من 150 مليون مستخدم شهريا إلى 23 مليون.. جائحة كورونا أثّرت كثيرا في سكايب
أعلن عملاق البرمجيات مايكروسوفت، أخيرا، أنّ المكالمة الأخيرة لخدمة “سكايب” ستكون في 5 ماي المقبل.
ومن تاريخه ستتوقف الشركة المالكة للمنصة، عن خدمة المكالمات الصوتية والفيديو التي استمرّت لعقدين من الزمن، والتي أعادت تعريف طريقة التواصل بين الناس عبر الحدود.
أسباب التخلي
وقالت الشركة في بيان لها إنّ إيقاف سكايب سيساعد مايكروسوفت على التركيز على خدمتها المحلية “تيمز” من خلال تبسيط عروضها في مجال الاتصال.
ولتسهيل الانتقال من المنصة، سيكون بإمكان المستخدمين تسجيل الدخول إلى “تيمز” مجانا على أيّ جهاز مدعوم باستخدام بيانات اعتمادهم الحالية، مع انتقال الدردشات وجهات الاتصال بشكل تلقائي.
قالت شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة مايكروسوفت، إنها ستفصل في عمليات البيع عالميا بين برنامج الدردشة والفيديو “تيمز” وباقة “أوفيس”.
وذلك بعد ستة أشهر من الفصل بينهما في أوروبا في محاولة لتجنب غرامة محتملة تتعلّق بمكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، وفق ما نقله عنها موقع الحرة.
وبذلك، سيكون” سكايب” آخر حلقة في سلسلة من الرهانات الكبيرة التي فشلت مايكروسوفت في التعامل معها، على غرار متصفح الإنترنت “إنترنت إكسبلورر” وهاتفها “ويندوز فون”.
كما أنّ شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى واجهت صعوبة في أدوات التواصل عبر الإنترنت، حيث قامت “غوغل” بعدة محاولات من خلال تطبيقات جديدة.
ورفضت مايكروسوفت مشاركة أحدث الأرقام الخاصة بمستخدمي “سكايب”، وقالت إنه لن يكون هناك أيّ تقليص في الوظائف بسبب هذه الخطوة.
وأضافت أنّ خدمة “تيميز” لديها حوالي 320 مليون مستخدم نشط شهريا.
وعندما اشترت مايكروسوفت “سكايب” عام 2011 مقابل 8.5 مليارات دولار، وهي أكبر صفقة لها في ذلك الوقت، كان لدى المنصة حوالي 150 مليون مستخدم شهري.
ولكن بحلول عام 2020، انخفض هذا الرقم إلى حوالي 23 مليون، رغم الانتعاش القصير الذي حدث خلال الجائحة.
وقالت مايكروسوفت، أخيرا، إنّ “سكايب” كانت جزءًا أساسيا في تشكيل وسائل الاتصال الحديثة.
وأضافت: “إننا فخورون بأننا كنا جزءًا من هذه الرحلة.”
تكنولوجيا غير مناسبة
وتأسّست خدمة “سكايب “عام 2003، وسرعان ما أحدث استعمالها في المكالمات الصوتية والفيديو ثورة في صناعة الاتصالات الأرضية في أوائل العقد الأول من الألفية.
الأمر الذي جعل الشركة اسما معروفا لدى مئات الملايين من المستخدمين.
ويطرح موقع “سكايب” تطوّرا جديدا في أسلوب الاتصالات يتمثل في إمكانية إجراء الاتصالات المرئية بشكل جماعي على الأجهزة الذكية من “آيفون” و”أيباد”، والأجهزة العاملة بنظام “آندرويد”.
ولكن المنصة واجهت صعوبة في مواكبة بقية المنصات الأكثر سهولة في الاستخدام والأكثر موثوقية على غرار “زووم” و”سلاك” التابعين لـ” سيلزفورس” في السنوات الأخيرة.
وكان سبب التراجع أيضا أنّ التكنولوجيا الأساسية لـ”سكايب” لم تكن مناسبة لعصر الهواتف الذكية.
وعندما أدّت جائحة كورونا إلى زيادة الحاجة إلى المكالمات عبر الإنترنت بسبب تزايد عدد الذين يعملون من المنزل، دعّمت مايكروسوفت خدمة “تيمز” من خلال دمجها بشكل كبير مع تطبيقات “أوفيس” الأخرى لاستهداف المستخدمين الذين كانوا في وقت سابق جزءا من قاعدة كبيرة لمنصة سكايب.
وكالات