في يوم الموسيقى العالمي… لماذا تفتقر الموسيقى التونسية للتجديد؟
tunigate post cover
ثقافة

في يوم الموسيقى العالمي… لماذا تفتقر الموسيقى التونسية للتجديد؟

في اليوم العالمي للموسيقى، هل جدّدت تونس موسيقاها؟ وهل غيّر فنانوها عقلياتهم الفردانية؟
2022-06-21 16:21

صابر بن عامر

تحتفل أكثر من 120 دولة في مثل هذا اليوم 21 جوان/ يونيو من كل عام باليوم العالمي للموسيقى، الذي يوافق 21 يونيو من كل عام، بهدف تشجيع الموسيقيين الشباب والهواة.

والإحتفال باليوم العالمي الأول للموسيقى تزامن مع الانقلاب الصيفي في فرنسا عام 1982، وهو الحدث الذي يعرف في “عاصمة النور” باسم “عيد الموسيقى”.

والفضل في تأسيس هذا اليوم يرجع إلى وزير الثقافة والفنون الفرنسي آنذاك جاك لانج، بمساعدة الموسيقي موريس فلوريت، إذ طبق الوزير أفكاره التي تتمحور حول “الموسيقى في كل مكان والحفل في أي مكان”.

ويرجع البعض الفضل في الاحتفاء بهذا اليوم إلى الفرنسي موريس فلوريت، وهو مؤلف موسيقي وصحافي متخصّص في الموسيقى ومنتج إذاعي أيضا.

ومن فرنسا انطلق الاحتفال بالموسيقى إلى جميع الدول، إذ أصبح هذا اليوم حدثا عالميا سارت على دربه عدة بلدان، بما في ذلك الهند والصين وماليزيا وإيطاليا واليونان والإكوادور والمكسيك وكندا والولايات المتحدة وروسيا وأستراليا وبيرو والبرازيل والمملكة المتحدة واليابان، وطبعا تونس.

بيان وزاري

وبمناسبة هذا اليوم الاحتفالي الاستثنائي أصدرت وزارة الشؤون الثقافية التونسية بيانا: “تحتفل تونس يوم 21 جوان مع سائر شعوب العالم بالعيد العالمي للموسيقى تجسيما للمبادئ السامية التي رفعها هذا الاحتفال في بداياته سنة 1982 منذ أربعين سنة، وهي فرصة لاحتفال جميع الفنانين والموسيقيين والمهنيين والهاوين والشغوفين والمولعين بالموسيقى بمختلف أنماطها وأشكالها التعبيرية العربية والغربية والكلاسيكية والتراثية والمعاصرة، لتعود هذه المناسبة بعد مرور العالم بظرف خاص واستثنائي طيلة سنتين ليشهد تعطل الأنشطة الفنية جرّاء وباء الكوفيد وتبعاته”.

إلى حد كتابة هذه الأسطر يبدو الأمر جميلا ولذيذا ومحفّزا على الاحتفال وتقاسم الفرح بأرقى أنواع الفنون، ألا وهي الموسيقى الآلة الأولى للإنسان.

ويُضيف البيان: “كما أن الاحتفال بالعيد العالمي للموسيقى في مثل هذا التاريخ الذي يصادف أول أيام فصل الصيف، يمثل مفتتحا لبداية انطلاق موسم الاحتفالات والمهرجانات والفعاليات الموسيقية الثقافية الصيفية بكامل أرجاء البلاد”. وما أكثرها… حتى عُدّت تونس بلد الـ350 مهرجانا، القريب في رقمه الخرافي من عدد أيام السنة، في دولة تتبجّح بالكم على حساب الكيف!

ويسترسل البيان الوزاري، وهنا أصل الاستفهام: “هي مناسبة لإبراز المكانة التي تحتلها الموسيقى في حياة شعبنا ووعيه، وفرصة لإعلاء الهوية التونسية بالموسيقى من خلال تثمين تراثنا الموسيقي مع السعي إلى تطويره، وهنا تدعو وزارة الشؤون الثقافية كل الموسيقيين والفنانين إلى المساهمة في تثبيت هذه الممارسة الفنية ونشر الموسيقى في كامل ربوع بلدنا العزيز إعلاء لقيم التآخي والتحابب وللاستمتاع بمباهج الألحان وعذب الأنغام… ونأمل أن يكون الاحتفال بالعيد العالمي للموسيقى هذه السنة مساهما في التعريف بواقع الموسيقى التونسية وحافزا لتطويرها وداعما لإشعاعها داخل البلاد وخارجها، وأن تتعزّز فيه اللقاءات بين الموسيقيين بمختلف ألوانهم الموسيقية وبين الجمهور وأن تثمر أشكالا تعبيرية موسيقية عفوية ومستحدثة”.

بين الموجود والمنشود

“أن تتعزّز فيه اللقاءات بين الموسيقيين بمختلف ألوانهم الموسيقية وبين الجمهور وأن تثمر أشكالا تعبيرية موسيقية عفوية ومستحدثة، كم هي معبّرة هذه الجملة المُسبقة بكلمة “نأمل” ولولا فسحة الأمل لانعدمت الحياة.

فمن منكم يُحصي على مدى العشريتين الأخيرتين وقبلها بقليل، عدد المشاريع الموسيقية الجماعية المقدّمة من موسيقيي تونس والجامعة في بعديها العفوي والمستحدث؟

وكي لا نكون متشائمين، نذكر هنا بعض الأعمال التي لا تتجاوز عدد الأصابع الواحدة، لعل أبرزها “نوبة” و”حضرة” للفاضل الجزيري، والأخيرة تم استنساخها إلى “زيارات” حاضرة بالغياب، أَضف إليها “منسيات” الأسعد بن عبد الله و”عطور” محمد علي كمون، وإن كانت جميعها مستلهمة من التراث الشفوي الشعبي المنسيّ مع بعض البهارات الحداثية في الإيقاع والتقنيات البصرية لا غير.

أما العفويّ والمستحدث فلنا في ذلك بعض محاولات رياض الفهري ومقداد السهيلي والطاهر القيزاني وشادي القرفي وعادل بندقة وكريم ثليبي وأمينة الصرارفي، فالتجربة الموسيقية التونسية وعلى مدى ثلاثة عقود عوّدتنا على الانتصار للذاتي والشخصي و”العربون” -وإن أتانا في شكل منمّق مُدّع للعبقرية والنخبوية- أكثر منه إعلاء للإبداع والإمتاع، حتى كدنا نهاب اجتماع قامتين موسيقيتين أو أكثر في عمل واحد…

وإن حدث ذلك، ولو لماما، فلكم في ما يحدث إثره من تنديد ووعيد وتراشق وتدافع وتحقير لنجومية الشريك على مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج “التوك شو” خير إثبات أن موسيقانا التونسية، موسيقى فردانية، ذاتية، شخصية أو لا تكون، إلاّ من رحم ربي من الرعيل الأول من فناني دولة الاستقلال.

فطوبى لفعالياتنا الترفيهية بهذه الفردانية الموسيقية المُستدامة والتي تُشبه في فرادتها وتفرّدها حال ساستنا الكُثر دون “بركة” ولا تبشير بالتغيير.

تونس#
ثقافة#
موسيقى#

عناوين أخرى