إطلاق تحالف قانوني دولي يسعى إلى دفع الدول باتجاه محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب
أعلن مدير “المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين” طيب علي، إطلاق مبادرة دولية باسم “غلوبال 195″، لملاحقة الإسرائيليين المتورطين في ارتكاب جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.
وبمبادرة من المركز، أُطلق تحالف قانوني دولي تحت مظلة “غلوبال 195″، لضمان محاكمة على مستوى العالم للإسرائيليين ومزدوجي الجنسية المتورّطين في جرائم الحرب بغزة.
ويستند التحالف إلى إنشاء شبكة دولية للمساءلة تمتد عبر 4 قارات، وتستخدم الآليات القانونية الوطنية والدولية لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب بغزة، وتسعى إلى استصدار أوامر اعتقال وبدء الإجراءات القضائية بحقهم.
وتستهدف المبادرة جنودا من الجيش الإسرائيلي وكبار الضباط والمسؤولين السياسيين المتهمين بانتهاك القانون الدولي.
ومن خلال المبادرة يعمل “المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين” على تنسيق الجهود مع محامين ومؤسسات قانونية في دول عديدة، لضمان تقديم المسؤولين عن الجرائم إلى العدالة.
وحظيت المبادرة بدعم محامين ومنظمات مجتمع مدني من بريطانيا وكندا وتركيا والنرويج وماليزيا والبوسنة والهرسك، مما يعزز جهودها في تحقيق المساءلة القانونية على المستوى العالمي.
أدلة موثقة
ونقلت وكالة الأناضول عن مدير المركز طيب علي، قوله إن المركز عمل خلال الأشهر الـ 18 الماضية على جمع الأدلة حول جرائم الحرب المرتكبة في غزة.
وأفاد: “امتلاك غلوبال 195 عددا كبيرا من الأدلة التي تم توثيقها وفقا للمعايير الجنائية البريطانية“.
وأضاف أن “هذه الأدلة توفر صورة واضحة للغاية حول الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، مما دفع المركز إلى إطلاق المرحلة الثانية من المساءلة عبر مبادرة غلوبال 195“.
وفي 21 نوفمبر 2024 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
ومبادرة “غلوبال 195″، كما أوضح علي، “تسعى إلى تشكيل فرق قانونية مستقلة في كل دولة، وأطلقنا على المشروع اسم غلوبال 195 لوجود 195 دولة بالعالم. وهدفنا هو أن يمتد نطاق المبادرة إلى جميع أنحاء العالم“.
وأفاد أن “المبادرة تهدف إلى تمكين المجموعات القانونية والمنظمات من استخدام الأدلّة المتاحة لتقديم شكاوى قانونية إلى السلطات المحلية، والشروع في ملاحقات قضائيّة، لضمان محاسبة المتورّطين في جرائم الحرب“.
وتابع: “إذا لم تقم السلطات بفتح تحقيقات أو اتخاذ إجراءات قضائية، فستعمل فرقنا على إصدار أوامر اعتقال وإطلاق ملاحقات قضائية فردية“.
ووقَّعت 124 دولة، ليس بينها “إسرائيل” ولا الولايات المتحدة، على “ميثاق روما” المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، ولذلك فإن تلك الدول ملزمة باعتقال نتنياهو أو غالانت، بمجرّد وجود أحدهما داخل حدودها.
وقال علي إن بعض الدول قد تواصل حماية المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب، “فمثلا، من المستحيل أن تفكر الإدارة الأمريكية الحالية في ملاحقة أي إسرائيلي قضائيا“.
واستدرك: “لكن هذا لا ينطبق على جميع الدول. سافرنا حول العالم والتقينا مسؤولين رفيعي المستوى من سفراء ووزراء خارجية وعدل وحتى رؤساء دول“.
واستطرد: “يمكنني تأكيد وجود إرادة لاتخاذ إجراءات تفضي إلى ملاحقة مرتكبي جرائم حرب، لكن القدرة على التنفيذ ليست متاحة دائما، ولهذا حظيت مبادرتنا بترحيب حكومات عديدة، وسنعمل معا لضمان تحقيق العدالة“.
ملء فراغ قانوني
ووفق مدير فرع المركز في كندا شين مارتينيز فإن الهدف الأساسي من المبادرة هو ملء الفراغ القانوني الذي تتركه الحكومات المترددة في اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأضاف مارتينيز للأناضول: “يذهب العديد من الأشخاص الحاملين لجنسيات أجنبية من بريطانيا وكندا وغيرها من الدول للانضمام إلى الجيش الإسرائيلي“.
وتابع: “ورغم الاشتباه في تورطهم في جرائم حرب أو أنشطة غير قانونية، فإن حكوماتهم لا تتخذ أي إجراءات قانونية ضدهم“.
وأوضح مارتينيز أن “مبادرة غلوبال 195 تسعى إلى دفع الدول باتجاه محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب، عبر اتخاذ خطوات قانونية مستقلة“.
وختم قائلا: “سنلجأ إلى الملاحقات القضائية الخاصة، ونعمل مع الشركاء حول العالم على زيادة الوعي، والضغط على الحكومات المترددة لدفعها إلى التحرك لضمان تحقيق العدالة“.