حقّق الفنان التونسي مرتضى فتيتي، ليلة أمس الأربعاء 19 جويلية، جزءًا من حلمه المؤجّل بالصعود على خشبة مسرح قرطاج الأثري بعد أن أحيا الجزء الأوّل من السهرة التي أمّن جزءها الثاني الفنان المغربي دوزي، وذلك أمام جمهور غفير ناهز عدده الستة آلاف شخص.

مرتضى الذي كان يوم الخامس والعشرين من جويلية 2017،  ضمن البرمجة الموازية للدورة الـ53 من مهرجان قرطاج الدولي، وقدّم عرضه آنذاك في المتحف الأثري بقرطاج، ودّ لو كان عرضه على خشبة المسرح الروماني بقرطاج، وهو ما تحقّق له، ليلة أمس، فكان سعيدا بما أنجز وشارك فرحته جمهوره.

استعدّ فتيتي جيّدا لسهرته المُرتقبة، لكنّ المصدح خذله مع بداية الحفل ليضطرّ إلى تغييره أربع مرات، ومع استتباب الأمر، صعد الراقصون والموسيقيون والتقنيون المرافقون له، وعددهم 65 عنصرا تباعا، مُحوّلين الخشبة إلى لوحة بصرية وجمالية وُظّفت فيها تقنيات متطوّرة منها تقنية ثلاثية الأبعاد.

ومن ثمّة أدّى أمام محبّيه عدة أغان تونسية من كلماته على إيقاعات موسيقية غربية، لاقت تجاوبا منقطع النظير، سيما من الفئات الشبابية.

وغنى “2000 كتاب”، “يا ليل”، “أمان أمان”، “فقري”، “الغربة” و”شدة وتزول” التي أدّاها رفقة ضيف شرف الحفل مغني الراب سنفرا ومختارات غنائية أخرى من رصيده الذي ناهز الـ50 أغنية، حفظها الجمهور عن ظهر قلب، وردّدها معه بقوة على المسرح، ممّا زاد هذا الفنان الشاب حماسا وتوهّجا على الركح.

أغان تحدّثت عن العديد من القضايا ذات الشأن العام مثل استفحال ظاهرة الفساد والرشوة في تونس، واتّساع الهوّة بين الطبقات الاجتماعية، فضلا عن الفقر والبطالة والتهميش.

اختار مرتضى نمطا موسيقيا شبابيا يُزاوج فيه بين الموروث التونسي وإيقاعات موسيقية غربية منها الراب والجاز والريغي، وتمكّن في فترة وجيزة من اكتساح عالم الموسيقى ونجح في حجز مكان له ضمن البرمجة الرسمية لمهرجان قرطاج الدولي.

ومرتضى فتيتي نجم من نجوم تونس والمغرب العربي من موالد 25 جوان 1990، حاصل على الإجازة التطبيقية في مجال النظارات الطبية وشهادة الباكالوريا شعبة إعلامية، التحق بالمعهد الجهوي للموسيقى بسوسة، عازف عود ومطرب وشاعر باللهجة الدارجة، ورث موهبة الشعر من والدته الشاعرة والروائية راضية شهايبي.

واشتهر بأغنية “ما سمعو كلامي”، “برجولية”، “وشمة”، “ملك العشق”، “فقري” و”يا ليل” التي ما تزال تحصد أرقاما مُتقدّمة من المشاهدات على يوتيوب حيث، تخطّت حاجز الـ17 مليون مشاهدة.

ارتقى مرتضى بنفسه إلى النجومية في تونس وليبيا والجزائر عبر اختيارات متميّزة وهادفة، ليكون حديث المنابر الإعلامية المرئية والمسموعة والإلكترونية بتونس وخارجها.

أمّا دوزي، واسمه الكامل عبدالحفيظ الدوزي، فهو مغني بوب وراي مغربي من مواليد 30 أفريل 1985 في حي كولوج بمدينة وجدة شرق المغرب لأب مغربي وأم جزائرية، بدأ الغناء وعرف الشهرة منذ صغره، وهو الآن من أبرز نجوم الأغنية الشبابية في المغرب والعالم العربي.

