تونس

فاجعة مستشفى جندوبة…مصعد معطل منذ 2016 وزيارات استعراضية لم تغير الواقع

أثارت فاجعة وفاة الطبيب الشاب بدر الدين العلوي البالغ من العمر 26 عامًا مساء الخميس 3 ديسمبر، حالةً من الإحتقان في صفوف كافة أطباء وموظفي مستشفى جندوبة.


وحسب شهود عيان فإن الضحية استخدم مصعد المستشفى في حدود الساعة السابعة مساء تقريباً للنزول إلى الطابق الأرضي لمعاينة مرضاه، لكنه لقي حتفه، لأن المصعد فتح عن هوة سحيقة، أي لم يكن يعمل، ما أدى إلى سقوط الضحية. شهادات من داخل المستشفى تقول بأن المصعد كان يخضع للصيانة لكن ولا علامة تحذيرية أو إشارة على أنه ليس في وضع استخدام أو أن استخدامه قد يشكل خطرًا، كانت تنبه العاملين في المستشفى.


هذا المصعد معطّل منذ سنوات، ففي 2016 تمّ التنبيه عبر وسائل التّواصل الاجتماعي إلى خطر حمل المرضى عبر الدّرج وما يتكبدّه العمال من عناء لإيصال مريض إلى أي قسم من أقسام المستشفى.


المشيشي كان هناك

في زيارته إلى ولاية جندوبة سبتمبر الماضي، اطلع رئيس الحكومة هشام المشيشي على طريقة عمل المرافق الضرورية والمراكز الحيوية بالجهة، وأبلغته مكونات المجتمع المدني بنقائص المستشفى الجهوي، لكن القرارات التي أعقبت زيارته يبدو أنها لم تنفذ.


وزير الصحة فوزي المهدي كان أدّى زيارة عمل إلى المستشفى المذكور في أكتوبر 2020 واطّلع على النّقائص ووعد بتوفير معدّات وتجهيزات والقيام بالإصلاحات الضّروريّة لضمان حسن سير العمل بالمؤسسة الاستشفائية.
أما وزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي فزار بدوره بشكل فجائي المستشفى الجهوي بجندوبة في ماي 2020 للاطّلاع على حسن سير العمل والاطلاع بنفسه على النقائص لتلافيها، كذلك لم يحدث أي تغيير.

مكوّنات المجتمع المدني بولاية جندوبة كانت نبّهت أكثر من مرة إلى مشكلة المصاعد في المستشفى الجهوي ونسّقت مع فني مختص تطوع مجانًا قصد القيام بعملية الصيانة على أن يتكفل المستشفى باقتناء قطع الغيار، لكن تم عرقلة المبادرة بحجة أن المصاعد مازالت في مرحلة الضمان.


سلسلة الزّيارات السابقة لمسؤولين إلى المستشفى الجهوي بجندوبة لم تغير من واقع المستشفى ولا من حالة بنيته التحتية المهترئة وكانت النتيجة وفاة طبيب شاب بسبب مصعد معطل منذ سنوات.