عمّان – صابر بن عامر
في ثالث أيام مهرجان الزرقاء للمونودراما في نسخته الأولى الذي تتواصل عروضه على مسرح وقاعات مركز الملك عبدالله الثاني بمدينة الزرقاء (20 كلم عن العاصمة الأردنية عمّان) حتى الثامن عشر من أوت الجاري، تواصل عشاق الفن الرابع، مساء أمس السبت 12 أوت، مع العرض العُماني “صانع الفزّاعات” لفرقة مزون المسرحية، وبطولة الممثّل عيسى الصبحي، وتأليف نايل جرابعة، وإخراج عبد الملك الغداني.
وتتناول المونودراما العُمانية قصة صانع فزّاعات يصنع الكثير من الفزّاعات بغرض إبعاد الطيور عن النباتات والحقول، لتحدث صراعات بينه وبين فزّاعاته، فيُحاول حينها الخروج من مصنعه، ولكن لا يتمكّن من الخروج ويُقرّر الاستمرار في العيش داخل مصنعه بعد فقدانه أمل الولوج إلى العالم الخارجي.
حكاية بسيطة، بسينوغرافيا بسيطة أيضا، شملت إكسسوارات متنوّعة من صندوق خشبيّ ودمى وغيرها من الديكورات المُتمّمة للحكاية، التي تتناول صراع الإنسان مع ذاته في مكان مُغلق، كانغلاق بطل العمل على ذاته، مع حضور فعلي ومُباشر لفرقة موسيقية من ثلاثة عازفين، عازفان وعازفة، حاضرة في مكان قصيّ من المسرح، أمام الخشبة مُباشرة، تُقدّم ما يُصطلح على تسميته بالصوت الخارجي بشكل حيّ ومُباشر، الأمر الذي أسعد الجمهور وجعله يتفاعل في أكثر من مرّة مع معزوفاتهم، رغم رتابة بعض المشاهد وخوائها من الدهشة والإبهار وعنصر المفاجأة.
العرض بما فيه من اجتهاد، على المستوى السينوغرافي والطقس المسرحي البسيط والعميق في آن، زائد مجهود الممثّل المُشتغل عليه بجهد وعرق، إلّا أنّه خلا من قصّة موجعة، فالبداية رتيبة والعقدة بسيطة والنهاية عادية دون تشويق يستحقّ كل ذاك رجع الصدى المُتأتّي من المعزوفات الموسيقية المقدّمة مُباشرة على المسرح، فأتى العمل أقرب إلى مسرح الأطفال منه إلى مسرح الكهول.
ويُتابع جمهور مدينة الزرقاء، الليلة الأحد 13 أوت، العرض الفلسطيني “جبرا” المُقتبس من رواية “البئر الأولى” لجبرا إبراهيم جبرا، من إخراج إميل سابا وتمثيل خالد المصو وإنتاج “مسرح عناد” بدعم من وزارة الثقافة الفلسطينية.
وتتواصل عروض مهرجان الزرقاء للمونودراما على امتداد ثمانية أيام -من 10 إلى 18 أوت الجاري- بمُشاركة 11 عملا مسرحيا من الأردن، الجزائر، مصر، فلسطين، اليمن، البحرين، سلطنة عمان، ليبيا، المغرب، العراق، وتونس.