في زمن كورونا في تونس…الورد لا يشتريه غير السياسيين
tunigate post cover
تونس

في زمن كورونا في تونس…الورد لا يشتريه غير السياسيين

2020-12-31 16:29

سليم الدّربالي 

يحلّ رأس السّنة الإداريّة هذا العام في ظلّ تفشّي وباء كورونا الذي جعل كافّة دول العالم تتّخذ إجراءات استثنائية للتعامل مع الوباء الّذي تسبّب في اختفاء عادات كانت إلى ماض قريب مرتبطةً بالاحتفالات باستقبال العام الجديد لدى التّونسيّين بصفة خاصّة.

“لا مقارنة باحتفالات رأس السنة في الأعوام الماضية… هذا العام كسدت الحركة التجاريّة لدينا بطريقة لم أشهد لها مثيلًا طوال سنوات عملي الطّويلة في مجال بيع الورد” هكذا لخّص بائع الورد العمّ عبد الله معاناته مع جائحة كورونا في حديثه لبوابة تونس.

ويضيف محدّثنا أنّ الإجراءات التي اتّخذتْها الحكومة لمحاولة الحدّ من انتشار فيروس كورونا “أضرّت كثيرًا بقطاع بيع الورود” فالتّباعد الاجتماعي المرجو من هذه الإجراءات لم يتحقّق على أرض الواقع، قائلُا: “نطلب من الحكومة أنْ تنظر إلينا بعين الرّحمة”.

أما جاره فأكّد أنّ الورد هذه الأيّام لا يشتريه غير السّياسيّين والفنّانين وبعض الأسماء المشهورة فقط، أبرزهم رئيسة الحزب الدّستوري الحرّ عبير موسي والفنّان التّونسي لطفي بوشناق وغيرهم…

وتابع “في ليلة رأس السّنة تكثر حفلات الخطوبة والزّفاف، والجميع يشتري الورود وتزدهر تجارتنا، إلّا أنّ هذا العام أصبحت الحفلات نادرةً جدا بسبب منع التجمّعات وحظر التنقّل بين المدن”.

كساد مواد الزّينة

كانوا يعوّلون على احتفالات ليلة رأس السنة من أجل إنعاش اقتصادهم، هكذا هم أصحاب محلّات بيع الزينة بنهج “الكوميسيون” بقلب العاصمة تونس، حيث يقول أحد الباعة: “المطاعم والمقاهي والملاهي الليلية كانت تتنافس خلال هذه الأيام على تزيين واجهاتها ومداخلها بشُجيْرات أعياد الميلاد وتزيينها بمصابيح ملوّنة، لكن الاحتفال برأس السنة هذا العام سبقه بلاغ اللجنة العلمية لمجابهة كورونا، مما أفشل فرحة أصحاب هذه المحلات التي كانت تعوّل على هذه الليلة من أجل إدخال ولو القليل من الأرباح لتعوّض به خسائر السنة الصّعبة”.

ويقول آخر: “تشديد الإجراءات الاحترازية لمنع الاحتفالات والتّجمّعات في ليلة رأس السنة، تفاديًا لانتشار فيروس كورونا حالت دون بيع سلعنا وجمع المال”.

ويتابع: “هناك بعض الإقبال لكنّه لا يرتقي إلى مستوى انتظارنا.. لقد خفّضنا من ثمن السلع في محاولةً منّا لإدخال البهجة على بيوت المواطنين التونسيّين خاصةً أننا مررْنا بتلك الظّروف الصّعبة التي عاشها جلّ المواطنين التونسيّين جرّاء انتشار جائحة كورونا وتدهور المقدرة الشرائية”.

ويضيف: “السلع مكدّسة كما ترى، والمواطن يدخل إلى المحل يتفرّج، ويقلّب نظره في المنتوجات لكنّه لا يشتري إلّا نادرًا، وهو أمر منتظر، فالأزمة طالت جيوب التّونسيّين بكافّة مراتبهم الاجتماعيّة”.

محلّات المرطّبات

كان الجميع يتسابقون لشراء كعكة رأس السّنة، لكنْ مع سريان قرار منع التجمعات في ظلّ التداعيات الوخيمة لفيروس كورونا، انكمش بعض التّونسيّين في بيوتهم يبحثون فقط عن سبيل للنجاة من هذه الجائحة.

في المقابل لم يتخلّ عدد كبير من التّونسيّين عن عادة شراء الكعكة وإدخال الفرحة إلى عائلاتهم وأطفالهم، كما يقول عامل بأحد محلات بيع المرطّبات بمنطقة “باردو” (غرب العاصمة): “تلقّينا طلبات عديدة من أجل اقتناء كعكة رأس السّنة، ورغم الجائحة مازال التّونسيّون يُقبلون على الحياة ويأملون في دخول عام جديد ينسيهم ما مرّوا به في السنة المنقضية.

عام جديد وتطلّعات كثيرةالاحتفال برأس السنة لـ2021 يعني ولادة جديدة عام جديد، الكل يتمنّى أن يكون فأل خير، خاصةً وأنّ سنة 2020 لم تحمل لدى كثيرين إلا المآسي والآلام، فهي سنة الوباء والكساد الاقتصادي والاجتماعي.

عام 2020 كان استثنائيّا على جميع الأصعدة وليلة رأس السّنة لن تشذّ عن هذه القاعدة، ستقتصر على احتفالات عائلية بأعداد محدودة، لكن الأمل الأكبر يبقي: انتظار اللقاح ضد كورونا بداية العام.

بوابة تونس#
حرف#
رأس السنة#
كساد#
كورونا#
مهن#

عناوين أخرى