عالم

فُقد حاخامها في الإمارات.. ماذا تعرف عن منظمة “حباد” اليهودية؟

أكّد مكتب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اليوم السبت، الأنباء المتداولة حول أنّ جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” يحقّق في اختفاء رجل دين يهودي، في أبو ظبي.
وذكر مكتب نتنياهو أنّ الحاخام تسفي كوغان، اختفى الخميس الماضي، ويتم التعامل مع الحادث على أنه عمل إرهابي.
وينتمي كوغان إلى منظمة “حاباد” أو “شاباد” اليهودية، والتي برزت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي جويلية، ظهر علم “حاباد” باللون الأصفر على إحدى دبابات الاحتلال، التي دمّرها مقاتل من كتائب القسام، بواسطة عبوة ناسفة في تل السلطان برفح.
ويظهر على العلم الملون بالأصفر، تاج أزرق، وتحته بالعبرية لفظة “مشيح” أو مسيح، ويقصد بها المسيح المخلص وفقا للاعتقاد اليهودي الذي سيأتي في آخر الزمان ليقود اليهود.

معتقلو 25 جويلية
وكانت وسائل إعلام عبرية، قد كشفت أنّ الحاخام تسفي كوغان من كنيسة حباد أبو ظبي، هو الشخص المفقود منذ الأربعاء الماضي.
وأفاد مسؤولون أمنيون لموقع “واي نت” الإسرائيلي الإخباري، أنّ الشكوك تتزايد حول مقتله.
ورجّحت تقارير إسرائيلية نقلا عن مسؤولين أنه ربما يكون قد اُختطف أو قُتل على يد عملاء مرتبطين بإيران.
ماذا تعرف عن منظمة “حباد” اليهودية؟
تؤكّد منظمة “حباد” ضرورة السيطرة على الضفة الغربية وغزة والجولان السوري لضمان أمان “أرض إسرائيل”، وفق تصريحات وآراء لعدد من عناصر الحركة وقادتها.
و”حباد”، حركة يهودية أرثوذكسية وهي واحدة من أكبر الحركات المعروفة في العالم، والمقر الرسمي لها في بروكلين بنيويورك.
ويعود تأسيس الحاباد إلى عام 1775 على يد الحاخام شنيور زلمان ليادي واشتق اسمها من اختصار الكلمات العبرية الثلاث “دآت، بيناه، حوكماه”، وتعني “الحكمة والفهم والمعرفة”، وفي الثلاثينيات نقل أحد حاخاماتها مركزها من مدينة لوبافيتش بروسيا إلى بولندا، ثم مع الحرب العالمية الثانية والعلاقة السيّئة مع النازيين انتقلوا إلى الولايات المتحدة.
وكانت بداية الحركة في بيلاروسيا، ثم انتقلت إلى لاتفيا، ثم بولندا، ثم الولايات المتحدة الأمريكية، عام 1940.

