تنتظم في الفترة الممتدّة بين الحادي والعشرين والخامس والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الجاري بفضاء المكتبة المغاربيّة ببن عروس (الأحواز الجنوبية للعاصمة تونس)، وبالمكتبات العموميّة بالمنطقة، وبفضاءات خارجيّة أخرى، الدّورة الرابعة لأيام عبدالعزيز العروي لفنّ الحكي.
وتحتوي الدورة الجديدة على مجموعة من عروض الفداوي (حكواتي) موزّعة على المكتبات العموميّة وثلاث مؤسّسات سجنيّة، بالإضافة إلى مؤسّسات خاصّة بكبار السنّ ونوادي الطفولة.
كما تشمل النسخة الرابعة من الأيام تنظيم ندوة فكريّة بعنوان “البطل في الحكاية الشعبيّة”، تحتوي على ست مداخلات لمجموعة من الأكاديميين من تونس وليبيا على غرار علي محمد برهانة عمرا وعبدالعظيم الخالقي.
ولفائدة إطارات المكتبات العموميّة تنتظم دورة تدريبية في فنّ الحكي لفائدة الأطفال، إلى جانب تنظيم معرض وثائقي عن عبدالعزيز العروي.
ويعدّ الراحل عبدالعزيز العروي (1898-1971) علامة مميّزة في تاريخ الثقافة التونسية، وهو أحد أفراد جماعة “تحت السور”، التي ساهمت في إشعاع الأدب التونسي قبل الحرب العالمية الثانية.
والعروي، حكواتي استثنائي في تونس، ذاع صيته من خلال فنّ رواية الحكايات، واشتهر بأسلوبه المتميّز في إلقائها، وصوته الرنّان، وهيئته التي يميّزها الطربوش والبدلة الكلاسيكية اللذان يزيدانه هيبة ووقارا.
وتعود شهرته إلى القصص الشعبية التي كان يرويها بنفسه باللهجة التونسية، وصُوّرت أغلبها تلفزيونيا بعنوان “من حكايات عبدالعزيز العروي”.
وساهم الراحل في توثيق التراث الشعبي التونسي، عن طريق جمعه وتنقيحه، وروى أغلب قصص هذا التراث التي كادت تندثر بمفعول الزمن.
وولد العروي عام 1898 بالمنستير (شرق تونس)، وبعد أن أنهى تعليمه الابتدائي في المدينة، التحق بالعاصمة التونسية لمتابعة مساره التعليمي بالمدرسة الثانوية الصادقية.
إثر تخرّجه عمل كاتبا ثم أدار مطبعة وجريدة “النهضة” (1927- 1928)، وأصدر بعدها جريدة “الهلال التونسي” عام 1930، كما عمل محرّرا لسنوات طويلة بجريدة “الصباح الصغير” الناطقة بالفرنسية.
التحق العروي بالإذاعة التونسية محرّرا ومذيعا منذ تأسيسها عام 1938، وتقلّد منصب نائب رئيس تحرير الأخبار، قبل أن يغيّر وجهته ليُصبح معلّقا رياضيا، حتى كُلّف بإدارتها من 1949 إلى 1956، وظل يعمل فيها إلى أن فارق الحياة في 13 جويلية/يوليو من العام 1971 عن عمر ناهز الـ76 عاما.