عالم

صحّة غزة: الأمم المتحدة كذّبت مزاعم الاحتلال بوجود مراكز قيادة في المستشفيات

مسؤول في صحّة غزّة يؤكّد تعمّد الاحتلال استهداف المستشفيات لدفع الفلسطينيّين إلى النزوح 
كذّب منير البرش المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة مزاعم الاحتلال بوجود مركز للقيادة والتحكّم في المستشفى المعمداني في القطاع.
وأكّد أنه سبق أن تكرّرت هذه الادّعاءات بعد كل قصف يقوم به لمستشفيات القطاع.

لجنة أممية مستقلّة

وأضاف البرش، في لقاء مع الجزيرة أمس الأحد، أنّ الأمم المتحدة شكّلت لجنة مستقلة للتحقيق في هذه المزاعم، عند قصف مستشفيات أخرى بالقطاع مثل الشفاء وناصر وغيرهما، وأكّدت اللجنة بعد التحقيق أنّ “الاحتلال استهدف المرافق الطبية بهجمات مماثلة، مما يشير إلى خطط مسبقة لمهاجمة هذه المرافق الصحية”.
وأكّد البرش أنّ “هذه المزاعم باتت لا تنطلي على المجتمع الدولي”.
واستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر الأحد، المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة؛ مما أدّى إلى خروجه عن الخدمة.
تحويل المستشفى إلى ساحة رعب
وأوضح البرش أنّ “الأصل في المستشفى أنه ملاذ للأمان، لكن الاحتلال حوله إلى ساحة رعب”.
وأشار إلى أنّ الاحتلال يخبر المرضى والعاملين بضرورة الخروج من المستشفى قبل دقائق من استهدافه؛ مما يثير حالة من الهلع والخوف بين المرضى.
ووصف البرش المشاهد الحزينة للمرضى، بعد أن أجبروا على الخروج من المستشفى الذي كانوا يعالجون فيه، بقوله “حمل الناس أطفالهم وخرجوا، وتوقف الأطباء عن عملهم وخرجوا مع مرضاهم إلى الشوارع”.
وتابع البرش: “قام الاحتلال بتدمير محطة الأوكسجين الوحيدة والصيدلية المركزية، وبها أدوية منقذة للحياة، ودمر المختبر المركزي ومقر الطوارئ والاستقبال الذي كان يقدّم خدمات أساسية للمصابين”.
وأشار البرش إلى أنّ “المستشفى المعمداني له مكانة تاريخية خاصة، فهو أقدم من الاحتلال نفسه”، حيث أنشئ عام 1882، ويتمتع بمكانة خاصة في قطاع غزة.

استهداف ممنهج

وأكّد البرش أنّ “الاحتلال يستهدف المنظومة الصحية ضمن سياسة ممنهجة ومحدّدة، تهدف إلى إلحاق أكبر ضرر بأهل القطاع باستهداف القلب من هذه المنظومة”.
وضرب البرش مثالا “بتدمير أجهزة الأشعة لمنع القيام بعمليات التصوير اللازمة لإجراء جراحات المخ والأعصاب”.
وأكّد أنّ “استهداف الصيدلية وأجهزة الأشعة يعني القتل والتهجير، وهذا ما يريده الاحتلال”.
وذكر البرش أنه “عندما يستهدف الاحتلال المنظومة الصحيّة يعمل على تحقيق هدفين أساسيين: الأول تدمير البنية الصحية للصمود، لأن تدمير المستشفيات يدفع الناس إلى الهجرة، والثاني إجبار المدنيين على النزوح تحت وطأة الخوف واليأس”.
وأضاف: “الاحتلال يريد أن يوصلنا إلى مرحلة فقدان الأمل، ونحن نقول له إنه لن يستطيع ذلك”.
وأوضح أنه بمجرد قصف المستشفى المعمداني تم افتتاح مستشفى ميداني بوسط غزة، تابع للهلال الأحمر الفلسطيني، وتم فتح عناية مركّزة وغرف عمليات به، ونُقل إليه جميع المصابين من المستشفى المعمداني.