لايف ستايل

غالب وليلى …قصة حب ولدت في غرفة الأخبار وتحدت الوباء


يقال إن الواقع أشد إثارة وتشويقا في تفاصيله من الخيال، لعل هذا القول ينطبق على قصة غالب وليلى الصحفيين بالتلفزيون البوسني.

تفاصيل أشبه بحبكة رومانسية من وحي السينما أو الروايات الحافلة بمخاض العشق والهوى، لكن تفاصيلها تجسدت على أرض الواقع السنة الماضية.

غالب غيستش وليلى ليجبا ولد حبهما من النظرة الأولى في غرفة الأخبار وخلال مداخلة مباشرة على الهواء ليكتسي الحوار بين المراسل الإخباري ومقدمة النشرة أعراض الوله في دقائق معدودة.

منتصف العام 2020 كان غالب الصحفي البوسني قد أنهى خمس سنوات من العمل مراسلا لقناة “نوفي بازار” البوسنية، تجربة جعلته على اطلاع ومعرفة دقيقة كما يروي في حواره لإحدى الصحف المحلية بكل الفريق العامل بالمؤسسة من المدير إلى الفريق التقني والمحررين وصولا إلى العاملين في المطبخ.

طوال سنوات عمله في التلفزيون لم يسبق لغالب اللقاء بليلى أو التعرف عليها بشكل شخصي رغم أنها من الوجوه الإعلامية المعروفة في بلادها، وتتصدر عديد اللوحات الاعلانية في مدينة بازار البوسنية.

حب في نشرة الأخبار

“وينظم إلينا مراسل قناة نوفي بازر للحديث عن أبرز مستجدات الوضع الوبائي و الصحي لفيروس كورونا”، هكذا بدأ اللقاء حين  بدأت ليلى أواسط شهر جويلية/يوليو الماضي تقديم العرض الإخباري اليومي الحديث مع غالب الذي لم يتوقف عن التحديق في زميلته الجميلة طوال مداخلته المباشرة.

ثلاث ثوان من الصمت لم ترتفع خلالها عينا ليلى عن المراسل حتى اضطر المخرج إلى التدخل، “ماذا يحدث؟ ليلى هل ستستمرين في النظر إلى المراسل هكذا … إطرحي أسئلة أخرى أو أنهي المقابلة”

قطعت كلمات المخرج سحر اللحظة بالنسبة إلى ليلى التي عادت لاستكمال نشرتها، لكنها بالمقابل فتحت أمام غالب آفاق لم يفكر للحظة بإعادة استحضارها بعد فشل تجربة زواجه الأول منذ سنوات طويلة.

بحث سريع على الفيسبوك وبضعة اتصالات مع زملاء مشتركين بالقناة كانت كفيلة بالحصول على رقمها.

بدأت المكالمة الأولى بشكل طبيعي، حديث عن مسائل مهنية بحتة قبل أن يقول غالب بشكل مفاجئ: “هل تعلمين أنك ستصبحين زوجتي؟”.

كان وقع المفاجأة على ليلى المضربة بدورها عن الارتباط مذهلا بعد أن تحول  أول اتصال هاتفي إلى طلب زواج وغلبت  ضحكتها على الموقف.

مكالمة كانت بمثابة الحدث القادح لتلهب بعدها المشاعر بين غالب وليلى وتتحول الاتصالات الهاتفية إلى ساعات من الأحاديث التي لا تنتهي.

كانت الإجراءات الاحترازية وغلق الحدود في البلقان قد تسببت في منع غالب من مغادرة صربيا إلى البوسنة لأسابيع طويلة و لم يتمكن من السفر الا في الثلاثين من أوت/أغسطس الماضي للقاء حبيبته.

كان اللقاء الأول حافلا، خلال رحلة على متن “الترام”… “تزوجني” قال لها وهو يسحب الخاتم ويقدمه ليلى وسط تفاعل الراكبين والمسافرين الذين سجلوا بهواتفهم اللحظة ليتحول الصحفيان العاشقان إلى عنوان للحدث ومادة دسمة للأخبار.

زواج تحت حصار الكورونا

لم يكن الزواج في البوسنة في تلك الفترة أمرا يسيراً نتيجة الاحتياطات الصحية التي تمنع التجمعات، الأمر الذي جعل إقامة المراسم الدينية في المسجد مستحيلا وخاصة أن السلطات البوسنية تشترط إقامة المراسم الدينية بعد العقد المدني لمنع تعدد الزوجات، ما دفع الحبيبين الى تحدي الوباء والمضي قدما في خطتهما بنقل المراسم الى تركيا.

جرت المراسم الدينية للزواج في أكتوبر 2020 في المسجد الأزرق في إسطنبول لتتوج قصة حب جامحة من النظرة الأولى، وحضرها محمد نجل غالب من زوجته السابقة والذي ساعد في الحصول على الترخيص من السلطات التركية لإقامة المراسم، وسبقتها رحلة بحث مضنية على شهود لإتمام الإجراءات الشرعية للعقد في شوارع إسطنبول وعلى صفحات فيسبوك والتي بدت أشبه بمدينة أشباح في تلك الفترة، نتيجة الوضع الصحي وتفشي موجة جديدة من العدوى كما يروى الزوجان في حديثهما عن رحلة الزواج المجنونة.

“قبل أن أتعرف على غالب لم أكن أصدق أسطورة الحب من النظرة الأولى وتلك الأشياء المجنونة التي لا تحدث إلا في مشاهد هوليود ، فبعد طلاقي عاهدت نفسي أن لا أكرر غلطة الزواج مرة أخرى”، هكذا تتحدث ليلى عن تجربتها مضيفة أنها اليوم صارت تؤمن بكل شيئ.