كشفت وسائل إعلام أوروبية عن تلقّي الشرطة السويدية عدّة طلبات لحرق الكتب المقدّسة في أماكن متفرّقة من ستوكهولم.
وتحدّثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، اليوم الجمعة 14 جويلية، عن مخاوف إسرائيلية على خلفية التقارير التي تفيد موافقة الشرطة السويدية على طلب أحد الأشخاص بحرق نسخة من التوراة، غداالسبت، أمام سفارة الكيان المحتلّ في العاصمة ستوكهولم.
وقالت الصحيفة إنّ الواقعة المرتقبة غدا السبت، تأتي بعد أكثر من أسبوعين من السّماح لشخص بحرق نسخة من المصحف أمام مسجد مركزي في العاصمة السويدية.
وأضافت: “ليس من الواضح بالضبط من الذي يسعى إلى إشعال النار في الكتاب المقدّس، ولكن يبدو أنّه يريد أيضا القيام بذلك من أجل تحدّي التزام السويد بمبدإ حرية التعبير، وهو المبدأ الذي دفعها إلى الموافقة على حرق المصحف”.
وأشارت إلى أنّ “قادة مسلمين ويهود يمارسون، وراء الكواليس، ضغوطا على الرجل للامتناع عن حرق الكتاب المقدّس”، لافتة إلى “عدم نجاح هذه الجهود بعدُ”.
وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن الحاخام موشيه دافيد هكوهين، الذي يرأس كنيسا للمجتمعات الإسكندنافية، قوله: “هذا ليس حادثا معاديا للسامية أو موجّها بشكل خاص ضدّ اليهود، هذه محاولة لتحدّي حرية التعبير وإساءة استخدامها جرائم الكراهية”.
وأردف: “يريد هذا الشخص أن يرى ما إذا كان النظام منافقا، وما إذا كان سيسمح بحرق الكتاب المقدّس تماما كما سمح بحرق القرآن”.
وشدّد الحاخام على معارضة الجالية اليهودية في السويد لحرق القرآن، وقال إنّها “تقف إلى جانب الجالية المسلمة”.
و لفتت الصحيفة إلى أنّ وزير شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية الإسرائيلي أميخاي شيكلي، كتب إلى رئيس الوزراء السويدي أولاف كريسترسون الأسبوع الماضي يطلب منه الأمر بمنع حرق الكتاب المقدّس.
وقال شيكلي في رسالته: “أتوجّه إليكم للتعبير عن صدمتي العميقة وإدانتي وقلقي بشأن 3 طلبات قُدّمت إلى الشرطة السويدية الأسبوع الماضي لتنظيم فعاليات سيتمّ فيها حرق لفائف التوراة والكتاب المقدّس أمام السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم كتعبير رمزي عن حرية التعبير”.
وأردف: “أدعو الحكومة السويدية إلى اتّخاذ إجراءات سريعة ومنع حدوث هذه الكراهية المشينة، لا مكان لمثل هذا التعصّب بين الديمقراطيات الليبرالية في العالم، وخاصّة في هذه الدولة التي تفتخر بتفانيها في حماية حقوق أقلياتها”.
بدوره، نوّه وزير خارجية السويد، توبياس بيلستروم، في رسالة إلى شيكلي “رفض” بلاده جميع الأعمال المعادية للسامية، لكنه تحدّث في الوقت ذاته عن كون حرية التعبير “حق دستوري” في السويد.
وقال في رسالته: “اسمحوا لي أن أؤكّد لكم أنّ الحكومة السويدية ترفض بشدّة جميع الأعمال المعادية للسامية، ونحن ملتزمون بمكافحة معاداة السامية”، وفق “يديعوت أحرونوت”.
لكنه أضاف: “في السويد حقّ دستوري في حرية التعبير والتجمّع والتظاهر، وتتّخذ السلطات المختصّة قرارات السماح بالتظاهر بشكل مستقلّ، وتأسف الحكومة السويدية بشدّة عندما يحاول المتطرّفون زرع الانقسام في مجتمعنا، حتى عندما ينخرطون في أعمال محمية بموجب الدستور”.
وتابع: “تدرك الحكومة جيّدا أنّ الناس من مختلف الأديان يتعرّضون للإهانة الشديدة من حرق الكتب المقدّسة، إنني أتطلّع إلى تعميق حوارنا مع إسرائيل، بما في ذلك محاربة معاداة السامية وجميع أشكال التعصّب الأخرى”.
وتحدّثت وسائل إعلام أوروبية، بينها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، عن تلقّي الشرطة السويدية عدة طلبات لحرق الكتب المقدّسة في أماكن متفرّقة من البلاد.
وذكرت أنّ الطلبات وصلت إلى الشرطة في أعقاب واقعة حرق القرآن الكريم، في 28 جوان الماضي.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أنّ من بين الطلبات المرسلة إلى الشرطة السويدية، “طلب رجل (30 عاما) بحرق نسخ من الإنجيل والتوراة أمام السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم في 15 جويلية”.
وقالت إنّ الشاب ذكر في طلبه، أنّ موقفه بمثابة “ردّ على واقعة حرق المصحف نهاية جوان، وتجمّع رمزي من أجل حرية التعبير”.
يُذكر أنّ الشرطة السويدية تلقّت أيضا طلبا من سيّدة (50 عاما) لحرق نسخة من القرآن الكريم، أمام مسجد في ستوكهولم، وفق المصدر ذاته.
وفي 28 جوان الماضي، مزّق المواطن العراقي المقيم في السويد سلوان موميكا (37 عاما)، نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي بعد أن منحته الشرطة تصريحا بذلك بموجب قرار قضائي، الأمر الذي قُوبل بموجة استنكار وتنديد واسعة في العالمين العربي والإسلامي.