في روسيا القيصرية والشيوعية، كان هدف قادة حباد بقاء يهودية التوراة، وكثيرا ما واجهوا السجن والاضطهاد المستمر بسبب أنشطتهم.
وتحت إشراف الحاخام يوسف يتسحاق شنيرسون وخليفته الحاخام مناحيم شنيرسون، أصبحت حباد حركة عالمية تهتم بالاحتياجات الروحية والمادية لجميع اليهود أينما وُجدوا.
واليوم، هناك أكثر من 3500 مؤسسة حباد في أكثر من 85 دولة، منها جنوب إفريقيا وأمريكا الجنوبية وروسيا وأستراليا وآسيا والمملكة المتحدة وأجزاء كثيرة من الولايات المتحدة الأمريكية.
يتأثّر أنصار منظمة حباد بتعاليم “بعل شيم طوف”، وهو يهودي من أوروبا الشرقية في القرن الثامن عشر، “هو التساديك الحسيدي إسرائيل بن إليعارز. وكان يدعى أيضا “بشط”، وهي الأحرف الأولى من اسمه. وبعل شيم عبارة عبرية تعني سيد الاسم.
ويقدّر عدد أتباع الحباد، من الحسيديم بنحو 95 ألف شخص، أي ما يمثل قرابة 13% من الحسيديم حول العالم، ولها نفوذ واسع في الولايات المتحدة.
ظهور علني في غزة
تعدّ منظمة حباد من المنظمات المتطرفة التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين، وتدعو إلى التخلّص منهم وطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أيّ اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من أراضيهم.
ونشطت منذ بدء العدوان على غزة، عبر دعم جيش الاحتلال، بالتجهيزات اللوجستية للجنود، وجمع التبرّعات لتوفير احتياجاته، والحضور بشكل واضح باسمها خلال العدوان.
ونظّمت العديد من الفعاليات، ورفعت لافتات، تدعو فيها بصراحة إلى عودة الاستيطانية إلى قطاع غزة، فضلا عن توسيع التهام الأراضي في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.
وقام عدد من جنود الاحتلال، في بداية العدوان، برفع لافتة على أحد منازل بيت حانون شمال غزة، وأطلقوا عليه اسم “أول بيت حباد” في غزة، وأقاموا فيه احتفالا بعيد الحانوكاه اليهودي، قبل أن ينسحبوا على وقع ضربات المقاومة ويدمّروا المنطقة.
وخلال المعارك في غزة، رفعت رايات منظمة حباد ولافتاتها، وشعار المسيح كرايات وعلى الدبابات التي فجرتها المقاومة، وظهر ذلك على الأقل في توثيقين مصورين لكتائب القسام.
سيطرة على “جيش” الاحتلال
قال موقع منظمة حباد إنّه في الليلة الأولى من “عيد حانوكا” تجمّع عشرات الآلاف من الشباب والشابات اليهود في جيش الدفاع الإسرائيلي لإشعال شمعدان عيد حانوكا على الخطوط الأمامية للحرب في غزة.
من جهته، قال الحاخام، ليفي مندلسون، الذي ينسق أنشطة حباد: “أينما يوجد جنود، في كل قاعدة وفي كل موقع استيطاني، يوجد مبعوثو حباد-لوبافيتش حاملين الشمعدان والكعك”.
وهذه إشارة إلى أنّ منظمة حباد تدعم إبقاء السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة، من منطلق ديني تفسّره عقيدتها وفلسفتها التي أقيمت على أساسها.
تغلغل في الدول العربية
في 2016، أقام حاخامات يهود من حركة “حباد” المتطرفة احتفالا في البحرين بمناسبة “عيد الأضواء”، وحصل هذا الحدث على اهتمام واسع من الإعلام العبري.
وتسعى هذه الحركة إلى التغلغل في الدول العربية، وتشجيع اليهود على الاهتمام بالتعاليم الدينية والالتزام بتعاليم التوراة والتلمود، ويمكن تلخيص أنشطة هذه الحركة بالأنشطة الثقافية والتعليمية.
واستطاعت الحركة أن توسّع نشاطاتها وتحوّلت من حركة عرفانية إلى حركة اجتماعية وأخذت طابعا دوليا.
 وبالنظر إلى نفوذ هذه الحركة في أركان السلطة الأمريكية فإنّها تعتبر الذراع الثقافي للصهيونية الدولية، وقد أسّست مراكز عديدة في مختلف نقاط العالم لتكون منازل آمنة لأنشطة الموساد التجسسية عبر العالم.
وفي 2019، حلّ بالمغرب وفد يضم العشرات من ممثلي حركة “حباد” اليهودية المعروفة باسم “لوبافيتش”، وعددهم 50 من كبار الحاخامات من مختلف دول العالم، وذلك بدعوة من الملك محمد السادس، حسب ما نقلته صحف عبرية.
ويضم الوفد الدولي ممثلين للحركة من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإسرائيل وفرنسا، واستمرت زيارتهم الرسمية يومين بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس حركة “لوبافيتش” في المغرب.
وأشارت الصحف العبرية إلى أنّ هذه الحركة “ساهمت في تأسيس العشرات من المؤسّسات التربوية والاجتماعية لخدمة المجتمع اليهودي في المملكة”.