لليوم الـ319 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية ومراكز الإيواء.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ40 ألف شهيد، وأكثر من 92 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وقد أسفر القصف الإسرائيلي لأهداف مدنية بينها سوق في دير البلح ومدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة عن استشهد أكثر من 50 فلسطينيا، اليوم الثلاثاء.
وفي أحدث المجازر الإسرائيلية، نقلت مصادر إعلامية إن طائرات الاحتلال المسيرة أطلقت عدة صواريخ على منطقة البركة في دير البلح بوسط قطاع غزة مما أسفر عن استشهاد 12 شخصا معظم أطفال ونساء.
وتضمّ منطقة البركة، التي تقع وسط مدينة دير البلح، سوقا شعبيا وهي مكتظة بعشرات الآلاف من النازحين، ومصنفة من ضمن “المناطق الآمنة”.
وكان العديد من الموجودين وسط دير البلح قد نزحوا إليها من المناطق الشرقية للمدينة إثر إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلائها.
كما تعرّضت دير البلح ظهر اليوم لقصف أسفر عن 5 شهداء، بحسب المصادر الفلسطينية.
قصف مدرسة
وفي وقت سابق اليوم، قصف الجيش الإسرائيلي مدرسة مصطفى حافظ التي تؤوي نازحين غربي مدينة غزة مما أسفر عن استشهاد 12 فلسطينيا. وأدى القصف إلى إصابة عدد من الفلسطينيين معظمهم من الأطفال.
وكانت مدرسة مصطفى حافظ تعرّضت للقصف سابقا في سياق الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، وهي تجاور مدارس تابعة للأمم المتحدة كانت قد تعرضت أيضا للقصف خلال التوغلات الإسرائيلية البريّة في المنطقة.
وتعليقا على المجزرة، قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إن القصف الإسرائيلي على مدرسة في غزة تؤوي آلاف النازحين تأكيد لإصرار حكومة الاحتلال على حرب الإبادة.
وحمّلت الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته المسؤولية الكاملة عن استمرار المجازر الإسرائيلية.
ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين
وذكرت منصات فلسطينية، أن القصف الإسرائيلي على مدرسة “مصطفى حافظ” أسفر عن استشهاد الصحفي الفلسطيني حمزة مرتجى، شقيق الصحفي الشهيد ياسر مرتجى.
وباستشهاد حمزة، يرتفع إجمالي عدد الصحفيين الذي اغتالهم الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه الوحشي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 170 شهيدا.
والاثنين، استشهد الصحفي إبراهيم مروان محارب برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطيته لعملية توغل نفذتها الآليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
ويتعمد الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء عدوانه الوحشي على قطاع غزة، استهداف الصحفيين والطواقم الإعلامية، ما تسبب في “مذبحة” بحق الصحفيين.
وحذرت وسائل إعلام فلسطينية ودولية مرارا، من استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للطواقم الإعلامية في قطاع غزة، ودعت إلى توفير الحماية لهم، وسط تجاهل إسرائيلي لتلك الدعوات.
عمليّات المقاومة
في التطوّرات العسكرية، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم أنها استهدفت جرافة عسكرية بعبوة صدمية في حي تل السلطان غربي مدينة رفح.
من جانبها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم أنها قصفت بالاشتراك مع قوات عمر القاسم وكتائب شهداء الأقصى خط الإمداد لقوات الاحتلال الإسرائيلي في محور نتساريم وسط قطاع غزة.
كما قالت سرايا القدس إنها قصفت بقذائف الهاون تجمعا لآليات وجنود الاحتلال المتوغلين بمنطقة القرارة شمال شرق مدينة خان يونس.
وفي نفس الإطار، أعلنت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، أنها قصفت بوابل من قذائف الهاون تجمعا لجنود الاحتلال وآلياتهم العسكرية المتوغلة بمنطقة القرارة.
وكانت كتائب القسام أعلنت في وقت سابق أنها اشتبكت فجر أمس الاثنين مع قوة إسرائيلية خاصة من نقطة الصفر وقتلت 3 من أفرادها في حي تل السلطان غربي رفح.
وقالت كتائب القسام إنها استهدفت قوة إسرائيلية متحصنة داخل أحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد جوار مدرسة القادسية، كما استهدفت قوة إسرائيلية أخرى متحصنة داخل أحد المنازل بقذيفتين في المخيم الغربي بحي تل السلطان.
الاحتلال ينتشل جثث 6 من أسراه
أعلنت قوّات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، أنه تمكّن خلال عملية ليلية من انتشال ست جثث لأسرى كانوا محتجزين في قطاع غزة.
وقال “الجيش” إنه جرى العثور على الجثث في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع، مضيفا أنه تم إخطار عائلات الرجال الستة.
وذكرت تقارير إعلامية أن أعمار خمسة من الرجال تتراوح بين 35 و80 عاما. وكان الجيش أعلن بالفعل وفاة العديد منهم، وقد كانوا جميعا على قيد الحياة عندما اختطفوا.
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعملية وقال “تتألم قلوبنا للخسارة الرهيبة”.
وذكر في بيان: “ستواصل دولة إسرائيل بذل كل جهد لاستعادة جميع مواطنينا المخطوفين، الأحياء والأموات”.
وبحسب البيانات الإسرائيلية، لا تزال حركة حماس تحتجز 109 أسيرا، تم إعلان وفاة 36 منهم، بينما يعتقد أن 73 منهم ما زالوا أحياء، حسبما ذكرت متحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية.