في كتاب جديد.. الأمثال الشعبية تحكي سير الناس
tunigate post cover
ثقافة

في كتاب جديد.. الأمثال الشعبية تحكي سير الناس

الكتاب يقتفي أثر الأمثال الشعبية وعلم الجغرافيا في الموروث الثقافي الشعبي شرقا وغربا
2023-01-30 12:44

أصدر الباحث المصري حارص عمار النقيب كتابا جديدا حمل عنوان “الأمثال الشعبية وعلم الجغرافيا”، الصادر، حديثا، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسة “الثقافة الشعبية”، ويضم 208 صفحات تشمل فصلين رئيسيين، أولهما يربط بين الأمثال الشعبية والجغرافيا البشرية، والثاني بين الأمثال الشعبية والجغرافيا الطبيعية، مع مقدّمة وملحقين.

ويلقي الكتاب في البداية الضوء على مكانة الأمثال لدى الشعوب العربية، فيقول إنّ “العرب من أكثر الشعوب وأقدمها التي استخدمت الأمثال للتعبير عن الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي، أو لتعليم الأبناء، ومن هنا اكتسب المثل أهمية كبرى في حياة الإنسان العربي، بالإضافة إلى ذلك قد يكون المثل مخزنا لبعض وقائع العرب وتاريخهم”.

خصائص عامة وجغرافيا بشرية

ينطلق الكتاب في سرد الخصائص العامة للأمثال الشعبية ومنها الإيجاز والأصالة والواقعية والبلاغة والموسيقى، والعلاقة بينها وبين الحكايات الشفهية والسير الشعبية والملاحم والقصص الغنائية الشعرية.

وفي الفصل الأول “الأمثال الشعبية والجغرافيا البشرية” يشرح المؤلف كيفية تصنيف الجغرافيا البشرية من حيث طبيعة المجتمعات، سواء ريفية أو حضرية، وأنشطتها الاقتصادية من زراعة وتجارة وصناعة وصيد وانعكاس كل هذا على الأمثال الشعبية.

ومن الأمثلة الواردة في هذا الفصل المتعلق بالجغرافية الصناعية؛ “صنعة الحدادة كلها سعادة”، و”إدي العيش لخبازه ولو ياكل نصه”، و”الكسل أخرته فشل” وهي أمثال يراد بها تسليط الضوء على أهمية الخبرة في العمل.

ثم ينتقل المؤلف إلى جغرافيا التجارة وعلاقتها بالأمثال الشعبية، مُستدلا على هذه العلاقة بأمثال مثل “التجارة شطارة”، و”إذا لقيت الغالي في السوق تمّنُه”، و”الحلو غالي والوِحش رخيص”.

كما يتطرّق إلى الجغرافيا الثقافية التي تُفرز أحيانا أمثالا شعبية على لسان أبناء الدولة، أو الشعب نفسه الذي قيل فيه المثل، أو على لسان شعوب أخرى من واقع خبرتها، ومنها المثل البولندي “كل في بولندا، واشرب في هنغاريا، ونم في ألمانيا، وغازل في إيطاليا”.

ويتطرّق المؤلف إلى الجغرافيا الدينية وعلاقتها بالأمثال الشعبية، فيقول: “هناك العديد من الأمثال الشعبية التي يتّضح من خلالها دور الدين والبيئة المحيطة بالإنسان في صياغتها، وهو ما يعرف بالجغرافيا الدينية”، ويورد أمثلة منها: “اللي يحبّه ربه يحبّب فيه خلقه” و”جاك الموت يا تارك الصلاة” و”الأرزاق بيد الله”.

وفيما يتعلّق بالجغرافيا الطبية يذكر المؤلف: “دراسة العوامل الجغرافية وتأثيرها في الصحة والمرض”، وارتباطها بالأمثال الشعبية فيعرض بعضا منها مثل: “اتغّدّى واتمدّى ولو دقيقتين واتعشّى واتمشّى ولو ساعتين”، و”درهم وقاية ولا قنطار علاج”، و”سهر الليل يهد الحيل”.

الأمثال الشعبية والجغرافيا الطبيعية

في الفصل الثاني من الكتاب “الأمثال الشعبية والجغرافيا الطبيعية” يقول المؤلف: “إنّ الإنسان أثناء تعامله مع عناصر الجغرافيا الطبيعية المختلفة، التي تشمل أغلفة سطح الأرض الصخري والمائي والجوي والحيوي، اكتسب العديد من الخبرات التي صاغها في هيئة حكايات خرافية وأساطير وحكم وأمثال شعبية”.

ومن بين الأمثال الشعبية العربية التي تناولت جغرافيا التضاريس ومظاهر السطح؛ “أثقل من جبل” الذي يربط بين أحد مظاهر السطح والحالة النفسية للإنسان، و”خُد من التل يختل” وهو يربط بين الإسراف وأحد مظاهر السطح المنتشرة في العالم العربي، وهي التلال.

أما الأمثال الغربية التي تناولت جغرافيا التضاريس ومظاهر السطح، فمنها: “البحار الهادئة لا تصنع بحّارا ماهرا”، و”الفقير على الأرض أفضل من الغني في البحر”، و”النساء كالبحر لا يدُمن على حال”.

أما عن الأمثال الشعبية وعلاقتها بالجغرافيا المناخية، فيقول المؤلف إن الأمثال ارتبطت بالتغييرات الجوية مثل لون السماء وحركات الغيوم واتجاه الرياح وقوتها، ومن هذه الأمثال: “اللي تجيبه الريح يضيعه المطر”، و”النهار له عينين” و”برد الصيف أحد من السيف”.

رابط آخر يضيفه المؤلف بين الأمثال الشعبية وما يصنفها بالجغرافيا الحيوية التي تشمل كل ما يحيط بالإنسان من نبات وحيوان، وهنا يُشير إلى أن العديد من الأمثال أضفت على البشر بعض صفات الحيوان سواء كانت طيبة أو شريرة وخصائص النباتات البرية والمثمرة، ومن هذه الأمثال: “إن غاب القط العب يا فار”، و”الطيور على أشكالها تقع”، و”الحداية ما ترميش كتاكيت”.

إصدارات#
كتب#
مصر#

عناوين أخرى