كشف رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أنّ مصر تخطّط لإحياء مسار خروج “بني إسرائيل” في سيناء، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ووفق تصريحات مصطفى مدبولي، سيتم تنظيم رحلات سياحية إليه وذلك فور الانتهاء من أعمال تطوير موقع “التّجلي الأعظم”، بمدينة سانت كاترين في جنوب سيناء.
وإعلان الحكومة المصرية جاء دون تحديد واضح لمعالم مسار خروج “بني إسرائيل” في سيناء، ما أثار جدلا تحديدا بين الأثريين والمؤرخين، إذ يعتبر البعض أنّ هذا الحدث لا صحة لوجوده نظرا إلى عدم ظهور ما يثبته تاريخيا حتى الآن، فيما يعتقد آخرون أنه حقيقة لا يمكن إنكارها واتفقت عليه الأديان الإبراهيمية الثلاثة رغم الخلاف في التفاصيل التاريخية.
وفي تصريح للحرّة، قال الأمين السابق للمجلس الأعلى للآثار، محمد عبدالمقصود، إنّ مصر حاليا تهتم بإحياء المسارات الدينية بشكل عام في إطار تشجيع السياحة الدينية، مثل مسار العائلة المقدسة، ومسار آل البيت، ومسار الخروج”.
وتابع أنّه “توجد عدد من التفسيرات والدلالات التاريخية المتضاربة بشأن تفاصيل قصة خروج بني إسرائيل من مصر والتي ظلت دون دليل لعلماء الآثار”، موضّحا أنّ “مسار الخروج تم ذكره في الكتب السماوية الثلاثة لكن ببعض الاختلافات”.
لكنه أوضح أنّه “بعيدا عن الجانب الديني، فلا يوجد حتى الآن آثار تاريخية أو دلائل علمية واضحة لمسار الخروج، مشيرا إلى أنّ المثبت حتى الآن هو آخر نقطة في هذا المسار هو مكان التجلّي في سيناء، والذي توجّهوا بعده إلى الأرض المقدّسة في فلسطين ومن ثم استكمال الطرق”.
وفي ما يتعلق بالمسار في سيناء والذي تسعى الحكومة المصرية إلى إحيائه، قال عبدالمقصود إنه “لا يوجد أيّ دليل واضح للطريق الذي سلكه بنى إسرائيل وقتها”.
ومنذ 2014، بدأت السلطات المصرية حملة تهجير واسعة لسكان سيناء بداعي مكافحة الإرهاب، حيث تمّ هدم أحياء سكنية بالكامل.
عشرات الآلاف جُردوا من منازلهم ومزارعهم، من دون تعويضات تذكر، ويعيش أهالي شمال سيناء منذ سنوات عزلة مستمرة، لا تختلف عن عزلة شعب تم اقتلاعه قسرا من أرضه.
وما كشفته “هيومن راتيس ووتش” و”مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان” في تقريرهما، أنّ ”الجيش المصري طرد في شمال سيناء بشكل غير قانوني عشرات آلاف السكان، ودمّر منازلهم ومزارعهم وسُبل معاشهم.
ووفق تقارير حقوقية، فقد دمّر الجيش المصري ما لا يقل عن 12.350 مبنى، معظمها منازل، كان أحدث جولاتها في منطقة العريش. كما جرف، وأفسد، ومنع الوصول إلى ما لا يقل عن 6 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية، معظمها منذ منتصف 2016.
ويرى رواد منصات التواصل الاجتماعي أنّ “الحملة التي يقودها السيسي ليست إلا المرحلة الأخيرة لتمكين الصهاينة من إنشاء دولتهم المزعومة”.
ويعتبر آخرون أنّ سيناء يتم إبقاؤها خالية من المصريين منذ عقود لإثبات أحقية اليهود فيها الآن، مع الحديث عن إحياء مساء خروج “بني إسرائيل”.
ويقول آخرون إنّ هناك مخطّطا كاملا أعدّه السيسي وراء إحياء مسار “خروج بني إسرائيل” في سيناء في هذا التوقيت وفي ظل وجود حرب مدمّرة في المنطقة وعدوان متواصل على الفلسطينيين.
ويرون أنّ السيسي ” يهدف لخلق آثار وتاريخ مزعوم للكيان المحتل وبهذا يعطي ورقة أحقية أنّ سيناء جزء من إسرائيل الكبرى”.
ويتساءل آخرون عن الجدوى من إحياء هذا المسار، بينما يعيش الشعب الخصاصة والجوع، في ظلّ انهيار الجنيه أمام الدولار وارتفاع نسبة التضخم.