في سهرة مشتركة عنوانها الانتصار للقضايا الإنسانية الكونية المشتركة، التقى، أمس الأحد 6 أوت، الفنانان الشقيقان نسرين ووائل جابر والفنانة الجزائرية سعاد ماسي على خشبة المسرح الروماني بقرطاج، وسط حضور أعداد جماهيرية محترمة من ضمنها عدد كبير من الأشقاء الجزائريين المقيمين بتونس.
وأمّن الشقيقان جابر الجزء الأول من السهرة بعرض حمل عنوان “أورورا”، وهو ثمرة عمل عدة سنوات من البحث والاكتشاف والتجريب في المجال الموسيقي وكتابة الأغاني.
و”أورورا”، يعني في الميثولوجيا الإغريقية “الشفق القطبي” بحيث تتجسّد أسطورة الإلهة الرومانية “أورورا” في صورة حسناء تجول عالم الأرض عند كل فجر، محلّقة في السماء من الغرب إلى الشرق، لتحمل أوّل شعاع ضوئي قادم من الشمس تُعلن فيه قدومها.
أما على خشبة المسرح الروماني بقرطاج، فقد أعلنت نسرين جابر قدومها من خلال اعتلائها هذا الركح العريق للمرة الأولى في مسيرتها الفنية، مُتسلّحة بموسيقاها الملتزمة وقوّة صوتها وأحاسيسها المرهفة للدّفاع عن القضايا الإنسانية الكونية وأوّلها الحرية والعدالة.
ويتمثّل في إعادة توزيع الأغاني التراثية التونسية، وكذلك تقديم أغان باللهجة التونسية نابعة أساسا من الواقع الحالي، الذي يعيشه معظم الشباب في علاقة بالمجتمع.
ونسرين جابر، مغنية وعازفة قيثارة وملحنة تونسية استطاعت أن تشقّ طريقها بثبات في عالم الموسيقى المعاصرة، وقد أظهرت موهبة كبرى في مجال الغناء مدعومة في ذلك بشقيقها وائل جابر، وهو عازف إيقاع بالأساس وبدأ العمل، أخيرا، في مجال الموسيقى المرتبطة بجهاز الكومبيوتر والتي يطلق عليها اسم “أم.أ.أو”.
واستهلّت نسرين حفلها بأغنية من التراث هي “جمل يهدّر”، أتبعتها بأغنية عن الحرية بعنوان “جنّح” -كما أدّت باقة من أغانيها الخاصة على غرار “الدنيا تدور” و”غير الناس”، و”في راسي”، وهي أغنية تحمل الكثير من الأمل وتبعث على الحلم والتفاؤل بغدٍ مشرق، لتختم إطلالتها الفريدة بأغنية “إلي هز رقيّة”.
وتميّز الأداء الغنائي لنسرين جابر بآهات صوتية تنتقل بمرونة بين الرقة والقوة والهدوء والثورة.. ولم تبخل الفنانة في التفاعل روحيا مع المقاطع الغنائية، إذ جسّدت بعضها بحركات تعبيرية باطنية.
وفي الجزء الثاني من السهرة، أخذ إيقاع الحفل منحى تصاعديا في عرض “سيكانا” للفنانة الجزائرية سعاد ماسي، التي تحوّلت رويدا رويدا من أداء أغانٍ على إيقاعات هادئة إلى أداء أغان إيقاعية على المسرح الروماني بقرطاج، فتحوّل معها سكون الليل وبرودة الطقس إلى إيقاعات سريعة أرقصت الحاضرين وألهبت حماسهم بالتصفيق والهتاف، ما زاد الفنانة الجزائرية ومجموعتها الموسيقية تحفيزا لتواصل أداء باقة من الأغاني والمعزوفات لمدة ناهزت الـ90 دقيقة، بل ولبّت طلب الجمهور في مزيد الغناء، لأنّه أبى المغادرة طالبا المزيد من الإيقاعات الموسيقية.
وغنّت ماسي باقة من أعمالها القديمة والجديدة، فأدّت “أرسملي بلد”، “نجمة”، “أمنية”، “نوصيك”، “غير إنت”، و”سلام” وهي أغنية باللهجة المصرية، و”آش يداوي” وغيرها من الأغاني على إيقاعات موسيقية عالمية على غرار البوب والروك والجاز والسول والكانتري.
ولم تُفارق ماسي قيثارتها، وهي تعزف وتغنّي باللهجة العاصمية الجزائرية، بالإضافة إلى الأمازيغية القبايلية والفرنسية.. فغنّت للحرية وللعدالة وانتصرت للإنسانية في معناها الكوني السامي.
وسيتواصل، غدا الثلاثاء 8 أوت، عشاق الأغنية الغربية، مع حفل الفنان البريطاني راغن بون مان.
فيما تتوزّع بقية عروض المهرجان على النحو التالي:
9 أوت: عرض مجموعة “نينغشيا” (الصين).
11 أوت: حفل الفنان صابر الرباعي (تونس).
12 أوت: عرض “ربوخ” ومجموعة “اركز هيب هوب” (تونس).
13 أوت: حفل الفنانة لطيفة العرفاوي (تونس).
14أوت: سهرة مشتركة لمجموعة “تقسيم تريو” (تركيا)، ومجموعة “ثلاثي جبران” (فلسطين).
15 أوت: سهرة إفريقية مشتركة بين المغنية يامي آلايد (نيجيريا) والمغني تيكن جاه فاكولي (الكوت ديفوار).
16 أوت: حفل الفنانة يسرى محنوش (تونس).
17 أوت: عرض وان مان شو “فيزا” لكريم الغربي (تونس).
19 أوت: (الاختتام) حفل الفنان محمد حماقي (مصر).