لايف ستايل

قد تقتلك نتيجة مباراة كرة قدم… تجنّب التفاعل المفرط قبل فوات الأوان

تشدّ كرة القدم ملايين المتابعين عبْر العالم ويستهلكون الكثير من الوقت في التشجيع سواء عبْر التنقل إلى الملاعب أو النقاش والحديث في النتائج والرهانات. لكن لدى فئة من الجماهير كرة القدم ليست مجرّد هواية أو وسيلة ترفيه بل هوس يصل درجة الجنون وقد تتسبّب نتيجة مباراة في تعكّرات صحية خطيرة. ماذا يقول المختصون في هذا الموضوع وبماذا ينصحون جماهير الكرة للحفاظ على صحتهم؟

التعصّب والانتماء الجماعي

يقول المختص في علم النفس عبد الباسط الفقيه في تصريح له لبوابة تونس: متابعة جمعية رياضية يصبح أمرا خطيرا عندما يتحوّل إلى نوع من الانتماء ويدخل في هوية المشجّع.

ويوضّح محدّثنا أنّ متابعة المباريات ضمْن مجموعات في الملعب أو في المقاهي يكون أكثر خطورة من التشجيع بشكل فردي، وردّة الفعل في الانتصار والهزيمة تصبح أكثر انفعالية.

وقد تتسبّب نتيجة مباراة أو كرة على العارضة أو فرصة ضائعة في أزمة صحية لصاحبها فسّرها المختص في أمراض القلب والشرايين توفيق بوحامد في تصريح لبوابة تونس، بصدمة تصيب الأوعية الدموية في المخ أو تصلّب شرايين القلب وتنتهي بسكتة قلبية أو جلطة دماغية ثم شلل نصفي أو وفاة.

ويرى الأستاذ عبد الباسط الفقيه أنّ تفاعل فئة من الجماهير بعنف وبشدّة مع كرة القدم بسبب تركيبتها النفسية – تعتبر درجة عالية من التعصّب تصل حدّ الهوس والجنون.

وتبلغ درجة انتماء الجمهور إلى جمعية رياضية خاصة عند متابعة المباريات في الملاعب أو المقاهي حالة من “الانحراف الوجداني” الذي يدفع مشجّع إلى الانخراط في أعمال عنف مع المجموعة حتى لو كان شخصا سويا لأنّ الدخول مع المجموعة يفقده السيطرة على انفعالاته.

حذاري من استفزاز الجماهير

يُؤكّد المختصّ في علم النفس عبد الباسط الفقيه أن الاستفزازات بين الجماهير تتسبّب في تصاعد وتيرة التشنّج وتنجر عنها ردّة فعل عنيفة ووصف “التنبير” كما يعبّر عنه بلغة جمهور الرياضة بالعنف القاتل.

كما حمّل الفقيه المسؤولية للمعلّقين على المباريات الرياضية باستعمالهم تعابير تشحن الجماهير وتزيد من توتّرها وتفاعلها مع المباراة واعتبره تلاعبا خطيرا بمشاعر الجمهور الرياضي.

تجنّب المجموعة

يقول مختص أمراض القلب والشرايين: يجب أن يتجنّب المشجعون الذي يعانون من مشاكل صحية في القلب كل أسباب التشنج والغضب لأنّ أقل انفعال قد يكلّف حياة إنسان.

أما الأستاذ عبد الباسط الفقيه فنصح بضرورة الابتعاد عن التشجيع وسط مجموعات مقابل البحث عن أجواء أكثر هدوء لمتابعة المباريات ليكون التفاعل أقل، كأن يغيّر المتفرّج عبْر التلفاز المعلّق عن المباراة إذا كان يريد توتير الأجواء.

كما ينصح مختصون بعض الجماهير التي تعاني من مشاكل صحية بتفادي متابعة المباريات المباشرة والاكتفاء بالإعادة الأقل درجة للتفاعل.

وشهدت ملاعب كرة القدم حالات وفاة كثيرة في صفوف المشجّعين بسبب تفاعلهم مع المباريات والتماهي المطلق مع مجرياتها.