ضابط سابق بالجيش اللبناني: كنت جاسوسا للاحتلال
tunigate post cover
عرب

ضابط سابق بالجيش اللبناني: كنت جاسوسا للاحتلال

من ضابط بالجيش اللبناني إلى عميل للاحتلال.. وليد ناقوزي يعترف: إسرائيل عصرتني، وألقت بي في القمامة"
2023-08-02 22:18

كشف ضابط سابق بالجيش اللبناني في لقاء مع وسائل إعلام عبرية، عن تجنيده من قبل جهاز الموساد، وتكليفه بالتجسّس على حزب الله اللبناني والبيئة المحيطة به مطلع تسعينات القرن الماضي.

وتحدّث الضابط السابق بالجيش اللبناني وليد نقوزي إلى القناة 12 العبرية، مشيرا إلى أنّه كان يحيا طوال سنوات “حياة مزدوجة وبهويّتين لبنانية وأخرى إسرائيلية منتحلة”، ويتنقل بين لبنان والأراضي المحتلّة عبر “بوابة فاطمة” بالجنوب، والذي كان خاضعا للاحتلال الإسرائيلي ومليشيات “جيش لبنان الجنوبي” العميلة لديه.

ضابط برتبة جاسوس

عمل وليد نقوزي في الجيش اللبناني ضمن جهاز المخابرات العسكري، وكان يدير بالتزامن مع ذلك شركة متخصّصة في تركيب مراكز الاتّصالات داخل القرى والضيعات الجنوبية، والتي ينتمي أغلب سكانها إلى الطائفة الشيعية.

مثّل شريط القرى والبلدات الشيعية في جنوب لبنان حاضنة شعبية وقاعدة خلفية للمقاومة التي قادها حزب الله منذ أواخر الثمانينات ضد الاحتلال، ما يفسّر اهتمام الكيان المحتلّ وأجهزته الأمنية والاستخبارتية باختراق هذه البيئة كجزء من مخطّط للتجسّس على حزب الله، وكشف خلاياه وعناصره ومقاتليه المنتشرين بتلك المناطق.

الوحدة الاستخبارتية 504

وحسب رواية الضابط اللبناني العميل، فإنّ الاختيار وقع عليه لتجنيده من قبل عناصر تابعة للموساد بحكم عمله في تركيب مراكز الاتصالات وعلاقاته الواسعة داخل القرى الجنوبية، وهو ما وقع أوائل التسعينات خلال جولة ميدانية بمنطقة جزين، التقى خلالها ضابطي مخابرات من الكيان المحتل والذين “استعملوا الضغوط والتهديد والابتزاز لإجباره على التعامل معهم”، وفق قوله.

خضع وليد نقوزي لاختبار لتحديد قدرته على قراءة الخرائط وتحديد المواقع بدقّة، ونُقل سرّا إلى قلعة “النمرود” في الجولان السوري المحتلّ، حيث وقع تصويره وهو يستلم مبلغا ماليا مقابل خدماته، قبل أن يعلمه مشغّلوه بأنه صار متعاونا مع “الوحدة الاستخباراتية 504” في الموساد.

وأضاف الضابط اللبناني العميل في تصريحاته: “كنت أعيش داخل معاقل حزب الله، وعندما كان التوتّر يسود الجبهة الشمالية في فلسطين المحتلة كانوا يرسلونني إلى جنوب لبنان، بحجة تشغيل مراكز الاتصالات وصيانتها”.

ولفت وليد نقوزي أنّه كان يحظى بمصداقية وثقة كبيرة خلال هذه الزيارات للمنطقة لجمع المعلومات الحسّاسة باعتباره ضابطا في الجيش اللبناني.

عناقيد الغضب

وعن العمليات التي قام بها لفائدة الاحتلال وجهاز الموساد، تحدّث نقوزي عن مساهمته في اغتيال 18 عنصرا من حزب الله خلال عملية “عناقيد الغضب” التي شنّها جيش الاحتلال على لبنان سنة 1996.

وقال الضابط اللبناني الخائن: “في ربيع 1996، كانت طائرات إسرائيلية تقصف مواقع في عمق الأراضي اللبنانية، وكنت وقتها في صيدا، اتّصلتُ بمركز الاتصالات في جبل الصافي، وسمعتُهم يتحدثون بالفارسية، أغلقتُ الهاتف وهاتفتُ ضابط الاتصال المشرف علي والمعروف باسم “زيك” وأبلغتْه بالأمر، وبعد دقائق، قصفتْ طائرات الاحتلال الموقع، وقتلت 18 شخصا”.

نهاية رحلة العمالة

أواخر العام 1996 أنهى وليد دورة تدريبية لدى الموساد في فلسطين المحتلة، وكان في طريق العودة إلى بيروت عن طريق قبرص، وفي مطار العاصمة القبرصية اتّصل به مشغّله طالبا منه العودة فورا إلى تل أبيب، وهناك فوجئ بأنّ عليه البقاء في الأراضي المحتلة و”ينسى أمر العودة إلى لبنان”.

بعد بضعة أيّام أوقفت استخبارات الجيش اللبناني زوجة وليد وعددا من أفراد عائلته للتحقيق معهم، ما يفيد بأنّه كان موضوعا تحت المراقبة الأمنية بعد اكتشاف أمره.

وفي حواره مع القناة 12 العبرية، لم يخف نقوزي غضبه من جهاز الموساد وكيان الاحتلال، معتبرا أنّهم أهملوه وتنكّروا له، مضيفا في نهاية حديثه: “إسرائيل عصرتني كما تعصر الليمونة، وألقت بي بعد ذلك في سلّة القمامة”.

عناوين أخرى