تونس

عائلات في قوارب الهجرة غير النظامية… نزيف المجتمع

تتزايد أعداد المهاجرين التونسيين بشكل غير نظامي يوما بعد آخر بشكل ملفت للانتباه محليا وخارجيا، إذ تشير آخر التقديرات إلى اجتياز أكثر من 9 آلاف تونسي الحدود، خلسة، باتّجاه السواحل الإيطالية منذ مطلع العام الحالي.
والملفت في الهجرة غير النظامية، الرحيل الجماعي على متن قوارب الموت، عائلات بكبارها وصغارها، نسائها وشبابها تترك البلاد وتتّجه نحو المصير المجهول، وآخرها رحلة غير نظامية أحطبتها قوات الحرس البحري بمدينة الحمامات بالشمال الشرقي التونسي، إذ عمدت عائلة متكوّنة من 15 فردا إلى ركوب البحر.

الهجرة الجماعية للعائلات التونسية يعتبرها أستاذ علم الاجتماع عبد الستار السحباني، مشكلا اجتماعيا كبيرا يعكس مستوى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس، ما يدفع الناس إلى الهجرة بحثا عن مصير أفضل.

السحباني صرّح لبوابة تونس بأنّ حالة من اليأس الجماعي تكوّنت لدى فئات واسعة من المجتمع، تجعلهم يتأثّرون بمغريات الهجرة ويركبون البحر رغم يقينهم بمخاطر الرحلة.

الخبير في علم الاجتماع أشار إلى ضرورة وضع حدّ لعصابات الهجرة غير النظامية وتأمين الحدود بشكل جيّد، وخاصة نشر خطاب توعوي يوضّح حقيقة الوضع في أوروبا، ويقنع كلّ من يفكّر في الهجرة بأن ما ينتظره هناك ليس إلا الذلّ والجوع والفقر والشّقاء.

وأضاف محدثنا أن العائلات التي تنزع نحو الهجرة غير النظامية، هي ضحايا شبكات تسفير تقدّم لها مغريات وهمية في أوروبا. كما قدّم السحباني مثال نائب رئيس بلدية الصخيرة الذي هاجر بشكل غير قانوني، وقال: “عندما يسمع أحد عن عضو بلدي يعمل لدى الدولة ولديه امتيازات يجتاز الحدود بشكل غير نظامي، فإنه لا شيء يقنعه بفكرة البقاء في تونس”.

وأفاد الخبير الاجتماعي بأن بعض الشبّان قد يجدون حلولا مختلفة في أوروبا، لكن بعض الفئات مثل النساء والرضّع وكبار السن والأطفال سيكون مصيرهم مجهولا، حسب قوله.
ودعا الإعلام إلى القيام بواجبه عبر إنارة المجتمع بواقع المهاجرين غير النظاميين في أوروبا، وتقديم النسب الضعيفة عمّن نجحت تجارب الهجرة معهم واستقرّت أوضاعهم هناك.