ثقافة

فائزة المسعودي لبوابة تونس: الاقتباس من النصوص العالمية لا يُقلّل من قيمة المسرح التونسي

صابر بن عامر

معتقلو 25 جويلية

قالت الصحفية والناقدة المسرحية فائزة المسعودي: “ليس ثمة شكّ في أن المدوّنة المسرحية التونسية تشكو من فراغ كبير على مستوى الكتابة النصية، وذلك لانعدام وجود مؤلفين مسرحيين مختصين، رغم مجهودات البعض من الكتاب المهمين، ونذكر منهم على سبيل المثال: المرحوم الحبيب بولعراس، وعزالدين المدني، ورجاء فرحات، وجليلة بكار، ونورالدين الورغي، وعبدالحليم المسعودي وغيرهم من الأسماء اللامعة”.

وتوضّح المسعودي مجيبة عن سؤال بوابة تونس حول ظاهرة الاقتباس من النصوص العالمية في المسرح التونسي، هل هي ظاهرة صحية أم ضرورة فنية لندرة النصوص القيّمة؟

فتقول: “مع ظهور الكتابة الجماعية انطلاقا من الارتجال وفكرة موت المؤلف أدّى إلى المزيد من تهميش دور المؤلف والاشتغال على النصوص العالمية، واستسهال الكتابة الارتجالية، إلى جانب ما دعّمه المسرح المابعد الدرامي من إهمال للنصّ في انتصار لكتابة جديدة تُهمل البعد الدرامي”.

ومع ذلك، تعترف “أنّ هذا العامل لا يُشكّل السبب الرئيسي في توجّه بعض صناع العرض نحو النصوص العالمية إما ترجمةً أو اقتباسا أو تعريبا”.

فالمسعودي ترى في الرجوع إلى النصوص الكبرى ضرورة فنية لأهميتها، وهي -في نظرها- صالحة لكل زمان ومكان، ويُمكن مقاربتها بطرق متعدّدة.

وتشرح: “المقاربات الجمالية للنص ذاته تختلف من فنان إلى آخر، ومن رؤية إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى، ومن زمن إلى آخر، وهي ليست ظاهرة خاصة بتونس، بل حتى في البلدان الغربية التي لها تاريخ مسرحي عظيم ورصيد كبير من النصوص ومن الأسماء المرجعية في مجال التأليف المسرحي، لا تتردّد في العودة إلى الريبارتوار المسرحي العالمي”.

 وتعترف المسعودي بأنّ الاقتباس وتوْنَسة نص عالمي “هي كتابة أخرى للنصّ يُمكن أن تكون مهمة ومتحرّرة من الكتابة الأصلية، بل ربما تتجاوزها”، وفق تقديرها.

كتابة قالت عنها: “هي كتابة جديدة يُمكن تطويعها للاستجابة للراهن التونسي”، ضاربة في ذلك مثال العمل المسرحي الأخير لفاضل الجعايبي “آخر البحر” الذي اشتغل فيه على نص عالمي للشاعر التراجيدي اليوناني أوريبيد تحت عنوان “ميديا”، لكنه أعاد صياغة الحكاية بطريقة مغايرة تماما، ومتجاوزة للحكاية الأصلية، وقد نجح بامتياز في تطويعها لطرح القضايا والشواغل في علاقة بالراهن التونسي، وهو ما يُحسب للجعايبي”.

عدسة: كريم كمون