس ونحتت في صفاقس، أما جليز الجدران فهو من تونس العاصمة.

ويمتاز القصر بالطراز الكلاسيكي للمنازل التونسية الفخمة، ويضمّ أربع غرف تحمل شكل T حول فناء مربع، وكانت هذه الغرف بمثابة شقق مستقلة بذاتها

وتنقسم دار الجلولي إلى طابقين، وتشكّل الغرف الموجودة في الطابق السفلي، مشاهد من الحياة اليومية التقليدية في مدينة صفاقس التي مازجت بين الريف والمدينة.

للقصر رمزية مهمة في تاريخ مدينة صفاقس، لأنه كان مقرّ الحكم والقضاء في الولاية وكان يسمّى “الدريبة”، أي مقر سكن الحاكم أو القاضي أو “القايد”. 

بعد الاستقلال، تمّ تحويله إلى متحف للفنون والتقاليد الشعبية، يختزل نمط الحياة في صفاقس الذي يجمع بين التاجر والفلاح والبحّار. كما يضم المتحف معروضات للملابس التقليدية ونماذج من بعض الأدوات المنزلية والفلاحية القديمة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام 2019 سقط جزء من القصر نتيجة تسرب المياه إليه، وذلك بسبب وجود بئر وماجل في ساحة القصر، وأغلق فيما بعد للصيانة، وإلى اليوم ظلت أبوابه موصدة.