تونس

شقيق منفذ هجوم نيس: “شقيقي لا علاقة له بالهجوم…كان فقط نائماً قرب الكنيسة”


أفاد ياسين عيساوي شقيق منفذ هجوم نيس الفرنسية إبراهيم عيساوي، أن شقيقه قضى الليلة التي سبقت الهجوم بأحد الأبنية المجاورة لكاتدرائية المدينة، متمسكا ببراءته مما نسب  إليه أي: تنفيذ العملية الإرهابية.

وفي تصريحات تحصلت بوابة تونس على نسخة منها، أكد ياسين أن شقيقه وصل إلى مدينة نيس، بعد اجتيازه الحدود الفرنسية قادمًا من ايطاليا مساء الأربعاء الماضي، مفيدًا بأنه تواصل معه صوتًا وصورة عبر فيسبوك، وأطلعه على المكان حيث ينوي قضاء ليلته حتى الصباح، “ليبدأ بعد ذلك في البحث عن عمل، والتواصل مع مقيمين تونسيين يساعدونه على ترتيب أوضاعه”، حسب تعبيره.

“سأقضي الليلة هنا وأفترش قطعة من الكرتون المقوى وأستعمل غطائي، وغدًا سأبحث عن تونسيين يساعدونني في تأمين مكان للإقامة والحصول على أي عمل”، هكذا حدّث إبراهيم شقيقه قبل ساعات من الهجوم فور وصوله إلى نيس.  

وبحسب رواية شقيق المنفذ فإن إبراهيم العيساوي، اضطر إلى النوم عند درج إحدى العمارات السكنية بعد أن عجز عن إيجاد مأوى، وهو المكان ذاته الذي أصيب فيه برصاصات الشرطة بحسب الصور التي تم تداولها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تظهره على الأرض بصدد تلقي الإسعافات.

ياسين تمسك ببراءة شقيقه، وقال إن لا علاقة له بالهجوم، مرجحًا استهدافه من قبل عناصر الشرطة، عندما حاول مغادرة مكانه صباحًا فور سماعه أصوات الهجوم والرصاص وصرخات المارة بالمكان.

“سيهديني الله”

“لم تمض فترة طويلة على التزام إبراهيم دينيًا ومواظبته على أداء الصلاة، ولم يكن في الأمر ما يثير الشكوك أو الشبهات، فلم تكن لديه أي اتصالات أو علاقات وكانت حركته يوميًا من عمله ببيع البنزين إلى المنزل مباشرة، وحتى المقهى الذي كان دائم التردد عليه انقطع عنه”.

هكذا يقول ياسين معلقا بشأن التحولات التي طرأت على سلوك شقيقه، الذي تعود في السابق على تناول المشروبات الكحولية واستهلاك المخدرات بشكل مستمر، ما كان يتسبب بجدال مع والدته، بسبب الأموال التي ينفقها رغم ظروف أسرته المادية الصعبة وكان يرد عليها دائما “سيهديني الله وسألتزم من قرارة نفسي”.

من بيع البنزين المهرب إلى نيس   

تنقل إبراهيم بين عدة مهن بسيطة، عمل في الماضي في مجال تصليح الدراجات النارية، قبل أن يشتغل بضعة أسابيع في معصرة زيتون حيث تمكن من توفير مبلغ مالي لشراء مضخة بنزين، والعمل عليها بشكل مستقل طوال الفترة التي سبقت قراره بعبور الحدود خلسة نحو الأراضي الايطالية، حيث قضى أكثر من عشرين يومًا بمركز إيقاف المهاجرين، وتنقل بعدها إلى شمال إيطاليا في مسعى للعمل بمزارع الزيتون لكنه لم يوفق، كما يكشف ياسين في تصريحاته، فاتخذ قراره بعبور الحدود باتجاه فرنسا.

شقيق إبراهيم عيساوي وجه نداءً  للسلطات التونسية لمتابعة القضية مع الجهات الأمنية والقضائية الفرنسية، مطالبًا بالاستعانة بتسجيلات كاميرات المراقبة المحيطة بالمنطقة و”التي من شانها إثبات براءته” حسب تعبيره.