لايف ستايل

شامي ومسكي ومالطي…عن أصناف البرتقال في تونس

“كليمونتين” و”طومسن” و”مالطي” و”نافال” و”شروبو” أو “عصير” أو “حلو” و “مادالينا عربي” وغيرها، هذه أسماء بعض أصناف البرتقال في تونس وعددها يتجاوز الأربعين. على رفوف المتاجر وفي الأسواق وعلى جانبي الطرقات أصناف شتى من البرتقال تعرض للبيع، إنه مهرجان البرتقال هنا يتواصل على مدى فصل الشتاء.

أنواع البرتقال في تونس

تعد غابات القوارص في مختلف المناطق  المنتجة للبرتقال في تونس، بين 33 و40 نوعا من الحمضيات أهمها: “الزنباع الأحمر” و”الأرنج” و”البرتقال الشامي”، “الليم الحلو”، “قارص قرقب”، “مسكي صيفي”، “مسكي مالطي”، “كليمنتين”، “طمسن نافال”، “ليم بلدي”، “طنجرين”، “مالطي أحمر”، “ليم فلسطين”، “قارص وردي”، “قارص سوري”، “طمسن أحرش”، “مالطي أبيض”، “مادالينا والكينغ”، “مسكي أحمر”، “برتقال مورو”، “قارص طرنج”، “برتقال صاقصلي”، “خميرة”، “مسكي عنسلي”، “زنباع أصفر”، “مندلينا عربي”، “كليمنتين نور”، “كوم كات”، “واشنطن نافال”، “برتقال دوبل فين”، “قارص بلسيان”، “طمسن بوروحين” “قارص عربي” و ” ليم سيدي عامر”.

ويتجاوز معدل استهلاك التونسي للقوارص 40 كلغ سنويا خلال فصل الشتاء، وفق أرقام المجمع المهني المشترك للغلال.

فوائد البرتقال 

تشتهر هذه الفاكهة الحمضية بكونها تحتوي على فيتامين سي  ومجموعة من المركبات النباتية الأخرى ومضادات الأكسدة التي قد تقلل الالتهاب وتقاوم الأمراض. تحتوي برتقالة متوسطة الحجم على 116% من الاحتياجات اليومية من فيتامين سي. 

هذا الفيتامين له فوائد عظيمة للعين، فيساعد على تعزيز صحة الأوعية الدموية فيها.

ويحتوي البرتقال أيضاً على نسبة عالية من البيتا كاروتين، وهو مركب تستخدمه أجسامنا لصنع فيتامين أ، والذي يساعدنا على الرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة، ونقص فيتامين أ هو السبب الأول للعمى الذي يمكن الوقاية منه عند الأطفال.

ويقلل استهلاك البرتقال الذي يحتوي على الفلافانون، بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وتحدث السكتات الدماغية عندما تتقلص فاعلية إحدى الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم، وهي مسؤولة عن حوالي 87% من جملة السكتات الدماغية.

فاكهة البرتقال غنية بالألياف، إذ تحتوي الثمرة الواحدة على 12% من الاحتياجات اليومية إلى الألياف. 

وينصح الأطباء باتباع نظام غذائي غني بالألياف لما له من فوائد عديدة، فهو يساعد على تنظيم حركات الأمعاء، ويخفض مستويات الكوليسترول، ويتحكم في نسبة السكر في الدم، ويحافظ على صحة الأمعاء ويساعد على الحصول على وزن صحي.

ويعرف البرتقال بقدرته على التقليل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وقد تصبح البشرة صحية أكثر بتناول برتقالة في اليوم، يساعد الجسم على تكوين الكولاجين، وهو بروتين مهم لبناء بشرة صحية.

 ويساعد البيتا كاروتين الموجود في البرتقال الجسم أيضاً على إنتاج فيتامين أ ومعالجته، وهو يساعد بدوره على نمو خلايا الجلد.

إنتاج وفير 

رغم  تراجع إنتاج القوارص (الحمضيات) في الموسم الفلاحي 2021/ 2022 بنسبة 22 ٪ مقارنة بالموسم الماضي، إلا أن الإنتاج يعتبر وفيرا. 


خلال الموسم الفلاحي الحالي قدر محصول القوارص بـ 345 ألف طن مقابل 440 ألف طن في الموسم الماضي. شمل هذا التراجع جميع الأصناف وخاصة البرتقال المالطي الذي يصدر جانب كبير منه، يقدر النقص بحوالي 30٪ بالمقارنة بالموسم الذي سبقه.


وتعد زراعة القوارص في تونس نشاطا فلاحيا قديما إلا أن الطلب عليه بدأ منذ 1918، وهو ما ساهم في تكثيف الإنتاج وتطوير تجارة القوارص.  


أين يزرع البرتقال؟

منطقة الوطن القبلي شرق تونس، أشهر المناطق المنتجة للقوارص في تونس. تعد هذه الأكثر ملاءمة لزراعة القوارص من حيث وفرة الماء وثراء التربة واعتدال الطقس. قبل أن تتوسع وتشمل 18 ولاية تونسية على غرار ولايات الساحل والقيروان وسيدي بوزيد وسط تونس وباجة وجندوبة شمال غرب البلاد. 

وتغطي غابات القوارص في تونس مساحة تقدر بـ 27 ألف هكتار، 75٪ منها في ولاية نابل في الشرق، ويحتل البرتقال والمندرين والكليمنتين نسبة 94٪ من المساحة الجملية.

وتضم غابات القوارص حوالي 8 ملايين شجرة قوارص وتنتج أكثر من 40 نوعا، يعتني بها حوالي 12 ألف فلاح. وتعرف المساحات المغروسة من القوارص تجديدا بـ 700 ألف مشتل سنويا.  

