سينظر في وضع الحرّيات.. ترحيب جزائري بزيارة المقرّر الأممي
توجُّه جديد.. الجزائر تدعو مقرّرين أمميّين إلى زيارتها وتبدي انفتاحا على مهامّهم
باشر المقرر الأممي المعني بحرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، كيلمنت نياليتسوسي فول، أمس الأحد 17 سبتمبر، مهمته في الجزائر التي تمتدّ إلى غاية 26 سبتمبر الجاري بإجراء مقابلات مع مسؤولين رسميين وناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وفق ما نقلته صحيفة الخبر الجزائريّة اليوم الاثنين 18 سبتمبر.
واعتبرت الصحيفة هذه الزيارة، التي أُجِّلت عدة مرات، توجّها جديدا من السلطات العمومية في الانفتاح على المقرّرين الأمميين الخاصين، يتقدمهم الضيف الذي خاطب الحكومة الجزائرية مرات عدة الأعوام الماضية.
وستتوّج مهمة المقرر الأممي بإعداد تقرير سيقدّم إلى الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان الأممي.
وضم جدول أنشطة المقرّر في اليوم الأول لقاء مع ممثلين عن وزارة الخارجية ووفد عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان في الصبيحة وناشطين وممثلين عن جمعيات في المساء، فيما يُرتقب لقاء ممثلين عن المعارضة البرلمانية في قادم الأيام.
وتهدف المهمة، حسب مكتب المقرر الأممي لحرية التعبير والمقرر الخاص المعني بحرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، إلى “تقييم الوضع والامتثال للحقوق المذكورة أعلاه، بما في ذلك الإطار القانوني المعمول به والتقدّم المحرز والتحدّيات والفرص المتاحة لتعزيز الحقوق”.
ويتابع المبعوث في إطار مهمّته عددا من القضايا مثل: التدابير الإجرائية والعملية لعقد التجمّعات والاحتجاجات السلمية وتسهيل التجمّعات السلمية من قبل المسؤولين عن إنفاذ القانون ومراقبة حقوق الإنسان أثناء التجمّعات السلمية ووضع النقابات العمالية وتمويل الحملات السياسية (الانتخابات) وحالة الفئات الهشة وتدابير مكافحة الإرهاب والحق في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات. وأعلن أيضا أنه سيجري مناقشات مع المسؤولين الحكوميين والجهات الفاعلة في المجتمع المدني والصحفيين والمحامين ونقابات المحامين والنقابات العمالية وأي جهات فاعلة أخرى ذات صلة بهذا الشأن.
وستتوّج الزيارة بتقرير مؤقت يتضمن استنتاجات أولية وتوصيات يتعين على الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية تنفيذها، فيما سيتم تقديم التقرير الكامل عن المهمة في الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان، المقررة في جوان المقبل.
وقبل الزيارة دُعي ممثلو منظمات المجتمع المدني والجمعيات الناشطة وكل الفاعلين والناشطين وجميع أصحاب المصلحة المهتمين، في المستوى الوطني، إلى تقديم مساهماتهم ومعلومات ومقترحات بخصوص الممارسات الفضلى المرتبطة بممارسة الحق في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، حسب ما أشارت إليه الصحيفة.
ومن المنتظر أن يقوم المقرر الأممي بزيارات خارج العاصمة وإجراء مقابلات مع المنظمات والشخصيات المعنيّة بملف الحريّات والاطلاع على القضايا الأكثر استعجالا، التي تستدعي نقاشا أو توضيحا من قبل الحكومة.
وشارك كيلمنت نياليتسوسي فول في أغلب المراسلات والمساءلات التي تلقتها الجزائر في الأعوام الأخيرة بخصوص نشاط الجمعيات والناشطين.
ومن المنتظر أن تدعو الجزائر مقرّريْن خاصين آخرين على غرار دعوة الخبير المستقل المعني بحقوق كبار السن العام المقبل، فيما ينتظر استقبال المقرر الخاص بوضعية المدافعين عن حقوق الإنسان قبل أواخر العام الجاري وفق الجدول المؤقت لزيارات المقررين الخاصين للأمم المتحدة.
وتوجد الخبيرة المستقلة المعنية بحقوق كبار السن، كلوديا ماهلر (النمسا)، في قائمة الخبراء الأمميين المدعوين أو المقبولة زيارتهم للجزائر.
وتأمل الحكومة الجزائرية في السياق ذاته في تجاوب المقررين المعنيين بالحقوق الثقافية والحق في الغذاء والخبير المستقل المعني بحقوق الإنسان والتضامن الدولي، لزيارة الجزائر، فيما تمّ منح الموافقة المبدئية لاستقبال مجموعة من المقررين، منهم الفريق المعني بالمفقودين وإمكانية زيارة الخبير المستقل المعني بإقامة نظام دولي ديمقراطي ومنصف.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون جدّد، في لقاء مع الصحافة، رفضه وعدم اعتراف الدولة بالتصنيفات التي تصدرها منظمات غير حكومية، مشددا على أن “التصنيف المعتمد رسميا من قبل الجزائر هو تصنيف منظمة الأمم المتحدة لحيادية مؤسساتها”.