أعلنت وزارة الشؤون الثقافية التونسية، في بلاغ، اليوم الثلاثاء 5 سبتمبر، عن إعادة فتح المتحف الوطني بباردو قريبا، بعد انتهاء أشغال التهيئة والترميم التي طالت مختلف أقسامه وأجنحته في الفترة التي أُغلق فيها.
وأوصد المتحف أبوابه ليلة الـ25 من جويلية 2021، تزامنا من الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها رئيس الجمهورية قيس سعيّد، من بينها تعليق عمل البرلمان الذي يشترك مع المتحف في الفضاء ذاته، حيث تمّ غلق الطريق المؤدّية إلى المتحف، ولم تُفتح إلّا قبل أيام.
وكان أكاديميون ومثقفون وقّعوا عريضة موفى أوت الماضي، طالبوا فيها بإعادة فتح أبواب المتحف الوطني بباردو، المغلقة منذ أكثر من سنتين.
وورد في نص العريضة أنّ هذه الدعوات إلى فتح متحف باردو تأتي: “نظرا إلى أنّ المتاحف تمثّل واجهة ذاكرتنا الوطنيّة، وتُعبّر عن التواصل بين التيارات الحضارية والثقافية التي شهدتها بلادنا منذ ما قبل التّاريخ إلى الحقبة المعاصرة، فضلا عن دورها التربوي والتثقيفي بالنسبة إلى المواطن الذي يكتشف من خلالها طبيعة هويّته الثرية المكوّنة من عدّة عناصر منحتها خصوصيتها بين هويّات بقيّة الشّعوب، هذا إلى جانب الدّور الفعّال الذي تُؤدّيه المتاحف في تنمية السياحة الثقافية في بلد ذي شهرة سياحية منذ عدة عقود، وهي بالتّالي مصدر لمداخيل تحتاجها البلاد أكثر من أيّ وقت آخر”.
وتقول تقارير إعلامية إنّ الخسائر المادية بلغت جراء الغلق وانعدام الإقبال على زيارة المتحف من السياح والتونسيين، نحو خمسة مليون دينار (حوالي 1.6 مليون دولار).
ويُعتبر المتحف الوطني بباردو ثاني أقدم متحف في إفريقيا بعد المتحف المصري وقد تأسّس عام 1888، واكتسب شهرة عالمية بفضل مجموعة الفسيفساء التي يمتلكها، والتي تُعدّ الأكثر تنوّعا في العالم، فضلا عن ثراء مقتنياته، فهو يُعيد كتابة جزء كبير من تاريخ البلاد التونسية من فترة ما قبل التاريخ إلى الفترة المعاصرة، وذلك عبر مجموعاته المختلفة.