ثقافة

فائزة مسعودي لبوابة تونس: 7 أكتوبر أسقط أقنعة الغرب وتمويلاته الخبيثة

“التمويل الخارجي في السينما التونسية يعكس اتفاقا ضمنيا بقبول التدخّل في المضمون والطرح الفكري والمقاربات الجمالية”.. صحفية تونسية تصرّح
قالت الصحفية والناقدة الفنية فائزة مسعودي في تصريح لبوابة تونس: “إنّ إشكالية التمويل الخارجي للسينما التونسية، وما تعكسه من سلبيات على مستوى الصورة النمطية التي يقع تصديرها للمشاهد في الداخل أو الخارج تمثّل مأزقا يتخبّط فيه كلّ من المبدع والمشاهد”.
وتسترسل: “وبما أنّ السينما هي انعكاس صادق لصورة البلاد في الخارج، يجد المبدع نفسه بين المطرقة والسندان، أي بين قلّة الإمكانيات المتاحة في بلاده والعجز عن تحقيق طموحه من ناحية، والاستسلام لرغبات المموّل الأجنبي على مستوى نوعية السينما المطلوبة أو المفروضة لتوفير إمكانيات التوزيع والمشاركة في كبرى المهرجانات الدولية، وحتى نيل جوائز تزيد في وهم تألّق المبدعين ووهم وجود حركة سينمائية في البلاد واستقلاليتها، من ناحية أخرى”.
كلام مسعودي جاء ردّا على سؤال بوابة تونس، هل قدر السينما التونسية لطرق المهرجانات العالمية والحصول على الجوائز الدولية الاستنجاد بالتمويل الأجنبي وما يُمليه من التطرّق إلى ثنائية تابو الجنس والإرهاب؟ أم أنّ المشهد تغيّر اليوم؟
وتشدّد الصحفية التونسية الناطقة بالفرنسية، بقولها: “يكاد يكون جليا التأكيد أنّ الحصول على التمويل الخارجي لدعم المشاريع السينمائية والقبول به، هو في الحقيقة اتفاق ضمني وسماح بالتدخّل على مستوى المضمون والطرح الفكري والمقاربات الجمالية”.
ومن ثمة -تُوضّح مسعودي- تصبح المشاريع مرآة تعكس أجندات أجنبية، وتخدم مصالح خارجية، ولا تتجاوز الصورة النمطية التي يريدون تسويقها حسب رغباتهم.
وهي في ذلك، تقول: “فالمشاركة والظفر بالجوائز لا يتعدّيان حسابات ضيّقة وذاتية تحسم من الأول، وليس لدوافع فنية أو مقاربات جمالية مهمة أو تميّز على مستوى الخلق والإبداع”. ومع ذلك، تُقرّ مسعودي، بأنّ لتونس العديد من الكفاءات الإبداعية التي إن توفّرت لها الإمكانيات اللازمة بعيدا عن التدخّل الخارجي، تُصبح قاردة -دون شكّ- على التألّق ومُنافسة بعض الإنتاجات السينمائية الغربية.
وتخلص فائزة مسعودي في ختام تصريحها لبوابة تونس إلى أنّ طرح هذا الموضوع اليوم، أي في ما بعد 7 أكتوبر وطوفان الأقصى، يُعتبر من قبيل الأولويات المستعجلة والحارقة.
وتوضّح: “فما بعد 7 أكتوبر سقطت الأقنعة واتّضحت النوايا الخبيثة، وصار لا بدّ من التحرّك الداخلي، وإيجاد سبل بديلة للتمويل وتحميل السياسات الثقافية مسؤولية النهوض بالسينما التونسية خاصة، والمشهد الإبداعي العربي عامة”، وفق تقديرها.