له في رصيده العديد من الأغاني الخاصة وأخرى مُعادة من المدوّنة الغنائية المغربية، على غرار: “ماني زعفان”، “الولف صعيب”، “حسدونا”، “متبكيش يا لميمة”، “لالة سلطانة”، “عشقك واعر”، “تبكي ولا تشكي”، “يا اللي ناسيني”، “غيابك طال”، “مريامة”، “باغية تجنني”، “آيلي آيلي”، “أنا مغربي”، “دوني لبلادي”، “كلام الناس”، “شوف شوف”، “مدرناش فيك العيب” وغيرها الكثير.. التي غنّى بعضها في الجزء الثاني من حفل أمس، وسط حضور جماهيري محترم العدد من بلده المغرب.. جمهور رفع الأعلام المغربية في تحية لابنه.

دوزي بدا سعيدا بدوره بهذا الصعود الأول له على خشبة مسرح قرطاج، داعب الجمهور وغنّى معه وله إحدى روائع الفنان التونسي عبدالوهاب الحناشي “محبوبي مثّلتك شجرة”، وسط تفاعل كبير من الحضور.

الفنّان المغربي دوزي أثبت “ليلة أمس”، أنّه من جيل الفنانين المغربيين الذين ما انفكوا يُعيدون، على طريقتهم، أمجاد الأغنية المغربية ويعلون صوتها وإيقاعها عربيا وعالميا، بموسيقى مُغايرة وتقنيات صوتية وضوئية متطوّرة، فكسب رهان الجمهور والنقاد، رغم مروره السريع والمقتضب على خشبة قرطاج، لكنّ حلاوة صوته وقوّة حضوره وحرفية فرقته الموسيقية وبراعة طاقمه الفني في الإضاءة والصوت والمتممات الركحية، جعلته نجما ساطعا في قرطاج 2023.

ويتواصل عشاق الموسيقى الإسبانية، الليلة الخميس 19 جويلية، مع حفل الفنانة بويكا.

وتتوزّع بقية العروض على النحو التالي:

22 جويلية: حفل الفنان أحمد سعد (مصر).

24 جويلية: عرض “نوستالجيا” لربيع زموري (تونس).

25 جويلية: عرض “الزيارة 2” (تونس).

26 جويلية: حفل مغني الراب نوردو (تونس).

28 جويلية: عرض “صنديدة” لرؤوف ماهر (تونس).

29 جويلية: حفل الفنان ناصيف زيتون (سوريا).

30 جويلية: حفل بان هاربر (الولايات المتحدة الأمريكية).

1 أوت: عرض “أنغام في الذاكرة 2” لعبدالرحمان العيادي (تونس).

2 أوت: عرض الأخوين بيغفلو وأولي (فرنسا).

4 أوت: سهرة مشتركة لمجموعة “ثلاثي تقسيم” (تركيا)، ومجموعة “ثلاثي جبران” (فلسطين).

5 أوت: حفل الفنان راغب علامة (لبنان).

6 أوت: سهرة مشتركة للفنانة سعاد ماسي (الجزائر) ونسرين جابر (تونس).

8 أوت: حفل الفنان راغن بون مان (بريطانيا).

9 أوت: عرض مجموعة “نينغشيا” (الصين).

11 أوت: حفل الفنان صابر الرباعي (تونس).

12 أوت: عرض “ربوخ” ومجموعة “اركز هيب هوب” (تونس).

13 أوت: حفل الفنانة لطيفة العرفاوي (تونس).

15 أوت: سهرة إفريقية مشتركة بين المغنية يامي آلايد (نيجيريا) والمغني تيكن جاه فاكولي (الكوت ديفوار).

16 أوت: حفل الفنانة يسرى محنوش (تونس).

17 أوت: عرض وان مان شو “فيزا” لكريم الغربي (تونس).

19 أوت: (الاختتام) حفل الفنان محمد حماقي (مصر).