نزل الآلاف من المتظاهرين السبت إلى شوارع باريس ومدن فرنسية أخرى للتظاهر ضد عنف الشرطة، وذلك استجابة لدعوة هيئات من المجتمع المدني. وشهدت مظاهرة باريس بعض الاشتباكات بين محتجين وقوات الشرطة، الأمر الذي وصفه وزير الداخلية، جيرالد دارمانان بأنه “عنف غير مقبول”.
وأظهرت لقطات مصوّرة نشرها قائد شرطة باريس لوران نونيز على منصة إكس (تويتر سابقا)، سيارة شرطة تتعرض لهجوم بقضبان حديدية بينما كانت تسير، وأضاف نونيز أن مصرفا هوجم أيضا، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأشار نونيز في تصريح لقناة “بي.إف.إم” التلفزيونية، إلى أن أحد رجال الشرطة خرج من السيارة حاملا سلاحه، لكنه لم يستخدمه، مضيفا أن المظاهرة استُؤنفت بشكل طبيعي بعد أن تمكنت السيارة من المغادرة. ولفت قائد الشرطة إلى أن ثلاثة أشخاص اعتُقلوا.
وكتب وزير الداخليّة دارمانان في منصة إكس: “نحن نرى إلى أين تقودنا كراهية الشرطة”. 
وكانت عدة جماعات وأحزاب سياسية قد دعت إلى تنظيم مظاهرات في مناطق مختلفة من فرنسا للاحتجاج على ما يثار حول عنف الشرطة واتهامها بارتكاب ممارسات عنصرية.
وكانت فرنسا قد شهدت، يوم 27 جوان 2023، مقتل المراهق الفرنسي من أصول جزائرية “نائل” الذي يبلغ من العمر 17 عاما فقط، وذلك بعدما أطلقت عناصر الشرطة في مدينة نانتير بالضاحية الغربية لباريس النار عليه.
وتسببت الجريمة في اندلاع احتجاجات غاضبة عمّت أنحاء فرنسا، وتعرّضت المئات من أقسام الشرطة والمباني الحكومية للحرق من جانب المحتجين، وأعربت الأمم المتحدة بعد مقتل نائل عن قلقها، وحثت حكومة البلاد على معالجة “قضايا العنصرية العميقة” في أجهزة إنفاذ القانون.
ولدى الشرطة الفرنسية حوادث مشابهة أثارت غضبا واسعا في البلاد، حيث تعرض مراهقان، في 2005، للصعق بالكهرباء أثناء محاولتهما الهرب من الشرطة بعد نهاية مباراة كرة قدم ما أدى إلى وفاتهما، حيث لجأ المراهقان إلى محطة كهرباء فرعية في ضاحية كليشي سو بوا بباريس هربا من الشرطة.