اقتنت الشركة الوطنية التونسية للسكك الحديدية (SNCFT) قاطرات لنقل الفسفاط تبيّن أنها لا تتلاءم مع أنفاق ثالجة في قفصة بسبب ضخامة حجمها مقارنة بالأنفاق، وفق ما نقله موقع “بيزنس نيوز” عن صفحة “Capsa FM” في فيسبوك.
ووفق المنشور المتداول لا يمكن للقاطرات عبور نفق ثالجة نظرًا إلى حجمها الكبير وهو ما يثير تساؤلات حول جديّة المسؤولين في إبرام هذه الصفقة واهتمامهم بتفاصيل تقنيّة مثل هذه عند اقتناء القاطرات.
وهو ما أكّده مصدر رسمي من الإدارة الجهويّة لشركة فسفاط قفصة بالإضافة إلى سائق قاطرة يعمل في الشركة الذي أشار إلى أن القاطرات الجديدة لم تتمكن من المرور عبر نفق ثالجة بسبب حجمها غير المناسب للنفق.
واقتنت تونس هذه القاطرات في 2018، ويبلغ عددها 20 قاطرة.
ونقل موقع “بيزنس نيوز” عن أحد العاملين بالشركة قوله إن الشركة التونسية للسكك الحديديّة لم تختبر هذه القاطرات قبل الحصول عليها ولم يؤخذ حجمها بالاعتبار عند إبرام الصفقة، ممّا أدى إلى شلل في خط نقل الفسفاط عبر أنفاق ثالجة.
وصرّح المصدر ذاته قائلا: “لا تستطيع القاطرات الجديدة المرور عبر أنفاق ثالجة وتعمل فقط حتى خط متلوّي، وهو الخط رقم 13 الذي يربط توزر بالغريبة في صفاقس. في بعض الأحيان يتم استخدامها على الخط رقم 21 بين قفصة قابس، وأحيانًا يتم استخدامها لنقل الركاب على الخط رقم 5 بين صفاقس وتونس”.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم تشغيل نفق ثالجة في فيفري 2022 بعد انقطاع دام حوالي ست سنوات، وتحديدا منذ أكتوبر 2017، بسبب الفيضانات. وعلى الرغم من إعادة فتحها، لم تتمكن القاطرات الجديدة من عبور الخط 15 الذي يربط المتلوي بالكاف عبر أنفاق ثالجة، لكن القاطرات التقليدية الأخرى ما تزال تعمل على الخط.
ويشدّد المصدر، وهو سائق قاطرة لشركة السكك الحديدية في قفصة، على أن هذه القاطرات لديها قدرة تحميل عالية مقارنة بالقاطرات التقليدية المستخدمة في تونس”، مشيرا إلى أن سعة حمولتها تبلغ 4000 طن، في حين حمولة القاطرات التقليدية لا تتجاوز 2200 طن”، معربا في هذا السياق عن أمله في إيجاد حل بعد أشغال تجديد السكك الحديدية انطلاقا من المتلوي في اتجاه ثالجة، نظرا إلى قدرة هذه القاطرات على تطوير نقل الفسفاط بسبب حجمها وسعة تحميلها.
وفي تصريح لموقع “بيزنس نيوز” أشار المتحدث باسم الشركة الوطنية للسكك الحديدية حسّن الميعادي إلى أن الفيضانات في أكتوبر2017 تسببت في تدمير السكك الحديدية، وهو ما تطلب تجديد البنية التحتية التقنية، مضيفا أنه بعد تجديد المرافق الفنية، تم تركيز خط سكة حديديّة جديد. وأكّد الميعادي أنه سيتم إجراء الاختبارات اللازمة قريبًا. وأشار أيضًا إلى أن القاطرات الجديدة تعمل حاليًا على خطوط أخرى بانتظار الاختبار على الخط 15.
يذكر أن التسليم الأول للقاطرات التي اقتنتها شركة السكك الحديدية الوطنية التونسية، تمّ في 21 ديسمبر 2018 من الشركة المصنعة الأمريكية للديزل الكهربائي (EMD) طراز GT42AC بقوة 3200 حصان، وتمّ تجهيز هذه القاطرات بمحركات ديزل وتستخدم نظام نقل هيدروستاتيكي لنقل الطاقة إلى العجلات.