دعا شقيق الشهيد نبيل بركاتي إلى إقرار يوم وطني لمناهضة التعذيب رسميا وإشراك المؤسسات التربوية والثقافية في إحيائه.
وأوضح رضا بركاتي في تصريح لبوابة تونس أنّ مسؤولين في السلطة عطلوا مشروع المتحف الذي أقرته هيئة الحقيقة والكرامة.
وتابع أنّ حق شقيقه الشهيد نبيل بركاتي ما زال مهدورا رغم مرور أكثر من 3 عقود، مضيفا: “رغم إصرار الجمعيات الحقوقية التي طالبت السلطات والأطراف المعنية بقضية الشهيد، إلا أنه إلى الآن لم يقع إنصاف ورثة الشهيد”.
ونبيل بركاتي مناضل في “الحزب الشيوعي التونسي” تم إيقافه في أفريل 1987 وتعذيبه من قبل أمنيين في منطقة قعفور التابعة لولاية سليانة.
وولد بركاتي في 30 ماي 1961 بمدينة قعفور بولاية سليانة ودرس بالمدرسة الوطنية للمهندسين، حيث حاز شهادة مهندس مساعد في الهندسة المدنية سنة 1983، ثم عمل مدرّسا في التعليم الابتدائي.
يوم 9 ماي عُثر على جثته ملقاة في قناة لصرف المياه بالمنطقة وهو مصاب برصاصة في رأسه، وفق هيئة الحقيقة والكرامة.
وشارك البركاتي في النضال الطلابي ضمن صفوف اليسار، وفي المظاهرات الاحتجاجية أثناء انتفاضة الخبز في جانفي 1984.
ووفق هيئة الحقيقة والكرامة فإن لائحة الاتهام الموجهة إلى عدد من المتهمين باغتيال البركاتي، تتضمن جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تتمثل في القتل عمدًا، والتعذيب الناجم عنه الموت.
وأضاف شقيق الشهيد بركاتي: “مركز الأمن بقعفور شهد عمليات تعذيب طالت اليوسفيين تلاميذ وأشخاصا، من مختلف التيارات السياسية، بينهم يساريون وإسلاميون وقوميون على مر الزمن إلى أن وصل الحال إلى تعذيب أخي حتى الموت”.
ودعا البركاتي إلى تحويل المركز الذي أقدم أهالي المدينة على حرقه وقت الثورة، إلى متحف لمناهضة التعذيب حتى يبقى شاهدا على نضالات التونسيين.
وفي السياق ذاته، عبّر رضا البركاتي عن استيائه من المماطلات التي حالت دون إنشاء هذا المتحف، معتبرا إياها مخالفة للقانون عدد 50 الصادر في 24/12/2013 والذي نشر تحت إشراف الوزير السابق لحقوق الإنسان والمكلف بالعلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني في حكومة إلياس الفخفاخ, العياشي الهمامي، في الرائد الرسمي للجمهورية التونسية بعد صدوره في التقرير الختامي لهيئة الحقيقة والكرامة.
وطالب البركاتي بإقرار يوم وطني لمناهضة التعذيب رسميا وواقعيا وإشراك المؤسسات التعليمية ودور الثقافة في إحيائه من أجل التوعية بمسألة مناهضة التعذيب وهي وصية والدة الشهيد.
وعن مسألة اتهامه بـ”الطمع”، في التعويضات المالية، أوضح رضا بركاتي أن التعويضات ستساهم في تمويل منظمة الشهيد أو المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب أو بلدية قعفور.
وتأتي دعوة رضا بركاتي بمناسبة الإعلان عن إطلاق ائتلاف “التحالف ضد التعذيب” وتقديم مبادرة قانونية تتعلق بتنقيح الفصلين 101 و101 مكرر من المجلة الجزائية الخاصة بتعريف جريمة التعذيب والإجراءات القانونية لمحاسبة مرتكبيها.