عالم لايف

فيروسات قاتلة.. اختفاء مئات العينات من مختبر أسترالي

ما قصة اختفاء مئات العينات من الفيروسات الخطيرة في أحد المختبرات في أستراليا؟

معتقلو 25 جويلية

باشرت السلطات الأسترالية التحقيق في اختفاء 323 عينة لثلاثة فيروسات قاتلة من مختبر علم الفيروسات الذي تديره الدولة في كوينزلاند.

وعينات الفيروسات هي”هندرا” و”ليسا” و”هانتا”.

 وأفاد وزير الصحة في ولاية كوينزلاند، تيم نيكولز أن “الأمر المثير للقلق هو طريقة نقل هذه العينات إذ تدور التساؤلات حول ما إذا كانت قد أزيلت من مخزن التخزين الآمن أم دمرت دون توثيق.”

وأشار الوزير الأسترالي إلى أنه “لا توجد أية إشارة عن أن العينات تم أخذها أو سرقتها من المختبر.”

ويعتبر فيروس “هيندرا” من الفيروسات حيوانية المنشإ وينتقل إلى البشر.

وانتشر “هيندرا”  عام 1994، في إسطبلات السباق في ضاحية “هيندرا” الأسترالية وتسبب في وفاة مدرب ونفوق 13 حصانا.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن المضيفين الطبيعيين للفيروس هم خفافيش الفاكهة التي قفزت منها العدوى إلى الخيول ثم البشر.

وتفشى الفيروس في جميع أنحاء أستراليا وأودى بحياة عدة أشخاص وحيوانات.

 أما الفيروس الثاني وهو “ليسا” فهو يشبه داء الكَلَب وهو مرض قاتل، في حين لم يسجل أي حالات لإصابة بشرية بفيروس “هانتا”.

وفيروس “هانتا” ينتقل عن طريق الحيوانات وينشأ في الفئران وينتشر في فضلاتها وبولها ولعابها.

ويسبب الفيروس في حال انتقل إلى الإنسان، متلازمة “هانتافيروس” الرئوية والتي تؤدي إلى الحمى والقشعريرة والغثيان والإسهال وتملأ الرئتين بالسوائل.

وحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن العدوى مميتة في 38 بالمائة من جميع الحالات التي تظهر عليها الأعراض.

وفيروس “ليسا” هو شكل من أشكال داء الكَلَب الذي يمكن أن يصيب البشر والثدييات الأخرى.

ولا يوجد بعد لقاح لفيروس “ليسا” القاتل، الذي أدى إلى وفاة ما يقدر بنحو 59 ألف شخص حول العالم كل عام.

ولم تتمكن سلطات كوينزلاند من تأكيد اختفاء العينات إلا هذا الشهر بعد انتظار عام للحصول على موافقة لفتح الثلاجة حيث تم تخزينها.

اختفت منذ 2021

وحسب سلطات كوينزلاند فإنّ “هذه العينات اختفت في عام 2021 لكن المحققين أكدوا أن هذا الخرق وقع في أوت 2023.

وقال كبير مسؤولي الصحة في كوينزلاند جون جيرارد: “تم نقل هذه العينات إلى ثلاجة عاملة دون استكمال الأوراق المناسبة.. وربما تمت إزالة المواد من هذا التخزين الآمن وفُقدت.”

وتشير تقارير إلى أنّ “تلك السلالات الثلاث من الفيروس المتسربة من المختبر تمتلك القدرة على أن تكون مميتة للبشر.

وتقول صحيفة “دايلي ميل” البريطانية إنه تم تكليف وزارة الصحة في كوينزلاند بإجراء تحقيق مستقل في كيفية فقد العينات وكيفية ضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى.

وسيرأس التحقيق قاضي المحكمة العليا المتقاعد مارتن دوبني إلى جانب خبير الأمن البيولوجي الدكتور جوليان دروس كمحقق مشارك.

وقال وزير الصحة في كوينزلاند تيم نيكولز إنه “تم اتخاذ تدابير لضمان عدم حدوث مثل هذا الشيء مرة أخرى.”

وتشمل هذه التدابير إعادة تدريب الموظفين لضمان الامتثال للوائح والتدقيق في جميع التصاريح ذات الصلة لضمان المساءلة والتخزين الصحيح للمواد.

وأضاف نيكولز قوله: “أريد أن أؤكد أنه لم تكن هناك حوادث صحية عامة مرتبطة بهذه المواد ولذلك ليس لدينا أي دليل حتى الآن على وقوع أي حدث نتيجة لفقدان أو تدمير هذه المواد”.

عدم الإفصاح عن اختفائها .. خطير

ونقلت صحيفة النهار اللبنانية عن الأخصائي في الأمراض الجرثومية والمعدية عبد الرحمان البزري قوله إن “الخطر الحقيقي لا يكمن في اختفاء العينات التي مرّ عليها أكثر من عامين، وإنّما في عدم التصريح بهذه الحادثة قبل اليوم.”

ولفت إلى أنّ “هناك مخاوف من أن تشهد مختبرات دول أخرى في العالم حوادث مماثلة من دون الإفصاح عن ذلك.”

وتساءل عن كيفية تسريب هذه الكمية الكبيرة من الفيروسات التي يجب أن تكون تحت رقابة مشددة ووفق شروط صارمة.

وأكد البزري أن السلاح البيولوجي استخدم منذ القدم بطرق مختلفة، منها رمي الجثث الموبوءة إلى المنطقة التي يود الجيش الاستيلاء عليها لنشر مرض الطاعون قبل الدخول إليها.