ما تزال الانتقادات الموجّهة إلى والي بن عروس عزّالدين شلبي، تضجّ في مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ظهوره غير الموفّق إعلاميا، والاتّهامات الموجّهة إليه بـ”الفساد” و”سوء معاملة” 4 عاملات نظافة وغيرها…
ويرى بعض التونسيين أنّ الوالي المعيّن من قبل قيس سعيّد، هو عيّنة من الطبقة السياسية الجديدة التي يُريد الرئيس تأصيلها في مؤسّسات الدولة، من أجل استبدال النظام السياسي الحالي.
أهم الأخبار الآن:
ومنذ تعيينه في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 بأمر رئاسي، تتالت المناسبات التي أثارت فيها تصرّفات الوالي وتصريحاته، انتقادات وسخرية على منصّات التواصل الاجتماعي، بدءا من اليوم الأول من تنصيبه.
ففي 2 ديسمبر/كانون الأول 2021، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لاستقبال الوالي الجديد (شلبي) على موسيقى شعبية “الطبل والزكرة”، ممّا أثار ردود أفعال ساخطة وصفت الاحتفال بعودة ممارسات مسؤولي النظام البائد “عهد الرئيس الراحل بن علي”.
فضيحة العاملات
منذ تولّيه ولاية بن عروس، دأب عزّالدين شلبي على الترويج لخطاب سعيّد الذي يصفه جزء من التونسيين بـ”الشعبوية”، مستعملا مصطلحاته كالمحاسبة وتطبيق القانون والعدالة، إلا أن قضية العاملات أسقطت، شعارات السلطة، وفق منتقديه.
ويتّهم رواد مواقع التواصل الاجتماعي، السلطة بالتستّر على تجاوزات قام بها الوالي، وآخرها ما تعرّضت له العاملات، مطالبين وزارة الداخلية والنيابة العمومية فضلا عن وزارة المرأة، بالتدخّل العاجل لإعادة الاعتبار للمتضرّرات.
وفي وقت سابق، تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مكتوبا لعاملتي نظافة تعملان في ولاية بن عروس، يفيد أنّ والي الجهة عزّالدين شلبي، تعمّد معاقبتهما بنقلة تعسّفية إلى مستشفى الحروق البليغة بالجهة، وذلك بعد احتجاجهما على ما اعتبرتاه سوء معاملة من أخته خلال عملهما في منزله.
ونشر النائب في البرلمان المنحلّ والقيادي في حركة أمل وعمل، ياسين العياري، نصّ شكاية تقّدمت بها عاملات حظيرة بولاية بن عروس إلى وزير الداخلية ضّد والي بن عروس عزّالدين شلبي.
ووفق نصّ الشكاية، فإن والي بن عروس أجبرهن على العمل في منزل عائلته لأكثر من 12 ساعة يوميّا عوضا عن العمل في الولاية، وأن شقيقة الوالي كانت تعاملهن بسوء وتجبرهن على خدمة ضيوفها حتى ساعات متأخّرة من الليل.
وجاء في الشّكاية: “حين رفضن العمل في منزله، فما كان من الوالي إلا أن قام بنقلتهن إلى مستشفى الحروق، حيث يتوجب عليهن دفع معاليم تنقّل تفوق دخلهن”.
ووصف رواد مواقع التواصل الاجتماعي الحادثة، بأنّها “تعيد البلاد إلى زمن العبودية والاستغلال”، منتقدين صمت الدولة التي تدّعي، وفق تعبيرهم، الدفاع عن الطبقة الهشّة والمسحوقين.
والٍ مثير للجدل
وكان الوالي المحسوب على الرئيس قيس سعيّد، قد أثار الجدل في أكثر من مناسبة بتصريحاته، كان أشهرها الفيديو الذي تمّ تداوله على فيسبوك، وهو يعدّد إنجازات الولاية في عهده. وقال حينذاك: “علّقنا 10 ‘درابوات’ (أعلام) أمام الولاية باش يكنسو (كيْ يكنسوا) 10 سنوات سود”، مضيفا ” لسنا منهم ولن نكون أبدا منهم”.
وعُرف والي بن عروس بتصريحاته التي وُصفت بــ”الغريبة” والمثيرة للجدل، إذ تعرّض في وقت سابق لانتقادات كبيرة بعدما اتّهم أعضاء البرلمان المنحلّ بالوقوف وراء أحداث العنف، التي شهدتها مباراة نهائي كأس تونس لكرة اليد بين الترجي والإفريقي في ماي/أيار الماضي.
وفي مناسبة أخرى، تعرّض الوالي لانتقادات واسعة بسبب صورة جماعية مع قيادات أمنية، علاوة على كمية كبيرة من المخدّرات المحجوزة، وهو ما دفع البعض إلى المطالبة بإقالته لأنّه يعرّض الأمنيين للاستهداف من قبل مهرّبي المخدّرات.
واستنكرت ‘تدوينات’ على فيسبوك وتويتر، ظهور الوالي بلباس غير رسمي (قميص ملوّن)، واصفين نوعية اللباس بأنّها “لا يرتديها سوى كبار تجار المخدّرات والمهرّبين كبابلو اسكوبار وكارلوس، وهي صورة غير لائقة بتاتا لموظّف دولة”.
كما أثارت صورة أخرى لوالي بن عروس إلى جوار وزير الرياضة في مقدّمة منصّة التتويج، وقد حجبوا وجوه الفائزين، استهجان رواد مواقع التواصل الاجتماعي واستنكارهم، متهّمين إياه بمحاولة البروز على حساب إنجازات اللاعبين.
وكان الوالي ذاته وراء قرار فرض ارتداء زيّ المنتخب التونسي، ومنع المخالفين من حضور المباراة المؤهّلة لكأس العالم ضدّ المنتخب المالي، وهو ما تسبّب في موجة استياء عارمة لدى الجماهير، ليعدل عن قراره بعد يوم واحد.
شلبي مثّل موضوع حديث الرأي العام عندما صرّح بأنّ صفحة الولاية على فيسبوك مقرصنة، تعليقا على بلاغ مغلوط في خصوص انقطاع الماء عن مدن ولاية بن عروس قبل أشهر.
وفي وقت سابق كشف المحامي عماد بن حليمة، أنّ عزّالدين شلبي لن يواصل مهامه، مضيفا أنّ امرأة ستخلفه على رأس ولاية بن عروس، رافضا الإفصاح عن هويّتها والكشف عن أسباب استبداله. فيما يرجّح آخرون أنّه من المستبعد أن يتمّ إعفاؤه من منصبه في الوقت الراهن.
أضف تعليقا