في اليوم الثاني لمهرجان الزرقاء للمونودراما في نسخته التأسيسية، تابع عشاق الفن الرابع، ليلة أمس الجمعة 11 أوت، على مسرح وقاعات مركز الملك عبدالله الثاني بمدينة الزرقاء (20 كلم عن العاصمة الأردنية عمّان)، عرضين مسرحيين، الأول من البحرين حمل عنوان “شرخ”، والثاني مغربي تحت عنوان “فاتي أريان”.
و”شرخ”، مونودرامية مُقتبسة عن قصة “شرخ في جدار الزمن” للكاتبة البحرينية جميلة الوطني، في تجسيد لإلهام علوي وتأليف وإخراج لمحمد الحجيري.
وتستعرض المسرحية قصة فتاة متأزّمة نفسيا من مجتمعها، الذي ابتلت بأفكاره النافرة، حيث تعلَّق قلبها بشاب يُبادلها الحب ولا تبحث بديلا عنه.. ولكن مجتمعها يكبحُ هذا التوافق العاطفي بينهما، بسبب تقوقع عاداتهم السلوكية وتصنيفاتهم الطبقية أو الطائفية التي نشأوا عليها، ومن ثمّة يؤيّد ذاك الحب الطاهر العفيف قبل أن يولد، فينتحر الشاب المُحبّ وتُـجنّ الفتاة التي تصوّرت أنّها شاركت مع مجتمعها في موت حبيبها، وتمنّت في نفسها لو أنّها لم تُقدم على حبِّه لبقي على قيد الحياة ينعم بها، وإن تزوّج من أخرى.
أما مسرحية “فاتي أريان” المغربية فيُمكن أن نقول عنها إنّها كوميديا دي لارتي على الطريقة المغربية، وهي من تأليف محمد ماشتي، إخراج مولاي الحسن الإدريسي، وتشخيص صفية زنزوني التي أتقنت بشكل احترافي مُبهر تقنيات مسرح كوميديا دي لارتي الإيطالية في حركة الجسد والتعامل مع الأقنعة.
ونقل “فاتي أريان” للجمهور قصة فطومة، وهي شابة قروية تعيش الاختناق وسط الجبال في مكان يعتقد الكثيرون أنّه الأكثر صفاء ونقاء، فتنقّلت وتتحرّر منه إلى المدينة، أملا في الانعتاق، لكنها تواجه الانكسارات وتعيش أحداثا هي وجه آخر لمجتمع مُغاير لقريتها.
والعمل إجمالا، قراءة فنية في واقع المرأة في المجتمعات التي تعيش أصالة منغلقة مستبدة ومعاصرة، مبنية على الاستهلاك واستغلال كل شيء بما في ذلك جسد المرأة.
ومن ثمة انطلقت صفية زنزوني تحكي قصة فطومة، التي تمسّكت بقصة حب وجعلت منه خيطها نحو الانعتاق من قيود البادية وتابوهاتها، وازدواجية سلوك أصحاب الأمر والنهي فيها ونفاقهم.
لكنّها تجد نفسها ضحية الاحتقار والاستغلال والتمسّك بحبّ وهمي، تتكرّر مآسيه باختلاف الأمكنة والأزمنة، لكنّ نهاياته واحدة في النهاية.
وتتواصل عروض مهرجان الزرقاء للمونودراما على امتداد ثمانية أيام -من 10 إلى 18 أوت الجاري- بمُشاركة 11 عملا مسرحيا من الأردن، الجزائر، مصر، فلسطين، اليمن، البحرين، سلطنة عمان، ليبيا، المغرب، العراق، وتونس.
جمع ومُتابعة: صابر بن عامر