أعلن رفضه لها خلال حملته الانتخابيّة.. ترامب يلغي برنامج بايدن لدعم البنية التحتية للمركبات الكهربائيّة
قرّر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وقف تمويل البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية، وهو ما يشكّل ضربة قاسية لشركة “تسلا” بقيادة الملياردير إيلون ماسك، الذي أعلن دعمه الواسع لترامب خلال الحملة الانتخابية، وتسلّم إدارة مهام “وزارة الكفاءة”.
ووفق تقرير لموقع “فيرجيليو”، فإنه بعد الدعم الذي تلقّاه في الحملة الانتخابية من إيلون ماسك، اتخذ رئيس الولايات المتحدة إجراء صارما للحدّ من انتشار البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية.
لا تنازلات باسم البيئة
وأضاف الموقع أنّ ترامب لم يضع الوقت، وسارع إلى تمزيق جميع الإعلانات البيئية التي أطلقها سلفه في البيت الأبيض، متّبعا سياسة أكثر تحررا.
وفي السنوات القادمة، لن يكون الأمريكيون مقيدين في اختيار سياراتهم، ولن يضطرّوا إلى تقديم تنازلات باسم البيئة.
ويرجع هذا الموقف الحاسم، في حقيقة الأمر، أيضا إلى شبح الأزمة التي تضرب قطاع السيارات الكهربائية.
وحتى شركة تسلا، التي تعدّ نقطة مرجعية في هذا المجال، افتتحت عام 2025 بأرقام متراجعة، ويبدو أنّ الحماس تجاه السيارات الكهربائية قد تراجع في الولايات المتحدة، حسب التقرير.
وأوضح الموقع أنه في بعض الولايات، مثل كاليفورنيا، انتشرت السيارات الكهربائية التي تنتجها شركة إيلون ماسك، وبدا أنّ النمو لا يمكن إيقافه، ولكن بسبب الطفرة التي شهدها المنافسون الصينيون، حدث تحوّل كبير في موازين القوى.
لذلك قرّر الرئيس المنتخب حديثا للولايات المتحدة فرض رسوم جمركية مرتفعة جدا على العلامات التجارية الأجنبية، بالإضافة إلى اتخاذ قرار بوقف تطوير محطات شحن السيارات الكهربائية.
ضربة قاسية لـ”تسلا”
وتعدّ هذه ضربة قاسية لقطاع التنقل الكهربائي، لأنها تتعارض تمامًا مع البرنامج الذي أطلقه بايدن بقيمة 5 مليار دولار، المعروف باسم البنية التحتية الوطنية للمركبات الكهربائية (نيفي)، والذي كان يهدف إلى توسيع البنية التحتية في جميع أنحاء البلاد.
وذكر الموقع أنه كان من المفترض أن يؤدي تنفيذ خطة إنشاء محطات شحن إلى تعزيز إضافي لقطاع السيارات الكهربائية.
فبرنامج “نيفي”، الذي تم إقراره في نوفمبر 2021، هو جزء من قانون “الاستثمار في البنية التحتية والوظائف” البالغ قيمته 1.2 تريليون دولار.
وكان قد شكل إحدى النقاط المحورية في حملة دونالد ترامب بعد إعادة انتخابه، فقد قرّر الملياردير اتخاذ خطوات فعلية.
حيث أصدرت “إدارة الطرق السريعة الفدرالية” في الولايات المتحدة مذكرة تأمر فيها بتعليق جميع خطط توزيع البنية التحتية للمركبات الكهربائية.
كذلك منع استخدام الأموال الفدرالية المخصّصة ضمن إطار البرنامج البيئي، وفقا للتقرير.
وأثار هذا القرار، الذي أدرجه الرئيس في أحد أوامره التنفيذية الأولى خلال ولايته الثانية، جدلا واسعا في الولايات المتحدة.
فعلى الصعيد القانوني، أصدر قاضيان فدراليان حكما يطالب الإدارة بإلغاء القيود المفروضة على بعض بنود الميزانية الفيدرالية.
كما يجري حاليا، وفقا للتقرير، بحث مدى قانونية إيقاف ترامب لتمويل المنح التي تم التعاقد عليها مسبقا.
ومع ذلك، كان موقفه واضحا منذ البداية، إذ رغم دعمه من قبل إيلون ماسك، لم يتردّد في انتقاد السيارات الكهربائية.
“حرب” على السيارات الكهربائية
وأفاد الموقع أنّ رئيس الولايات المتحدة أعلن خلال حملته الانتخابية عن موقفه الرافض للسيارات الكهربائية.
حيث صرّح قائلا: “أنا ضد من يمتلكون السيارات الكهربائية، وليس من العدل أن تجبر الولايات المتحدة مواطنيها على شرائها”.
كما أضاف: “إذا أعيد انتخابي، سأقوم بحظرها”.
وتؤكّد الولايات المتحدة امتلاكها أكبر موارد نفطية في العالم، والتي تعتزم استخدامها لخفض الأسعار والحدّ من التضخم.
وفي ظل هذه التوجّهات، قد تواجه شركة إيلون ماسك، تسلا، انخفاضا أكبر في مبيعاتها خلال السنوات القادمة.
وقد تضطر الشركة الأمريكية، من دون التمويلات، إلى إعادة النظر في خططها التوسعية، بما في ذلك توسيع طرازاتها.
إضافة إلى ذلك، أصبحت شبكة شحن تسلا خلال السنوات الأخيرة مرجعا رئيسيّا في سوق السيارات الكهربائية.
وأكّد الموقع حصول العلامة التجارية التابعة لمدينة كوبرتينو على الحصة الأكبر من الإعانات المقدمة من برنامج “نيفي”.
ويوزّع التمويلات على الولايات، والتي بدورها تستخدم هذه الأموال لتقديم منح لإنشاء محطات شحن السيارات الكهربائية.
وقد تلقّت “تسلا” نسبة 13٪ من إجمالي المنح حتى منتصف العام الماضي.
وقرّرت استثمار تلك الأموال لتسريع انتشار شبكتها من محطات “سوبر تشارجر”، التي أصبحت متاحة تقريبا لجميع السيارات الكهربائية في السوق.
أما إيلون ماسك، فقد اختار حتى الآن عدم الإدلاء بأيّ تصريحات رسمية على منصة “إكس” بشأن قرارات ترامب.