ثقافة عرب

بعد حملة عنيفة ضد الفيلم… وقف عرض فيلم “أميرة”

نشر محمد دياب مخرج الفيلم المثير للجدل “أميرة” تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فجر الخميس 9 ديسمبر كانون الأول 2021، أكد فيها  “وقف كل عروض الفيلم” وطالب بتأسيس لجنة مختصة متكونة من بعض الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته.


https://www.facebook.com/638630369/posts/10165886389780370/


وأوضح المخرج  المصري في بيان باسم أسرة فيلم “أميرة” وهو من إنتاج أردني فلسطيني مصري مشترك، أنه كان من المفهوم تماما لأسرة الفيلم حساسية قضية تهريب النطف وقدسية أطفال الحرية ولهذا كان القرار بضرورة التصريح بأن قصة الفيلم خيالية ولا يمكن أن تحدث، فالفيلم ينتهي بجملة تظهر على الشاشة تقول “منذ 2012 ولد أكثر من 100 طفل بطريقة تهريب النطف. كل الأطفال تم التأكد من نسبهم. طرق التهريب تظل غامضة”. 


الفيلم خيالي

وتابع “لم تترك أسرة الفيلم الأمر للتأويل، بل أكدت بهذه الجملة أن الفيلم خيالي وأن طريقة التهريب الحقيقية غير معروفة، بل إن عمر البطلة في الفيلم 18 عاما يتنافى منطقيا مع بداية اللجوء إلى تهريب النطف في 2012”.


وأضاف المخرج محمد دياب أن “الحبكة الدرامية الخاصة بالفيلم بتغيير النطف  بين الأسير الفلسطيني والجندي الإسرائيلي، جاءت لتطرح سؤالا وجوديا فلسفيا “بشأن جوهر معتقد الإنسان وهل سيظل متمسكا باختياراته ذاتها لو ولد كشخص آخر. والفيلم مرة أخرى ينحاز إلى فلسطين، فالبطلة أميرة تختار أن تكون فلسطينية وتختار أن تنحاز إلى القضية العادلة. والفيلم يشجب ويدين ممارسات الاحتلال المشار إليها بشكل صريح في الجريمة التي يتناولها الفيلم”.


وأكد أن الفيلم من بطولة مجموعة من الفنانين الفلسطينيين والأردنيين المشهود لهم بالوطنية، ولهم تاريخ طويل في الدفاع عن القضية الفلسطينية ونقلها إلى العالم ودافعهم الوحيد للمشاركة في الفيلم هو إيمانهم بأهمية رسالة الفيلم التي تعتبر رؤية ومسؤولية مخرجه.


وقال المخرج إنه منذ بداية عرض الفيلم في سبتمبر/أيلول 2021 في مهرجان فينيسيا في إيطاليا الذي تبعه عرضان في العالم العربي في مهرجاني الجونة في مصر وقرطاج في تونس وشاهده آلاف من الجمهور العربي والفلسطيني والعالمي، كان الإجماع دائما على أن الفيلم يصور قضية الأسرى بشكل إيجابي وإنساني وينتقد الاحتلال بوضوح.

وذكر أن أسرة الفيلم تتفهم الغضب الذي اعترى الكثيرين على ما يظنونه إساءة إلى الأسرى وذويهم، لكن كنا نتمنى أن تتم مشاهدة الفيلم قبل الحكم عليه نقلا أو اجتزاء، وأن الهدف السامي الذي صنع من أجله الفيلم لا يمكن أن يأتي على حساب مشاعر الأسرى وذويهم الذين تأذوا بسبب الصورة الضبابية التي نسجت بشأن الفيلم.


شوه صور النضال الفلسطيني

وأثار فيلم “أميرة” الذي يشارك في جوائز الأوسكار عن فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة 2022، ضجة فلسطينية عربية بسبب تشويهه سمعة النضال الفلسطيني.

ويروي الفيلم قصة الفتاة المراهقة أميرة، التي كبرت وهي تعتقد أنها وُلدت نتيجة عملية تلقيح صناعي من نطفة مهربة من والدها في سجن “مجدو” الإسرائيلي، وهو ما يمنحها شعورا كبيرا بالفخر باعتبارها ابنة مناضل فلسطيني، لكنها اكتشفت لاحقا أنها ابنة ضابط صهيوني وهو ما تسبب لها في صدمة.