اعتبر رئيس الاتّحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بالكاف منير لعبيدي، اليوم الاثنين 7 أوت، أنّ موجة بيع الأبقار الحلوب وتخلّص مُربّيي المواشي منها، التي تعيشها ولاية الكاف منذ مدّة، أسفرت عن ظهور عديد الإشكاليات في منظومة الألبان، ممّا أثار عديد التخوّفات من انهيار هذه المنظومة الفلاحية التي ساهمت لفترة طويلة في تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد التونسية من الحليب واللحوم الحمراء.

وأشار لعبيدي إلى أنّ بوادر انهيار منظومة الألبان باتت ظاهرة للعيان في ظلّ تزايد عمليات التخلّص من القطيع وبيع رؤوس الأبقار في الأسواق، نتيجة ارتفاع كلفة الإنتاج وعدم قدرة المُربّين على مسايرة نسق تزايد أسعار الأعلاف المُصنّعة، وندرة الأعلاف الخشنة جرّاء الجفاف الذي ضرب البلاد لثلاث سنوات متتالية.
وحذّر من خطورة المنحى التصاعدي لبيع الأبقار في الأسواق، سيما أنّ الدولة لم تقدّم الدعم اللازم للمُربّين، ولم ترفع في سعر الحليب عند الإنتاج، وذلك رغم الارتفاع المُشطّ لأسعار الأعلاف، مُطالبا بتحديد سعر اللتر الواحد للحليب بما لا يقلّ عن 1800 مليم.
من جهة أخرى، عبّر لعبيدي عن قلقه من عدم توفير أطباء بياطرة بالعدد الكافي في الجهة لضمان سلامة القطيع والتصدّي للأمراض المُعدية، داعيا الحكومة إلى الإسراع بإنقاذ هذا القطاع الفلاحي، وتشريك المهنيين في إيجاد حلول للمسائل العالقة التي تشكّل عقبة أمام مواصلة المُربّين نشاطهم، وفق ما نقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وتشهد السوق التونسية في السنوات الأخيرة فقدان الحليب على فترات متفاوتة، عادة ما تكون مُرتبطة ببداية الخريف مع تراجع الإنتاج وغياب مخزون استراتيجي يُغطّي النّقص المُسجّل، خاصة مع تواصل التفويت في القطيع من قبل المُربّين في ظلّ عجزهم عن مُجابهة الأسعار المرتفعة للأعلاف، وعدم استجابة الجهات المسؤولة لمقترح الزيادة في سعر الحليب.
وكان يحيى مسعود عضو اتّحاد الفلاحة والصيد البحري المُكلّف بمنظومة الألبان، قد حذّر الخميس 13 جويلية من تواصل أزمة الحليب، مشيرا إلى أنّ الوضع أصبح صعبا جدا خاصّة مع ارتفاع كلفة الإنتاج المرتبطة بالأسواق العالمية في ما يتعلّق بالمواد الأوّلية وأيضا بسنوات الجفاف.
وأوضح مسعود أنّ الأزمة أصبحت أزمة إنتاج بامتياز، مضيفا أنّه لا يمكن لوم الفلّاح على التفويت في القطيع رغم أنّهم وجدوا تفاعلا إيجابيا من وزارة الفلاحة ورئاسة الحكومة في الفترة الأخيرة.
وأضاف في تصريح لإذاعة إكسبريس أنّه تمّت المطالبة بالزيادة في أسعار الحليب ب500 مليم في ما يتعلّق بمرحلة الإنتاج منذ مارس الماضي، دون أن يحدث أيّ تفاعل مع هذا المطلب إلى اليوم.
وأشار إلى أنّ المنظومة تُعاني في كلّ حلقاتها، محذِّرا من أزمة مالية خانقة، قال إنّها قد تقضي على المنظومة في سبتمبر القادم إذا لم يتمّ اتّخاذ قرار الزيادة في الأسعار في ظلّ معاناة الإنتاج النباتي للموسم الرابع على التوالي من الجفاف.
ونبّه عضو اتّحاد الفلاحة من انهيار منظومة الألبان والوصول إلى درجة الشحّ في السوق خلال سبتمبر القادم، في صورة تواصل تأخّر قرار الزيادة في أسعار الحليب.