"عشاق الدنيا" يُرقصون مدرجات قرطاج
tunigate post cover
ثقافة

"عشاق الدنيا" يُرقصون مدرجات قرطاج

عرض "عشاق الدنيا" لعبد الحميد بوشناق انتصر للحياة عبر فن المزود الذي أرقص جمهور قرطاج في افتتاح باذخ الفرح
2022-07-15 17:27

ثلاث ساعات ونصف الساعة هي مدة عرض “عشاق الدنيا” لعبد الحميد بوشناق الذي افتتحت به أمس الخميس 14 جويلية/ يوليو فعاليات الدورة الـ56 من مهرجان قرطاج الدولي.

كوميديا موسيقية مستلهمة من المسلسل التونسي الحدث لعامي 2019 و2020 “نوبة” الذي أعاد من خلاله نجل الفنان التونسي العربي لطفي بوشناق التونسيين والتونسيات إلى أجواء صيف العام 1991، ساردا قصة الصعود الأول لأرباب الأغنية الشعبية “المزود” و”البدوي” على غرار الهادي حبوبة وصالح الفرزيط والراحلين إسماعيل الحطاب وفاطمة بوساحة وأيضا لطفي بوشناق وصلاح مصباح وليليا الدهماني وغيرهم على خشبة المسرح الأثري بقرطاج.

انتصار لفن المزود

وبعد 31 عاما بالتمام والكمال يصعد كل من لطفي بوشناق وصالح الفرزيط مرة أخرى على الخشبة ذاتها، ليكونا نجمي “النوبة” (1991) للفاضل الجزيري و”عشاق الدنيا” (2022) لعبد الحميد بوشناق، من خلال كوميديا موسيقية جمعت بين التمثيل والرقص والغناء في حضور لأكثر من 20 ممثلا من أبطال مسلسل “نوبة” بجزأيه، أمثال: البحري الرحالي وهالة وريم عياد والشاذلي العرفاوي وبلال البريكي وأميرة شبلي وبلال سلاطنية وريم الرياحي وجهاد الشارني وحسين المحنوش ومهذب الرميلي وغيرهم.

أما على مستوى الغناء، فقد صعد على خشبة قرطاج 2022 إلى جانب لطفي بوشناق وصالح الفرزيط كل من الحبيب الشنكاوي وسمير الوصيف وكافون والتليلي القفصي وهشام سلام وعبد الوهاب الحناشي مستعرضين أمام جمهور قرطاج الغفير أشهر أغنياتهم الناجحة على غرار: “يا ميميتي الغالية” و”يا نجوم الليل الضوّاية” و”قالولي روّح البراني” و”جيت نعوم الموج قلبني” و”بري فوت” و”محبوبي” و”عشاق الدنيا” وغيرها الكثير.

أغان أتت متّسقة مع نسقيّة الحكاية التلفزيونية المُمسرحة عبر تفصيل زمني في الحبكة الدرامية التي تسرد تونس التسعينات والمخاض الاجتماعي والفني عصرئذ من خلال قصة عشق أسطورية بين “حبيبة” (أميرة شبلي) و”ماهر” (بلال البريكي) وما بينهم من عذول مُغتصب “برنقة” (الشاذلي العرفاوي) الذي وقف حجر عثرة أمام هذا الحب، بل ونكّل به وبها.

وبين عشق الحبيبين لبعضهما البعض يتولّد عشق ثان، أساسه الهُيام بفن المزود من قبل ماهر الذي ضحّى بالغالي والنفيس في سبيل اعتلائه مسرح قرطاج، مُعليا صوته بالأغاني الشعبية التي كانت تعدّ هجينة أيامها.

هل تحقّق الحلم؟

في المسلسل لم يتحقّق حلم ماهر بالصعود على خشبة قرطاج، حيث مات مغدورا قبل أن يصعد على مسرحه المُشتهى، لكنه تحقّق فعليا في عرض “عشاق الدنيا”، وهو ما قاله لحبيبته “حبيبة” أثناء العرض موجّها كلامه للجمهور: “هذا هو العالم الذي وعدتك به”.

ينتهي العرض كما انتهى الجزء الثاني من مسلسل “نوبة” بالتقاء أرواح “عم الهادي” (البحري الرحالي) و”ماهر” (بلال البريكي) و”فرح” (ياسمين الديماسي) التي ماتت بدورها مغدورة، في فضاء أرحب من عالمنا الأرضيّ الموسوم بالغدر والخيانة.

يشدو لطفي بوشناق مختتما سهرة “عشاق الدنيا” بالأغنية الشهيرة التي حملت عنوان العرض، والتي تقول كلماتها: “عشاق الدنيا قلوبهم مسلوبة، والدنيا خضراء، الطبل يدوي والشطيح يدوّخ، الحفلة حمراء، ودخلت نوبة في نوبة”.

لتدوّي الزغاريد في كامل مدرّجات مسرح قرطاج الأثري مُعبرّة عن استساغتها للحفل رغم ما شابه من تمطيط في بعض المشاهد سواء منها الفردية أو الثنائية، الأمر الذي جعل بعض الجماهير تُغادر المدرّجات قبل اختتام العرض.

وعن هذه الإطالة قال عبد الحميد بوشناق في تصريح خاص ببوابة تونس: “الفن عندي لا يُقيّد بزمن، والعرض بما فيه من ممثلين (22 ممثلا) وفنانين (12 فنانا) يتطلّب هذا الزمن وأكثر (3 ساعات و30 دقيقة)، ثم أنا بم أكن يوما شحيحا مع جمهوري التونسي، أحترمه فأحبني، وأحببته فأجلني، وأقل ما يُمكن أن أقدّمه له هو هذا العرض الذي أجزم أنه لن يتكرّر دائما”.

ليُضيف موضّحا: “أنتم تعلمون انه من الصعب كي لا أقول من المستحيل أن تجمع في عرض واحد كل هذه الأسماء النجوم في ركح واحد، وقد جمعتهم والحمد لله حبا في جمهوري وانتصارا له”. ويختم بوشناق الابن لقائنا المقتضب معه بجملته الشهيرة: “حبوا بعضكم… الدنيا فيها موت”.

موت مقيت أصاب أبطاله الآنف ذكرهم، لكن إرادة الحياة هي التي انتصرت في النهاية بالرقصات والهتافات وترديد جميع أغنيات عرض “عشاق الدنيا” من قبل جمهور أضنته كورونا على امتداد عامين من الغياب القسري عن مظاهر الاحتفاء بملذات الحياة ومباهجها، والفن أوّلها.

تونس#
مسرح#
موسيقى#

عناوين أخرى