ومنذ الاستقلال، عرف قطاع إنتاج القوارص في تونس تطورا ملحوظا، مع اعتماد المعايير الدولية في الإنتاج والتخزين للاستجابة لمتطلبات السوق الداخلية والخارجية. وأصبح القطاع يتمتع بدعم المركز الفني للقوارص الذي يختص في تكوين الفلاحين والإرشاد من مخاطر الأمراض والفيروسات المهددة للإنتاج، والمحافظة على الجودة. 

كما يلعب المجمع المهني المشترك المتخصص في تعديل السوق والتطوير بالإضافة إلى الاتحاد الوطني للفلاحة والصيد البحري دورا كبيرا جدا في تحسين جودة إنتاج القوارص في تونس.

وتحدث رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري عبد المجيد الزار، عن محدودية عمليات تحويل البرتقال إلى مربى أو عصير تفاديا لإتلافه بعد الإنتاج، ويتم سنويا إتلاف ما يقارب 30٪ من كمية الإنتاج.

منزل بوزلفة عاصمة البرتقال في تونس

اشتهرت منطقة منزل بوزلفة في ولاية نابل شرق تونس، بأنها عاصمة البرتقال، فهي تنتج لوحدها أكثر من ثلث إنتاج القوارص في ولاية نابل وربع الإنتاج الوطني. وتبلغ المساحة المخصصة لزراعة القوارص في المنطقة 3513 هكتارا وتضم 985 ألف شجرة تعود ملكيتها إلى 1833 فلاحا. 

ويتواصل موسم جني القوارص في منطقة منزل بوزلفة على امتداد 8 أشهر، ينطلق بداية من أكتوبر/تشرين الأول لينتهي في شهر ماي/ مايو. ويساهم القطاع في تشغيل أكثر من 20 ألف عامل في الجهة. 


مهرجان البرتقال

منذ أكثر من 50 عام، يُنظم مهرجان البرتقال في منطقة منزل بوزلفة التي تبعد حوالي 40 كيلومترا عن تونس العاصمة، ويستقطب عديد الزوار من مختلف المناطق التونسية.

المهرجان تأسس في 10 أفريل/ أبريل عام 1960، ويشارك فيه جميع أهالي المنطقة للتعريف بالموروث الفلاحي، وتعرض فيها أصناف البرتقال الموسمية، ومنتجات مستخرجة من البرتقال كالمربى ومسحوق قشور البرتقال، وماء الزهر. المهرجان فيه جانب فني كذلك تعرض فيه لوحات فنية ومنتوجات أخرى. 

البرتقال المالطي المفضل في فرنسا

انطلق موسم تصدير البرتقال “المالطي” يوم السبت 15 جانفي/ يناير 2022، بشحنة أولى بحوالي ألف طن في اتجاه السوق الفرنسية وتحديدا مدينة مرسيليا. 

وقال رئيس المصلحة التجارية بالمجمع المهني المشترك للغلال طارق تيرة، إن تونس تهدف إلى تصدير أكثر من 18 ألف طن من البرتقال “المالطي” خلال الموسم الحالي. 

تم الاتفاق على تكثيف عدد الرحلات البحرية بمعدل 5 رحلات بحرية في الأسبوع عبر  الشركة التونسية للملاحة التي ستقوم بشحن حوالي 70٪ من الكميات المصدرة من البرتقال باتجاه ميناء مرسيليا.  

وتبقى السوق الفرنسية السوق الأولى الموردة للصنف المفضل لدى الفرنسيين وهو “البرتقال المالطي” بمعدل يفوق 15 ألف طن سنويا. كما تعتبر السوق الليبية من الأسواق المهمة، فقد تم خلال الموسم الفارط تصدير أكثر من 6 آلاف طن من البرتقال المالطي مقابل أكثر من ألفي طن في السنوات الماضية.

كيكة البرتقال الشهيرة

مع حلول فصل الشتاء وبداية موسم جني البرتقال، تقبل الأسر التونسية على إعداد الكيكة الشهيرة في تونس، “كيكة البرتقال” اللذيذة والغنية بطعم البرتقال. 


ولا شيء يضاهي التفاف أفراد العائلة حول الكيكة اللذيذة التي تفوح منها رائحة البرتقال المنعشة وأكواب القهوة الساحنة، في إحدى أمسيات الشتاء الباردة. 


وصفة الكيكة سهلة: خلط البيض مع السكر وإضافة زيت الزيتون البكر وعصير البرتقال ثم  الدقيق وخميرة الحلويات والقليل من برش البرتقال. 

تقطير زهر البرتقال 

ويفضل التونسيون تناول “كيكة البرتقال” مع كوب من القهوة العربية المنكهة بقطرات من “ماء الزهر”. وماء الزهر هو ماء يتم تقطيره من بتلات أزهار البرتقال في المراحل الأولى من تفتحها. 

مع حلول موسم الربيع أواخر شهر مارس/ آذار يغمر عبق زهور البرتقال أرجاء الوطن القبلي في تونس والذي يشتهر بصناعة تقطير الزهر لاستخراج أثمن ما في الزهور من سوائل مركزة معطرة يشبهها البعض بالذهب الشفاف لقيمتها الغذائية والطبية العالية.

بعد جني زهور البرتقال تتم تنقيتها وغربلتها من الرواسب العالقة بها ويتم غسلها جيدا ثم تقطيرها في وعاء خاص حتى نحصل على ماء شفاف ذي رائحة زكية ومنعشة.