صيحة فزع أطلقها مترجمون عراقيون كانوا يعملون لصالح قوات التحالف الدولي في العراق بسبب التهديدات التي تلقّوها من الجماعات المسلّحة المناهضة للوجود الأمريكي البريطاني هناك، وفق ما أوردته بي بي سي فارسية.
التهديدات التي يتلقّاها ثمانية مترجمين عراقيّين انطلقت منذ سنة تقريبا إثر اغتيال القوات الأمريكية قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس أحد كبار قادة الميليشيات العراقية.
يقول أحد المترجمين لبي بي سي: إنّهم تلقوا تهديدات بالقتل من جماعات مسلّحة، وهناك رسائل تطالبهم بالتخلي عن وظائفهم مع القوات البريطانية في العراق. ويضيف: عملنا أصبح أكثر خطراً لأنّ هذه المليشيات تريد الانتقام من القوات الغربية وتعتبر كل من يتعامل مع الغرب خائن.
التهديدات من كل جانب
يقول المترجمون العراقيون في تصريحاتهم لبي بي سي: إنّ التهديدات صادرة عن قوات شبه عسكرية قوية مدعومة من إيران، وهي جماعات شيعية مسلّحة بأسماء مستعارة، وفق قولهم.
بينما يُرجّح مسؤول أمريكي أنْ مصدر هذه الهجمات والتهديدات التي تطالهم وتطال معاونيهم العراقيّين، هو جماعات إرهابية مسلّحة معادية للغرب ومدعومة من إيران (في إشارة منه إلى القاعدة)، حسب التقرير.
تحركات محسوبة وبطالة بسبب كورونا
المترجمون أصبحوا في وضع صعب، بل إنّ حياتهم أصبحت مهدّدة وفي خطر مُحدِق إذ إنهم لا يتنقّلون إلا قليلا، ورغم أنّ عناوينهم الشخصية غير معروفة، إلا أن المشكلة الحقيقية هي تسرّب هوياتهم لدى الجماعات المسلّحة، مما يجعلهم هدفا سائغا لتلك الجماعات المعادية في أي ساعة من ليل أو نهار.
وحسب تقرير بي بي سي فإن الموظفين العراقيّين لدى القوات البريطانية يناشدون سلطات المملكة المتّحدة لتأمين حياتهم وحمايتهم من خطر لا ذنب لهم فيه.
ورغم حرص البريطانيّين على حماية موظفيهم وتأمين تنقّلهم وبياناتهم الشخصية بالتعاون مع الحكومة العراقية، إلا أنّ مغادرة القوات البريطانية العراق وضعهم وجها لوجه في خطرٍ لا يساوم ودون وقاية ولا حماية.
كما أنّ فقدان وظائفهم بسبب أزمة كورونا في العراق جعل من حياتهم أكثر عسرا وتنقلاتهم وعائلاتهم محسوبة.
غضب في بغداد
في العاصمة العراقية بغداد احتشد مئات الآلاف في ساحة التحرير الأحد 3 جانفي 2021 لإحياء الذكرى الأولى لاغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس أحد كبار قادة الميليشيات العراقية بعد استهدافهم بهجوم صاروخي من قبل القوات الأمريكية يوم 3 جانفي 2020. وطالب المتظاهرون بالقصاص لدماء الرجلين.