ثقافة

عبد العزيز العروي …حكّاء تونس بلا منازع

فاطمة الأحمر

عبد العزيز العروي، اسم لامع في مجال الإذاعة والتلفزيون، قصصه التي برع في سردها باللهجة التونسية أثثت لتمثيليات تلفزيونية وإذاعية ناجحة لا تشيخ رغم مرور عقود على إنتاجها. كيف نجح هذا الحكاء البارع في أسر ألباب التونسيين باختلاف أعمارهم وعلى مر العقود؟ 
صانع الحكايا الشعبية

ولد الصحفي الإذاعي التونسي عبد العزيز العروي سنة 1898 بمدينة المنستير، شرق تونس وتوفي سنة 1971. اشتهر برواية القصص الشعبية بصوته المميز مستخدما اللهجة التونسية، قصص تعالج القضايا الاجتماعية وتهدف لبناء مجتمع متوازن دون خلو من الفانتازيا والخيال الشعبي. 
رمضان قرين اسم العروي
لطالما اقترنت ليالي رمضان بحكايات عبد العزيز العروي التي أنتجتها التلفزة التونسية على امتداد سنوات. كانت الحلقة تنطلق بمشهد يظهر فيه العروي وهو يدق ناقوسه النحاسي الكبير ويقول: “يحكيو على تاجر…أو سلطان كبير …” ثم يعم السكون وينصت الجميع إلى الحكايات الشيقة التي يرويها العروي. 
أعاد العروي جمع القصص والحكايات الشعبية لإحيائها وحمايتها من الاندثار، قصص عددها ضخم، شكّلت موروثا ثقافيا واجتماعيا زاخرا، كرس له العروي حياته فجمع ونقّح وروى أغلب القصص المتوارثة بعد أن طعّمها من مخياله الثري وزاده المعرفي والثقافي. مجهود ذاتي جبار أنقذ التراث الروائي التونسي من الاندثار رغم محدودية الإمكانيات في منتصف القرن الماضي.
حكايات  لا تشيخ

أعادت التلفزة التونسية إنتاج حكايات عبد العزيز العروي وبوبتها تحت عنوان جديد “من حكايات عبد العزيز العروي” كانت بالأبيض والأسود بداية ًثم بنسخ بالألوان. مازالت هذه الروايات المصورة تعرض إلى اليوم على الشاشة، وتلقى الاهتمام والصدى ذاته لدى الجمهور من مختلف الأعمار.
حياته

 أنهى العروي تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه المنستير، ثم التحق بالعاصمة لمتابعة الدراسة بالمدرسة الثانوية الصادقية، وإثر تخرجه عمل كاتبا بإدارات الأعمال، ثم تخلى عن ذلك فأدار مطبعة وجريدة النهضة سنتي 1927و 1928. وأصدر بعدها جريدة الهلال التونسي الناطقة باللغة الفرنسية سنة 1930 وحرر لسنوات طويلة بجريدة Petit Matin.
يعد العروي أحد أفراد جماعة تحت السور التي كانت علامة فارقة في النهضة الفكرية والأدبية في تونس، قبل الحرب العالمية الثانية. التحق العروي بعد ذلك بالإذاعة التونسية محررا ومذيعا منذ تأسيسها سنة 1938 وكلف بإدارتها بين سنتي 1946 و 1956 وظل يعمل بها حتى آخر حياته.