فبركة وتضليل.. الاحتلال يُجبر مدنيين على حمل السلاح لإدانة المقاومة

مازالت الإدانات من منظمات دولية وحقوقية تلاحق جيش الاحتلال، على خلفية اعتقاله مدنيين نازحين في غزة وتجريدهم من ملابسهم وتصويرهم في شكل مُهين.

والخميس، عرض تلفزيون الاحتلال لقطات لما زعم أنهم مقاتلون من “حماس” بعد القبض عليهم وتجريدهم من أغلب ملابسهم، وكانت رؤوسهم محنية، بينما يجلسون في أحد شوارع مدينة غزة.

ويبدو أنّ الخيال الواسع لقادة الاحتلال وتأثّرهم بسينما هوليود، شجّعهم على حبك سيناريو جديد في محاولة لتشويه المقاومة بعد تكبده خسائر كبيرة على مستوى الأرواح والعتاد منذ بدء عدوانه البرّي.

ولم يشفع للاحتلال فشله في مسرحيتي اغتصاب النساء وقطع رؤوس الأطفال عنده انطلاق عملية “طوفان الأقصى” وأيضا العثور على أنفاق للمقاومة في مستشفيات غزّة، ليختار الهروب إلى الأمام هذه المرة بحبك مسرحية لاإنسانية من خلال القبض على مدنيين نازحين في إحدى المدارس، وإجبارهم على حمل السلاح بهدف إدانة المقاومة وتسجيل بعض النقاط في المعركة الخاسرة التي تورّط فيها في ظلّ خسائره الكبيرة وحالة الغليان من قبل الإسرائيليين في وجه قادتهم وعلى رأسهم نتنياهو.

ورغم محاولة الاحتلال حبك مسرحيته بكل إتقان إلاّ أنّه أغفل عديد الجزئيات التي ورّطته على غرار ما حصل في مسرحية اكتشاف أنفاق للمقاومة في المستشفيات والعثور على أسلحة وخرائط إلى غير ذلك من الأكاذيب.

وعند مشاهدة الفيديو الذي نشره الاحتلال حتى النهاية، يمكن ملاحظة أنّ أحد المدنيين لا يحرّك البندقية من يده اليسرى إلى يده اليمنى، ولكنّ الصورة التي شاركها الكثيرون تظهر بوضوح المسدس في يده اليمنى عندما يضعه في الكومة، وهو ما يعني أنّه قد فعل ذلك مرّتين على الأقل.

وأشار العديد من الأشخاص إلى أن هذا الفيديو الذي تم نشره بعنوان “استسلام حماس” تم تمثيله، مع عدة لقطات، حيث تُظهر الصورة على اليسار رجلا يحمل مسدسًا في يده اليمنى، ويظهر مقطع فيديو آخر نفس الرجل وهو يحمل البندقية بيده اليسرى.

نقطة أخرى تُثبت زيف رواية الاحتلال وفبركة الفيديو، وهي أنّه ليس من المنطقي إجبار أشخاص على خلع ملابسهم وهم ما زالوا مسلحين، والبديهي التأكّد مسبقا أنّهم لا يملكون أسلحة أو قنابل.

وبطبيعة الحال، فإن الحسابات غير المؤثرة ووسائل إعلام الاحتلال تشارك دون انتقاد اللقطة المنسقة للغاية التي تم تنظيمها، خاصّة أنّ لديه ملايين المشاهدات، وهي بالطبع محاولة لإذلال الفلسطينيين ورفع الروح المعنوية للاحتلال.

وأشارت عديد التقارير الحقوقية إلى أنّ الذين صوّرهم الاحتلال في شكل مسلحين يتبعون المقاومة هم مدنيون أبرياء عزّل نازحين في مدرسة تحولت إلى مركز إيواء بسبب العدوان والمجازر الصهيونية.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال اعتقل عشرات المدنيين الفلسطينيين بعد التنكيل الشديد بهم وتعريتهم كليا من ملابسهم على إثر حصارهم منذ أيام داخل مركزين للإيواء في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وتلقى المرصد إفادات بشن قوات الاحتلال حملات اعتقال عشوائية وتعسفية بحق النازحين وبينهم أطباء وأكاديميون وصحافيون ومسنون، من داخل مدرستي خليفة بن زايد وحلب الجديدة وكلاهما تابعتان لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

من جهتها قالت صحيفة “العربي الجديد”، إن أحد المعتقلين هو مراسلها ضياء الكحلوت.

وأضافت أنها تدين بشدة الاعتقال المهين لمراسلها ومدنيين آخرين وحثت المجتمع الدولي وجماعات حقوق الإنسان على إدانة اعتقال الصحافيين.

ودعت “لجنة حماية الصحافيين” إلى إطلاق سراح الكحلوت.

وذكرت اللجنة، (غير حكومية) مقرها الولايات المتحدة، في بيان، أن جيش الاحتلال اعتقل الخميس مراسل ومدير مكتب صحيفة “العربي الجديد” الكحلوت وعددا من أفراد عائلته، بعد تجريدهم من ملابسهم وضربهم.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *