عقاقير تقلّص جرائم العنف!
tunigate post cover
لايف ستايل

عقاقير تقلّص جرائم العنف!

دراسة سويدية تربط بين تناول أدوية القلب الخافضة لضغط الدم وتدني مستويات العدوانية وارتكاب الجرائم
2023-02-05 08:44

سمية المرزوقي

يرافق مشاعرَ الغضب، عادة، ارتفاع ضغط الدم وتسارع دقات القلب نتيجة إفراز هرمونات الكورتيزول والأندرينالين والنورادرينالين.

وفي الوقت الذي قد ينجح فيه البعض في تبديد حالة الهيجان تلك، يفشل كثيرون في إدارة مشاعر الغضب ولا يفكرون سوى في شيء واحد، هو رد فعل “مناسب” يساعدهم على إفراغ الشحنة السلبية. وغالبا ما تكون ردود الفعل عنيفة، وقد تصل حد ارتكاب جرائم وخيمة العواقب.

وللحدّ من آثار حالة الهيجان ودرجة الانفعالات، يلتجئ الأشخاص الميالون للعدوانية المفرطة إلى العلاج النفسي الذي يعتمد تقنيات سلوكية محدّدة لإدارة الغضب.

لكن ماذا لو أصبح بالإمكان التفكير اليوم في وصف عقاقير تقطع الطريق منذ البداية أمام ارتكاب الجرائم، خاصة بعد صدور دراسة حديثة أثبتت أن أدوية القلب يمكن أن تقلّل من العدوانية؟

أدوية القلب تخفّض العدوانية

توصلت دراسة سويدية جديدة إلى أن الأدوية المستخدمة في علاج مشاكل القلب والأوعية الدموية يمكن أن تكون مرتبطة أيضا بانخفاض العنف، وفق تقرير للمجلة العلمية “بلوس ميديسن”.

وتعمل الأدوية، المسماة حاصرات بيتا، على خفض ضغط الدم وتساعد على توسيع الأوردة والشرايين لتحسين تدفّق الدم. ويمكنها أيضا المساهمة في إدارة أعراض القلق مثل سرعة ضربات القلب.

ووجد الباحثون البريطانيون والسويديون الأشخاص الذين يتناولون هذا النوع من الأدوية، أنهم كانوا أقل ميلا للعدوانية وارتكاب الجرائم العنيفة.      

قال دكتور سينا فازيل، الباحث النفسي البريطاني في جامعة أكسفورد، وهو مشارك في الدراسة، لصحيفة ديلي بيست الأمريكية: “تعمل حاصرات بيتا عن طريق منع عمل الأدرينالين والنورادرينالين، وهما هرمونان مرتبطان بالإجهاد”.

أجريت الدراسة في معهد كارولينسكا في السويد على 1.4 مليون شخص مستخدم لحاصرات بيتا  على مدى ثماني سنوات، امتدت من  2006 إلى  2013، ثم قام الباحثون بتقييم سلوك المرضى عند تناولهم الأدوية، ومتى توقفوا عن تناولها.

تمّ نقل أكثر من 7% من المرضى إلى المستشفى بسبب اضطراب نفسي، وتعرّض 1% منهم لسلوك انتحاري، ووجّهت إليهم تهم بارتكاب جريمة عنيفة.

حقّق العلماء في حالات دخول المستشفى جراء الاضطرابات النفسية، والسلوك الانتحاري، والوفيات الناجمة عن الانتحار، واتهامات بجرائم عنيفة.

وخلصوا إلى أن علاجات حاصرات بيتا ارتبطت بانخفاض بـ13% في توجيه تهم بجريمة عنيفة، فضلاً عن انخفاض خطر دخول المستشفى بـ8% بسبب اضطراب نفسي.

لكنهم وجدوا أيضا زيادة بنسبة 8% في خطر التفكير في الانتحار عند تناول حاصرات بيتا، لدى الأشخاص الذين لهم تاريخ في العلاج النفسي أو السلوك الانتحاري. ومع ذلك، يفسّر مؤلفو الدراسة أنّه لا يمكن الجزم بما إذا كانت حاصرات بيتا هي التي تسبّب التأثير في نسبة العنف أم لا.

وأكّدوا أنه ما يزال يتعيّن دراسة الكثير عن حاصرات بيتا ودورها في السلوك والصحة العقلية. وشدّد فريق الباحثين على أنه في ضوء النتائج التي تمّ التوصّل إليها، يجب إجراء المزيد من التجارب في استخدام العقاقير من قبل المجموعات المعرضة لخطر العنف والعدوانية.

ما هي حاصرات بيتا؟

غالبا ما تُستخدم هذه الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم عندما لا تنجح الأدوية الأخرى في ذلك.

ويعرّف موقع “مايو كلينك” الأمريكي حاصرات بيتا بالأدوية الخافضة لضغط الدم. وغالبا ما تُستخدم هذه الأدوية في علاج ارتفاع ضغط الدم عندما لا تنجح الأدوية الأخرى في ذلك.

وتعمل حاصرات بيتا عن طريق حصر تأثيرات هرمون الإبينيفرين، المعروف أيضا باسم الأدرينالين. وهي تتسبّب في إبطاء ضربات القلب وإضعاف قوتها ما يخفّض ضغط الدم. وتساعد حاصرات مستقبلات بيتا أيضا على توسيع الأوردة والشرايين لتحسين تدفّق الدم.

ويمكن استخدام حاصرات بيتا للوقاية من الأعراض أو علاجها أو تخفيفها لدى الأشخاص الذين لديهم: عدم انتظام في ضربات القلب (اضطراب النظم القلبي)، وفشل القلب والذبحة الصدرية، والنوبات القلبية، والصداع النصفي، وأنواع من الرعاش.

ولا تُستخدم حاصرات بيتا عموما عندما يكون الأشخاص مصابين بالربو، بسبب مخاوف من احتمالية أن يثير الدواء نوبات ربو حادة لديهم.

ومن الممكن أن تؤثّر حاصرات بيتا أيضا في مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية. فيمكن أن تتسبّب في ارتفاع بسيط في مستوى الدهون الثلاثية -وهي نوع من الدهون الموجودة في الدم- هذا بجانب تسبّبها في نقص بسيط في الكوليسترول الجيد أو كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة. وغالبا ما تكون هذه التغيرات مؤقتة.

ويحذّر الأطباء من التوقّف بشكل مفاجئ عن تناول حاصرات بيتا، لأن ذلك يمكن أن يزيد في خطورة التعرّض لنوبة قلبية أو مشاكل أخرى في القلب.

أدوية_القلب#
جريمة#
حاصرات_بيتا#
صحة#

عناوين أخرى