كشفت تقارير صحفية عن تنسيق عسكري وميداني متسارع ومتصاعد، بمنطقة “المثلث” السودانية، بين قوات التدخل السريع بقيادة حمدان دقلو “حميدتي”، وقوات خليفة حفتر.
وأشارت التقارير التي نشرتها مواقع سودانية، من بينها موقع “دبنقا” الإخباري، إلى أن التعاون والتنسيق ما بين الدعم السريع وقوات حفتر، يشمل بشكل رئيسي نقل الأسلحة والمواد العسكرية الإماراتية.
أهم الأخبار الآن:
ووفق المصادر ذاتها، فإن الإمارات تقوم بنقل الأسلحة والمعدات في رحلات جوية إلى منطقة الكفرة جنوب ليبيا، والمتاخمة لمنطقة المثلث في السودان.
وتعتبر منطقة “المثلث” السودانية منطقة استراتيجية، إذ تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر.
كما تتمتع المنطقة بموقع جغرافي حيوي، إذ تُعد معبراً حدودياً اقتصادياً واستراتيجياً بين الدول الثلاث، ومركزاً مهماً للتجارة والنقل بين شمال وشرق إفريقيا.
كما تحتوي المنطقة على موارد طبيعية تشمل النفط والغاز والمعادن، إلى جانب كونها فضاءً يعكس التنوع الثقافي والتداخل الاجتماعي بين شعوب دول المنطقة.
وكانت قوات التدخل السريع، قد أعلنت في وقت سابق أمس الأربعاء، سيطرتها على منطقة المثلث، عقب انسحاب قوات الجيش السوداني منها في إطار “ترتيبات دفاعية وإعادة تموضع”.
رحلات شحن إماراتية
ووفق ما نشره موقع “دبنقا” الإخباري، فقد شهد مطار الكفرة الليبي، زيادة ملحوظة في الفترة الأخيرة في عدد رحلات الشحن الجوي القادمة من الإمارات.
يشير ذلك بشكل واضح إلى تصاعد حجم الدعم العسكري الذي تؤمنه أبو ظبي لفائدة قوات الدعم السريع، والذي تقوم قوات حليفها حفتر بنقله من الكفرة عبر الحدود إلى منطقة المثلث السودانية.
ونقل موقع “دبنقا” الإخباري، معطيات رصدها المحلل الاستراتيجي والمختص في الأمن والصراعات في إفريقيا ريتش تيد، والمتعلقة بزيادة ملحوظة في رحلات طائرات الشحن الجوي من الإمارات إلى مطار الكفرة، الواقع بالقرب من المثلث الحدودي السوداني.
وتؤكد صور الأقمار الصناعية التي رصدها ريتش تيد، بتاريخ 21 و31 ماي الماضي، وجود ثلاث طائرات شحن جوي إماراتية في مطار الكفرة.
ووفقا لريتش، فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية الملتقطة يوم الأربعاء، ما لا يقل عن خمس طائرات شحن جوي في مطار الكفرة.
مواجهات حدودية
وكانت منطقة العوينات في منطقة “المثلث” الحدودية السودانية، قد شهدت الأسبوع الماضي، اشتباكات بين قوات للجيش السوداني، وقوة ليبية تابعة لحفتر، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى وأسرى.
ونقلت مصادر صحفية أن الاشتباكات وقعت بين القوة المشتركة للجيش السوداني، وكتيبة “سبل السلام” السلفية الموالية لخليفة حفتر.
وقال عبد الرحمن هاشم قائد “كتيبة السلام” الموالية لحفتر، إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل اثنين من القوة السودانية وأسر عدد من جنودها، كما جرى أسر ثلاثة جنود من قواته.
وفي وقت سابق، اتهمت قيادة الجيش السوداني قوات حفتر، بالتعدي على سيادة السودان في النقاط الحدودية بمنطقة المثلث الحدودية.
وأضافت قيادة الجيش السوداني، أن قوات الدعم السريع، مسنودة بكتائب السلام الموالية لخليفة حفتر الليبية استولت على النقاط الحدودية في المثلث بغرض السيطرة على المنطقة.
ووصف بيان الجيش السوداني، التدخل المباشر لقوات خليفة حفتر، إلى جانب الدعم السريع في الحرب “تعدياً سافراً على السودان”.
وأضاف البيان أن تدخل قوات حفتر يشكل امتدادا للمؤامرة الإقليمية على السودان.
بدورها اتهمت وزارة الخارجية السودانية، الإمارات بتمويل والتنسيق مع قوات حفتر والجماعات التابعة لها، للتدخل مباشرة في القتال في السودان.
وقال بيان الخارجية السودانية، إن حدود السودان مع ليبيا “ظلت معبرا رئيسيا للأسلحة والمرتزقة لدعم قوات الدعم السريع”.
وطالب البيان المجتمع الدولي، بإدانة الهجوم على منطقة المثلث الحدودية، مشددا على “التعامل بحزم مع هذا التهديد الخطير لسيادة ووحدة السودان”.
حرب الموارد والجغرافيا
وتذهب تقارير تحليلية، إلى أن دخول قوات حفتر على خط المعارك مع الدعم السريع، في منطقة المثلث السودانية، تكتسي أبعادا عدة، فهي تهدف أولا إلى ضمان السيطرة عليها بما تشكله من أهمية استراتيجية وحيوية.
وتمنح السيطرة على منطقة المثلث، ميزة تأمين خطوط الإمداد عبر الحدود، ما يسمح بزيادة تدفق الأسلحة، وعمليات الشحن الجوي الإماراتية لحلفائها في ليبيا والسودان.
وعلى مستوى آخر، فإن الثروات المعدنية والطاقية التي تحتويها المنطقة، تمثل مصدر تمويل مغر سواء لخليفة حفتر وكذلك الدعم السريع الباحث عن توفير مصادر بديلة للتمويل.
ويؤكد تقرير لموقع “دبنقا” الإخباري هذه القراءة، إذ يشير إلى أن المعركة على منطقة المثلث الحدودية، تؤشر على حرب على الموارد تمر خاصة عبر السيطرة على مناجم الذهب وتجارته.
كما تشكل منطقة “المثلث” نقطة تقاطع لطرق الهجرة السرية بمواردها الهائلة، ما يزيد من أهميتها الاقتصادية والجغرافية، فضلا عن ضمان السيطرة على طريق تمرير السلاح.
ويرجح خبراء على ضوء هذا التحليل، أن تكون سيطرة الدعم السريع على المنطقة، منطلقا لمواجهات أكثر عنفا وشدة بين حلفاء الإمارات والجيش السوداني، والتي قد تعبر شرارتها الحدود إلى دول الجوار.
أضف تعليقا